خاص B2B-SY | طلال ماضي
عندما تقوم محافظة طرطوس بالاجتهاد في توزيع مخصصات شريحة الاليات الزراعية والصناعية والهندسية من مادة المازوت كل عشرة ايام على محطة في اتجاه مختلف بريف المحافظة، بعد حرمان هذه الشريحة منذ عدة اشهر مضت، وتوفر المادة في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، يخطر على بالك سؤال، اذا كانت المادة توزع عبر البطاقة الذكية، فمن اين يباع عشرات الالاف من الليترات يوميا في السوق السوداء؟ وكيف تسير هذه المركبات في الاسواق منذ عدة أشهر الى اليوم من دون توزيع مخصصات .
ومن الغريب جدا أن تستمر المحافظة في معاقبة هذه الشريحة من مادة المازوت ومن الغريب ايضا منح الموافقات الفردية هنا وهناك وفرملة عدالة ذكاء البطاقات، في الوقت الذي تدعي فيه شركة محروقات أن لديها مخزون جيد من مادة المازوت، وستبدأ بتوزيع مازوت التدفئة خلال شهر آب القادم .
ولدى سؤال بزنس 2 بزنس لعدد من اصحاب المركبات عن الية الحصول على المازوت الحر، أكدوا وجود تجار يبيعون هذ المادة بعد ان يتم تعبئتها من محطات الوقود ، وليس من قبل الشركات الخاصة التي اعلن عن استيرادها المازوت في شهر نيسان الماضي، لمدة 3 أشهر وحددت سعر الليتر 475 ليرة .
ناصر الاحمد سائق على سيارة قلاب لفت الى قيام المحافظة منذ أكثر من شهر بتوزيع صهريج الى احد المحطات في الريف، وعند القدوم للتعبئة يقوم صاحب المحطة بقطع البطاقات من السيارات التي تقف على الدور، ومن ثم يعلن انتهاء المادة ،وعليك الذهاب عشرات الكيلو مترات لتعبئة سيارتك، ما يكلفك أعباء اضافية متسائلا عن سبب اللعب بمخصصات هذه الشريحة الأكثر استهلاكا دون حسيب او رقيب؟.
أبو وسام يملك سيارة كيا 4000 زراعية يقوم بنقل الخضار يوميا من حقول الفلاحين الى سوق الهال يقول .."منذ عدة اشهر بعد حرمان آلياتنا من مادة المازوت، نشتري المازوت بالسعر الحر من اصحاب السرافيس وبعض محطات المحروقات بسعر مختلف ومتبدل، ونحن بدورنا نحمل الفلاح هذه التكاليف، حيث كنا نأخذ أجرة الطلب من مسافة 14 كم 4000 ليرة أصبحت اليوم أجرته 6000 ليرة .
المواطن ابو حمزه يسكن على أطراف مدينة طرطوس يقول: العام الماضي مخصصاتي من مازوت التدفئة، لم احصل عليهم ولم يتم توزيع المادة على المنازل، أين ذهبت مخصصاتي؟ أكيد هناك من تاجر بها، وفي بعض القرى تم توزيع ربع المخصصات فقط لكل عائلة، وهناك من شفط بقية المخصصات.
المهندس جميل يرى أن انتشار محطات المحروقات بكثافة في المحافظة بطريقة مخالفة لقانون تواجدها، يؤكد انها تجارة رابحة، وأن تجار الازمة بالتواطؤ مع مسؤولين فاسدين يسلبوا المواطن دفئه، ويجنون من المازوت الأخضر دولارات خضراء يتقاسمونها مع بعض الفاسدين دون حسيب أو رقيب، ومع تقارير مزورة تخرج من المحافظة تتحدث عن عدالة التوزيع .
على الطريق الدولي بين حمص وطرطوس، يكثر باعة المازوت على جانبي الطريق ويرى عابر الطريق "البيدونات" مكدسة ومعروضة للبيع ويكاد السعر موحد بين جميع الباعة، الا ان الشكوى مرتفعة من قبل السائقين من غشه، وفي أغلب المحطات في المحافظة يباع المازوت بالسعر الحر لزبائن محددة .
مهندس المعلوماتية وخبير البطاقة الذكية ( الذي فضل عدم الكشف عن اسمه) اعتبر في تصريحه لبزنس2بزنس، أن برنامج البطاقة الذكية قادر على ضبط كل ليتر مازوت يأتي الى المحافظة ويوزع، اذا كانت الارادة متوفرة لضبط المادة لدى المسؤولين في المحافظة، مستغربا نشاط سوق سوداء في طرطوس علما ان الجميع يستخدم البطاقة الذكية، وهذا يؤكد على التلاعب عبر الثغرات الموجودة للفائدة الخاصة، ويتم التكتم عليها من قبل المسؤولين في المحافظة.
ارتفاع اسعار مادة المازوت انعكس بدوره على اسعار المنتجات، حيث وصل ربح التاجر بكل كيلو من الفواكه والخضروات الى اكثر من 100 ليرة سورية، والسبب ارتفاع اجور النقل، وشراء المازوت الحر، كما ارتفعت اسعار المواد الاخرى التي تباع في الريف، وخاصة مياه الشرب التي يتم جلبها من ريف الدريكيش الى المحافظة، والحجة موجودة دائما شراء المازوت الحر .
تجار المازوت يعملون في طرطوس "بلا حياء" وعلى عينك يا تاجر كون الفساد" المعشش" في هذه المدينة له جذور محمية .