قامت تشرين بجولة على عدد من أسواق محافظة درعا الخاصة ببيع المدافئ والموكيت والأغطية والحرامات والديباج كان من الملاحظ انخفاض واضح في عرض هذه الوسائل مع ارتفاع كبير في أسعار المتوافر منها، ولدى سؤالنا عدداً من الباعة عن سبب انخفاض المعروض من وسائل التدفئة قياساً بالأعوام الماضية التي كنا نرى فيها مدافئ المازوت والغاز والكهرباء والحطب على قارعة الطرق، كما كنا نرى البطانيات والحرامات والديباجات تحتل الأرصفة قالوا: إن عدداً كبيراً من المعامل المنتجة لهذه الوسائل تعرضت للتخريب وتوقفت عن الإنتاج، أما المعامل التي لاتزال في طور الإنتاج فقد انخفض إنتاجها إلى أقل من ربع طاقتها الإنتاجية العادية وفوق كل هذا فقد صار أصحاب المعامل يشترطون على التجار شراء البضاعة من أرض المعمل.
وأحجم عدد من التجار عن تجديد بضائعهم وملء مستودعاتهم من البضائع بعد أن أصبحت هذه المستودعات شبه خاوية على عروشها، وقال التجار إن هذا الأمر أثر بشكل سلبي على توافر وسائل التدفئة وبالتالي ارتفاع المتوافر منها، وفي لقاء مع المواطن سعيد الحاصباني قال: أبحث عن بوارٍ لمدفأة المازوت بعد أن اهترأت بواري المدفأة القديمة الموجودة في البيت منذ عدة سنوات، وأضاف: إن التجار امتنعوا في ساعات الصباح عن بيع بواري المدافئ بعد أن أخفوا ما يتوافر لديهم منها إلا أنهم عادوا إلى عرضها بعد أن رفعوا أسعارها بنسبة 50% عن الأسعار التي باعوها فيه يوم أمس وتضاعف سعر البوري بطول 50سم من 55 ليرة في العام الماضي إلى 105 ليرات هذا العام، أما أسعار المدافئ الموجودة في الأسواق فقد ارتفعت إلى ضعف أسعار العام الماضي وبعضها ارتفع إلى أكثر من ذلك فسعر مدفأة المازوت متوسطة الحجم وصل إلى نحو خمسة آلاف ليرة مقابل 2400 ليرة في العام الماضي، كما لاحظنا في جولتنا توجه المواطنين لشراء المدافئ التي تعمل بالكهرباء والغاز في آن واحد بالرغم من ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز في السوق السوداء إلى أكثر من ألف ليرة للأسطوانة الواحدة لعدم توافرها في مراكز البيع في كل الأوقات ولانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، ويبدو أن عدم الثقة باستمرار وصول التيار الكهربائي لفترات طويلة دفع بالمواطنين الذين يملكون أجهزة التكييف الساخن (كونديشن- شوفاج) إلى البحث عن مدافئ الغاز والكهرباء التي وصل سعر أرخص أنواعها إلى أكثر من 4500 ليرة مقابل 3400 ليرة في الموسم الماضي، أما أصناف مدافئ الغاز والكهرباء ذات المستويات العالية فقد وصلت أسعارها إلى أكثر من 8000 ليرة للمدفأة الواحدة.
أما مدافئ الحطب التي ازداد الطلب عليها هذا العام فقد قفزت أسعارها إلى أكثر من 8000ليرة بعد أن احتل الطلب عليها المركز الأول من بين وسائل التدفئة لدرجة أن مستودعات التجار التي كانت متخمة بهذا النوع من المدافئ في السنوات السابقة أصبحت اليوم خاوية على عروشها, كما ترافق ارتفاع أسعار الحطب اللازم لتشغيل هذه المدافئ من خمسة آلاف ليرة للطن الواحد قبل عامين إلى عشرة آلاف ليرة في العام الماضي ليصل هذا العام إلى نحو 15 ألف ليرة وهذا السعر مرشح للارتفاع إذا استمر الطلب على الحطب بالدرجة ذاتها وخاصة أنه يعيش في أيام عزه بعد هجرانه في الماضي، ولم يتوقف ارتفاع أسعار وسائل التدفئة على المدافئ ومرفقاتها فحسب بل تعداه ليصل إلى الحرامات والسجاد والديباجات حيث ارتفع سعر الديباج بطبقة واحدة من 400 ليرة قبل عامين إلى 900 ليرة في هذه الأيام،.