أصبحت أسعار الحلويات في سورية حلم يرواد كل الأسر السورية وذلك بعد الارتفاعات الخيالية التي أصباها لتنضم إلى قائمة المواد الترفيهية والتي سيكون من الصعب إدخالها في ظل تراجع الدخل وتوقف العمل وانخفاض القدرة الشرائية.
حيث يبقى القدرة على شراء قطعة منها يبقى بعيد المنال عن الفقراء أو ذوي الدخل المحدود نظراً لارتفاع أسعارها التي لا تطولها سوى أيدي الأغنياء وكبار الكسبة من رجال الأعمال والأغنياء. وأدى ارتفاع أسعار الحلويات إلى حالة من الركود في أسواق الحلويات وانخفاض عدد المستهلكين واتجاه ربات المنازل المعيلات لأسر كبيرة إلى صناعة الحلويات بمواد أولية بأقل التكاليف في المنازل لتأمين حاجة أسرهم، إضافة إلى إمكانية تقديمها للضيافة في الأعياد والمناسبات.
و أوضح "ماجد حقي" " أمين سر جمعية صناعة الحلويات في دمشق" أسباب ارتفاع وتفاوت أسعار الحلويات إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية المتغيرة المستخدمة في صناعة الحلويات من سمون وزيوت وفستق وطحين وسكر، مشيراً إلى وجود خمسة أنواع من الفستق التي يأتي الفستق العجمي في مقدمتها الذي يتجاوز سعر الكغ منه 7500 ليرة، والفستق البلدي الذي يتجاوز سعر الكغ منه 9000 ليرة، كما يتراوح سعر الكغ من السمون الحيوانية بين 1800- 3000 ليرة، والسمون النباتية الـ500 ليرة وسعر الكغ من القشطة البلدية ألف ليرة والمغلية 800 ليرة، وسعر كغ العجوة بنواتها 600 ليرة، وكغ السكر 225 ليرة.
وتختلف عيارات كمية القطر خلال الصيف عن الشتاء من حيث الحصول على الكثافة المطلوبة لصناعة الحلويات ولاسيما المبرومة، ويحتاج تحضير القطر في الشتاء بمقدار 50كغ من السكر مع 12كغ من المياه، أما في الصيف فتضاف لكمية السكر المذكورة مقدار 10كغ من المياه، إضافة إلى ارتفاع أسعار التكاليف الثابتة لصناعة الحلويات مثل الكهرباء والغاز والمازوت وأجور اليد العاملة ومتمماتها(تأمينات اجتماعية- ضرائب- تأمين صحي...)، إذ تصل قيمة هذه التكاليف إلى 50% من تكاليف صناعة الحلويات علماً بأن أجرة الشيف في صناعة الحلويات تصل إلى 200 ألف ليرة شهرياً في المواسم والأعياد
ويُباع كغ المبرومة من النوع الأول بمبلغ 7 آلاف ليرة والنوع الشعبي الذي تستخدم فيه كمية الفستق بنسبة 18% فيباع الكغ منها بمبلغ 3 آلاف ليرة، وتصل قيمة كغ القطر اللازم لصناعة السكاكر إلى 400 ليرة وسعر الكغ من حمض الليمون إلى 500 ليرة، وتصل تكلفة صناعة الكغ من سكاكر الكراميل المحشوة بزبدة الكريم والحليب مع استخدام ورق السلوفان اللازم للف الكرميل إلى 800 ليرة، وتكلفة الكغ من سكاكر الدروبس تتراوح بين 500-600 ليرة بحسب نوع الاصنص والمواد الأولية والملونات والسلوفان المستخدم، وارتفعت تكاليف التغليف والعلب، حيث يتراوح سعر العلبة بين 75- 300 ليرة بسبب ارتفاع أسعار الكرتون والسلوفان ومواد التغليف.
وأشار حقي بحسب صحيفة محلية إلى أنه يتم تأمين المواد الأولية اللازمة لصناعة الحلويات من قبل الحرفيين عن طريق التجار، علماً بأنه في الثمانينيات من القرن الماضي حين كان الاقتصاد موجهاً، كان يتم استيراد المواد الأولية وتوزيعها على الحرفيين من الجهات العامة المختصة، وعندما تغيّرت سياسة الاقتصاد الموجه إلى سياسة اقتصاد السوق في التسعينيات من القرن الماضي أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية بما يعود بالفائدة على التجار والتحكم بأسعار المواد تحت ذرائع تناسبهم.
وأشار حقي إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تقوم بإلزام الحرفيين الممارسين لصناعة الحلويات بتقديم بيانات تكاليف عن منتج الحلويات إلى دائرة الأسعار في مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظات التي تقوم بدورها بسحب عينات وتحليلها وتحديد أسعارها المقررة بموجب القرار 3133 لعام 2011 وفي 30/8/2015 صدر القرار رقم 1753 عن الوزارة نفسها الذي تضمن تشكيل لجان لدراسة تكاليف الأسعار ميدانياً والسماح بهامش ربح لبيع الحلويات بنسبة 25% من قيمة إجمالي التكاليف المتغيرة والثابتة، ويبلغ عدد الحرفيين المنتسبين لجمعية صناعة الحلويات في دمشق 585 حرفياً، بينما يصل عدد الممارسين لهذه المهنة حسب جداول مديرية المالية في المحافظة إلى 1865 حرفياً.
يُذكر أن تاريخ صناعة الحلويات العريق الذي يعود كما ذكرنا إلى 1400 عام، إذ كانت تتم عملية تحلية الحلويات بالدبس أو التين بشكل يدوي، وقد تطورت هذه الصناعة منذ 100 عام بعد توافر التيار الكهربائي واستخدام الآلات الحديثة في هذه الصناعة.