تعكف وزارة الصحة على تطويق ومحاصرة مرض اللايشمانيا وبينت الدكتورة كناز شيخ مديرة الأمراض السارية والمزمنة أن المرض يعد من أهم المشاكل الصحية في القطر والتي تتطلب مجهوداً وإمكانيات أكبر وتعاون أوثق من قبل الوزارات المعنية للسيطرة عليها والحد من انتشارها نظراً لازدياد الإصابات في السنوات الثلاث الأخيرة إلى أرقام مسبوقة، مشيرة إلى انخفاض أعداد إصابات اللايشمانيا الجلدية المبلغ عنها خلال عام 2012 لتصل إلى 52982 إصابة مقارنة مع 58156 إصابة خلال عام 2011 و42173 إصابة خلال عام 2010.
وأوضحت الدكتورة " كناز شيخ" بحسب صحيفة " الثورة" بأنه يتم تقديم التشخيص والعلاج في أكثر من 260 مركزاً موزعاً في أغلب المناطق الموبوءة في المحافظات، علماً بأن التشخيص والعلاج متوفران ومجانيان في كافة المراكز، ويتم تأمين الأدوية سنوياً بالاستيراد من شركات دوائية عالمية مشهورة عن طريق المؤسسة العامة للتجارة الخارجية وتم في هذا العام طلب كمية من الأدوية من منظمة الصحة العالمية، كذلك فإن مراكز مكافحة اللايشمانيا تقوم بإجراء مسوحات في المدارس والأحياء والقرى للكشف المبكر عن الإصابات وعلاجها حتى الشفاء بهدف كسر حلقة انتشار المرض، كما تقوم بالتثقيف الصحي عن المرض وطرق انتقاله وأهمية دور الفرد والمجتمع المحلي في المكافحة من خلال المحاضرات وتوزيع المطويات التثقيفية، وتم في بعض المحافظات وحسب ما سمحت به الظروف الحالية تنفيذ حملات لرش المبيدات الحشرية لمكافحة العامل الناقل (ذبابة الرمل) في القرى الموبوءة كما يتم ابلاغ السيد المحافظ دورياً بصورة الوضع البيئي في مناطق الإصابات لتقوم كل جهة بدورها في الإصحاح البيئي والمكافحة.
وأبرزت الدكتورة شيخ أهمية التعاون والتنسيق مع الجهات الأخرى لمواجهة مرض اللايشمانيا باعتباره مرضا بيئيا لا يمكن التغلب عليه إلا بالإصحاح البيئي للمناطق الموبوءة بالمرض، مشيرة إلى ضعف التعاون القطاعي خلال الظروف الحالية وهذا يتطلب تفعيل دور المجلس الصحي الفرعي في المحافظة من حيث وضعه بصورة حجم المشكلة والوضع البيئي وأولويات ما يمكن القيام به من حلول وإجراءات إيجاد صرف صحي آمن وترحيل القمامة وإبعادها عن التجمعات السكنية ومكافحة الكلاب الشاردة، وإبعاد (المداجن والمباقر) من ضمن التجمعات السكنية ما أمكن والتخلص السليم من فضلات المداجن والأبقار بتغطية فضلاتها بطبقة من الكلس الحي أو الرمل أو تقليبها أسبوعياً وذلك لمنع توالد بيوض الذباب الرملي وضرورة طلاء جدران الاسطبلات الداخلية والخارجية بالكلس الحي مرة كل عام.
تنفيذ البلديات لحملات رش ضبابية في الصباح الباكر أو أواخر النهار صيفاً.
تفعيل دور لجان مكافحة الكلاب الشاردة والقوارض الصحراوية الخازنة للمرض وتركيز عملها في مناطق الإصابات وجوارها تحديداً.
قيام وزارة الإسكان بتحسين الخدمات في الضواحي الحديثة والاهتمام بواقع السكن في الضواحي السكنية الحديثة والإسراع بتأمين الصرف الصحي النظامي وترحيل مخلفات الأبنية وبرك المياه وتسليم هذه المنازل جاهزة لأصحابها كون مخلفات البناء والأقبية غير المسكونة والظلام والرطوبة والمخلفات فيها تشكل عاملا مشجعا على انتشار اللايشمانيا في ظل وجود بعض المصابين من العمال أو النواطير مما يساهم بنقل المرض للسكان الجدد واستيطان المرض.