كشفت وسائل إعلام اسرائيلية عن توقف إحدى أكبر شركات هاتف الخلوي في اسرائيل عن العمل إثر خلل مركزي وتعطل الخدمات المقدمة لحوالي 3 ملايين مشترك، "ما أثر في الحياة اليومية لغالبية الإسرائيليين، ومفاوضات تشكيل الحكومة".
وأشارت إلى أن "هناك مخاوف بأن يكون ما جرى ناجما عن حرب إلكترونية شنتها جهات موالية لسورية، ردا على غارة اسرائيلية على مركز البحث العلمي في رجمرايا بريف دمشق".
ونقلت صحيفة "الأوسط" السورية من كندا، عن وسائل الإعلام هذه قولها إن: "خللاً واسعاً أصاب أمس الأول شبكة الهاتف الخلوي التابعة لشركة بيلفون، الأمر الذي لم يسمح لمئات آلاف المشاركين في الخدمة من إرسال أو استقبال مكالمات أو رسائل نصية".
وبينت أن "الحال دام ساعات طويلة قبل أن تتمكن طواقم الشركة من التغلب على الخلل في منتصف ليلة الأحد الاثنين، والواقع أن الخلل الذي أصاب الشركة لم يقفز عن شركتي الهاتف الرئيسيتين الأخريين، سيلكوم وأورانج، اللتين لم تفلحا في تحمل الأعباء الناجمة عن غياب خدمات بيلفون".
وتأثرت كذلك شركات هاتف خلوي محلية أخرى أقل أهمية من الشركات الكبرى، لأنها تعتمد أساساً على البنية التحتية لـ"بيلفون" و"سيلكوم"، بحسب التقارير.
وبحسب الخبراء، إن الخلل وقع في مكون مركزي في الشبكة تجتمع عنده معطيات كل الزبائن، وهو المسؤول عن تحديد وتمييز الخدمات للمشاركين، فيما أعربت جهات فنية عن اعتقادها أن "الخلل نجم عن عطب في احدى ركائز شبكة بيلفون، الأمر الذي لم يسمح لمنظومة الحواسيب بتشخيص أرقام الهواتف أو خطوط المشتركين، وبالتالي تحويل المكالمات منهم وإليهم".
وبدأت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمس الأول، فحص ما إذا كان لانهيار شبكة "بيلفون" صلة بهجمات نفذتها من تصفها بـ"الجهات الإرهابية".
ومعروف أن في إسرائيل عدة جهات مسؤولة عن أمن الشبكات ومهمتها منع هجمات خارجية على إسرائيل ومنشآتها الحيوية.
وبسبب حجم العطب الذي أصاب "بيلفون" والعجز طوال يوم بكامله عن اكتشاف موقعه، تزايدت الشكوك باحتمال أن تكون الشبكة قد تعرضت لهجوم إلكتروني.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها إحدى شركات الهاتف الخلوي الإسرائيلية لمثل هذه الأعطال، إذ سبق وتعرضت شركة "سيلكوم" لعطل استمر أكثر من يوم في العام 2010.
وقاد العطل في الشركة الإسرائيلية إلى أن يتدخل مهندسو شركتي "أريكسون" و"إتش بي HP"، حيث قدمت الأولى أعتدة التصنيف وقدمت الثانية منظومات هندسة الرقابة الإلكترونية. وبعد إصلاح العطب أعلن المدير العام لـ"بيلفون" أنه "بقدر ما نعلم، الأمر لا يتعلق بتخريب أو باقتحام هاكرز وإنما بخلل هندسي، لكن تحليل المشكلة سيستمر، وستفحص الشركة أمر تعويض الزبائن".
واشارت التقارير إلى أن "الواقع أن المخاوف الإسرائيلية من أن يكون انهيار شبكة بيلفون نجم عن هجمات الكترونية لم تأت من فراغ، فخلال الساعات الـ48 التي سبقت الانهيار تعرض أكثر من ألف موقع الكتروني إسرائيلي لهجمات من هاكرز عرب رداً على الغارة الجوية على مركز البحوث العلمية السوري".
وكتب الهاكرز في غالبية المواقع التي سيطروا عليها، أن "هذا هجوم سايبر على مواقع انترنت الكيان الصهيوني رداً على الهجوم الإسرائيلي على مركز البحوث العلمية، انتظروا المزيد".
وأشار مدير شركة "ميدسك سكيورتي" لحماية المنظومات دورون سيفان، إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها هاكرز سوريون مواقع إسرائيلية"، مبينا أنهم "في كل مرة يبحثون عن ذرائع مختلفة، وعلى ما يبدو وفرت لهم الغارة مبررا جيدا".
ولاحظ خبراء الحماية الإسرائيليون أن الهاكرز السوريين ركزوا هجمتهم هذه المرة على مواقع صغيرة نسبيا، لا تمتلك مستوى حماية عاليا جدا، والتسلل إلى الخادم الذي يستضيف هذه المواقع "يفتح الباب" إلى بقية المواقع المستضافة هناك، كما في حجارة الدومينو، بحسب التقارير.
وأشار أحد الخبراء في مقالة له على صحيفة "معاريف" الاسرائيلية، إلى أن "اسرائيل موجودة على مرصاد الجيش الإلكتروني السوري، وأن الأيام الأخيرة تشهد على أن الانترنت بات عالما موازيا للعالم المادي، وهو حلبة صراع بين الأطراف المتعادية"، موضحا أن "الصراع يدور أيضاً ضمن قواعد سرية وغموض وعناصر مباغتة، تشبه النشاط القائم في العالم الحقيقي".
ولفت إلى أنه "بعد وقت قصير من الإعلان عن الغارة الإسرائيلية على سوريا وقعت عشرات المواقع الإلكترونية الإسرائيلية فريسة لهجمات أعلن مسؤوليته عنها الجيش الإلكتروني السوري".
يشار إلى أن تقارير إعلامية، ذكرت أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة الأربعاء الماضي، على قافلة عبرت الحدود من سورية إلى لبنان، الا ان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة نفت هذه الأنباء، مبينة ان طائرات حربية إسرائيلية قامت بقصف احد مراكز البحث العلمي في منطقة جمرايا بريف دمشق، مما ادى لاستشهاد 2 من العاملين هناك وإصابة 5 آخرين بجروح، وتدمير مبنى ذلك المركز، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة بالمكان.