لن تكون رسوم الدراسة في العام القادم في الجامعات الرسمية السورية كما هي عليه هذا العام، حيث وضعت الحكومة مزيداً من الأعباء الاقتصادية أمام الطلّاب، بعد أن أعلن بدء تطبيق القرار رقم 138، والذي كان قد اتخذه في 15/12 من العام الماضي، والقاضي برفع رسوم التدريس في الجامعات الرسمية إلى حد الضعف.
وببدء تطبيق هذا القرار سيزداد العبء الاقتصادي على الطلاب السوريين وذويهم على حدٍ سواء، بعد أن باتوا تحت وطأة ارتفاع الأسعار، وانخفاض مستوى الدخل وضعف القوة الشرائية لليرة السورية، ما دفع البعض للتفكير بالانسحاب من إتمام تحصيله العلمي بسبب هذا الارتفاع في الرسوم.
رسوم مضاعفة
وفقاً لنسخة القرار، فإن رسم الموازي في كلية الآداب ارتفع إلى 70 ألف ليرة، بعد أن كانت 40 ألفاً، وارتفع رسم الموازي في كلية العلوم إلى 75 ألف بعد أن كان 45 ألفاً، وارتفعت رسوم الموازي لكليات الحقوق والاقتصاد والتربية لتصبح 60 ألفاً بعد أن كانت 40 ألفاً، في حين ارتفعت رسوم التعليم الموازي لكلية الزراعة والطب البيطري إلى 100 ألف بعد أن كانت 60 ألفاً، وارتفعت رسوم الموازي في كليات الهندسات والفنون الجميلة لتصبح 150 ألفاً بعد أن كانت 110 آلاف، فيما ارتفعت رسوم الموازي للطب وطب الأسنان والصيدلة لتصبح 200 ألف بعد أن كانت 160 ألف #ليرة_سورية .
الارتفاع شمل أيضاً ماجستير التأهيل والتخصص ليصبح 12500، فيما ارتفعت رسوم التسجيل دبلوم التأهيل التربوي، لتصبح 5 آلاف ليرة، وارتفعت معها رسوم التسجيل على المواد للتعليم المفتوح لتصبح 5 آلاف ليرة للمرّة الأولى، و6500 ليرة في حال الرسوب والرغبة بتقديمها مرة أخرى، و7500 ليرة في حال الرسوب للمرّة الثالثة.
وازدادت رسوم التسجيل في المرحلة الجامعية الأولى، لتصبح 2800 ليرة في الكليات النظرية، و3100 ليرة للكليات العملية، و1800 ليرة رسم إعادة التسجيل، و5 آلاف ليرة رسوم التسجيل في السنة الأخيرة لهذه الكليات.
وارتفعت أيضاً رسوم التسجيل لامتحان اللغة في الماجستير والدكتوراه لتصبح 3000 ليرة، وارتفع معها رسم التقدّم للامتحانات في الدورة التكميلية لطلاب السنة الأخيرة لتصبح 2000 ليرة، وارتفع أيضاً رسم التقدّم إلى أي مادة من خارج الجامعة لتصبح3000 ليرة، ورسم معادلة الشهادة الأجنبية في درجات التأهيل والتخصّص إلى 5000 ليرة.
الرفع شمل أيضاً تكلفة استخراج كشف العلامات ليصبح 2000 ليرة، والمصدّقة البديلة عن المفقودة لتصبح 5000 ليرة، والمصدّقة البديلة عن المفقودة للمرة الثانية لتصبح 10000 ليرة، وارتفعت كلفة الاعتراض على النتائج الامتحانية لتصبح 1000 ليرة.
استياء عام
وأدّى هذا القرار إلى حالة استياء واضحة في صفوف الطلّاب، حيث أبدا معظم الطلاب سخطاً كبيراً على القرار، فيما اتجه آخرون للتفكير بالانسحاب من العملية التعليمية كلّها خاصة الشق الموازي منها.
وقال وسام، وهو طالب يدرس الأدب الانكليزي في التعليم الموازي لموقع الحل السوري : “إنهم لا يريدون أحد ليدرس” وأضاف أن وزارة التعليم العالي تسارع فقط لافتتاح الجامعات الخاصة التي أصبحت لا تُعد ولا تُحصى، لتصبح الدراسة حكراً فقط على الطلاب الذين يمتلكون الأموال فقط، مؤكّداً أنه منذ افتتاح هذه الجامعات بدأت الجامعات الحكومية تزداد مصاريفها من جهة وتترهّل فيها العملية التعليمية من جهةٍ أخرى، بسبب توجّه جميع المدرّسين إلى الجامعات الخاصة طمعاً بالحصول على رواتب أفضل”.
وقالت فاتن، وهي طالبة في كلية الهندسة تدرس في التعليم الموازي أيضاً: “مطلوب مني الآن أن أدفع 150 ألف ليرة كل عام، عدا عن مصاريف المحاضرات والمواصلات إلى الجامعة، وتقديم المواد والمصاريف الشخصية وغيرها من الأمور التي تحتاجها أي طالبة” وأضافت أن دخل والدها لا يتعدّى 45 ألف ليرة شهرياً، وهذه المصاريف لا تكاد تكفي لتأمين المصاريف الأساسية للحياة، متسائلةً عن مدى قدرتها على إتمام دراستها وفق الرسوم الجديدة.
وتضيف الطالبة إنه “في جميع دول العالم يتم تشجيع الطلّاب ومنحهم حوافز ومبالغ مادية وأمور معنوية أخرى ليتمكّنوا من إتمام دراستهم، مؤكّدةً أنه بمقارنة الدخل فإن التعليم في سوريا هو الأغلى عالمياً”.
يوضّح مُدرّس معيد في كلية الآداب بجامعة دمشق (رفض إيراز اسمه) للحل أن سعر ساعة المدرّس لا يتعدى 280 ليرة، متسائلاً: “لماذا رفعوا الرسوم على الطلاب ولم يرفعوا رواتب المدرّسين؟”.
ويعاني المدرّسون الجامعيون في سوريا من انخفاض رواتبهم بشكلٍ حاد، والتي لا تتعدّى 90 ألف ليرة سورية في أحسن الأحول ، لتكون رواتب المدرّسين الجامعيين السوريين الأخفض عالمياً، ما دفع الكثير منهم للاتجاه إلى الجامعات الخاصة أو السفر بحثاً عن ظروف حياةٍ أفضل.
التعليم يكلّف وسطياً مليون و نصف المليون ليرة
وفي حسبة متوسّطة لكلفة الدراسة في التعليم الموازي أو المفتوح لمدّة 4 سنوات، فكانت 100 ألف ليرة رسوم في كل عام تقريباً، أي أنها 400 ألف في 4 سنوات، وعلى أن متوسّط المصاريف الشخصية للطالب الجامعي بين طعام وشراب ومواصلات وثمن محاضرات تبلغ 1000 ليرة يومياً، فإن المصاريف في السنة الواحدة 250 ألف ليرة، وحوالي المليون ليرة ليرة خلال 4 سنوات، وفيما لو تم جمع هذا المبلغ مع الرسوم البالغ 400 ألف، يُصبح المبلغ نحو مليون و أربعمائة ألف ليرة سورية
ويمثّل هذا الرقم تكلفة الدراسة في الكلّيات النظرية وليس الكلّيات العملية كالطب والصيدلة التي تكلّف مبالغ باهظة، وفيما لو قارنّاه بمتوسط الدخل في سوريا، تُصبح سوريا أغلى دولة في العالم من حيث تكاليف الدراسة.
المصدر: موقع الحل السوري