التقى مدير عام الجمارك مجدي الحكمية ظهر أمس الأحد تجار طرطوس وفعالياتها التجارية والاقتصادية بحضور رئيس وأعضاء مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة ومديري الجمارك والتجارة الداخلية والمالية والاستهلاكية لبحث مقترحات المستوردين والمصدرين والتجار بسبب حملة الجمارك الأخيرة بشكل خاص وعمل الجمارك بشكل عام.
ايرادات حملة المكافحة
حكمية أكد أن الحملة ستستمر حتى نهاية الأزمة وفق آليات وضوابط تمّ التوصل إليها مع غرف التجارة والصناعة بعد أن اعترضتها مشكلات كثيرة، مبيناً أن الجمارك لم تعد منفذة للقرارات والتعليمات الحكومية وحسب إنما أصبحت شريكة في صنع القرار الاقتصادي والمالي
وأثبتت دورها الفاعل في ذلك وفي استشراف ومعالجة القضايا والمشكلات قبل حصولها، وقد حققت خلال الفترة الماضية إيرادات كبيرة وتدعم الخزينة العامة بالأموال والقطع الأجنبي من خلال الحملة بشكل خاص وعملها الجمركي بشكل عام، مؤكداً أن الغاية من الحملة ليست جمع الأموال للدولة فقط وإنما غايتها إلى جانب ذلك حماية القطاع الصناعي الوطني بشكل خاص والإنتاج الوطني بشكل عام وضبط المخالفات ومنع دخول المواد الممنوعة.
صعوبات ومعوقات
وخلال اللقاء تحدّث بعض المستوردين عن المعاناة التي يلاقونها لإنجاز عمليات استيراد المواد بسبب طريقة التعامل في البنوك الخارجية نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على الشعب السوري والحظر المصرفي المفروض على سورية، كما تحدّث عدد من المصدرين عن تعهدات قطع التصدير وعدم مراعاة الأسعار الاسترشادية للأسعار العالمية حيث تفوقها بكثير لعدد من المواد، وبسبب فرض علاوات وغير ذلك، ما أدّى إلى تراجع التصدير إلى حدوده الدنيا ما انعكس سلباً على تأمين القطع الأجنبي للبلاد وعلى الاقتصاد والإنتاج الوطني، كما أشار بعض المتحدثين إلى صعوبات يواجهونها أثناء نقل مادة زيت الزيتون إلى معامل التعبئة والتكرير في الساحل وإلى مشكلات تتعلق بالدخول إلى بعض المحلات وليس المستودعات.
ترشيد الاستيراد
مدير عام الجمارك أجاب على الطروحات مؤكداً أن الجمارك لا يهمها الفاتورة وإنما يهمها إظهار البيان الجمركي المتعلق بالبضاعة وإذا لم يكن البيان موجوداً فمعنى ذلك أنها دخلت تهريباً ويجب مصادرتها وتطبيق الرسوم والغرامات على حائزها ومن ثمَّ يتوجب على التجار عدم شراء مواد بدون بيانات جمركية لأن الحكومة من خلال الجمارك ستتخذ الإجراءات المناسبة بخصوصها، مضيفاً إن الحكومة تعمل على ترشيد الاستيراد للحفاظ على القطع الأجنبي وتأمين المواد الضرورية للاستهلاك المحلي، وبالنسبة للمواد الأولية تشجعها الدولة ولكن لا تشجع على إدخال المواد نصف المصنعة حيث إن رسومها أكبر من المواد الخام، مشيراً إلى أن التعرفة الجمركية التي وضعتها إدارة الجمارك تتضمن رسوماً عادلة وهي تدعم الإنتاج الوطني وتشجع على استيراد المواد الخام لتصنيعها داخل البلاد.
آلية التحري
وأوضح المدير العام أن دوريات الجمارك تقوم بدورها في نقاط عائدة لها وليست مع جهات أخرى حيث ثبت أن الدوريات المشتركة لم تكن فعالة، مؤكداً أنه تم التوجيه بعدم اعتراض أي شاحنة تحمل زيت الزيتون إلا إذا وجدت عند الحدود وفي طريقها للتهريب، كما تم التوجيه خلال اللقاء بعدم الدخول إلى المحلات في الأسواق إلا في حالات استثنائية وإنما يكون الدخول من قبل عناصر الضابطة الجمركية إلى المستودعات بحضور مندوبين من غرف التجارة والصناعة وبدون مظاهر مسلحة وبكامل الاحترام، كما وعد الحكمية بمتابعة وضع الأسعار الاسترشادية كل 15 يوماً.