رغم الحذر الشديد في تعاملات الدولار مقابل الليرة في السوق السوداء عند حاجز المئة ليرة خلال الأيام الماضية، إلاأن الدولار تخطى الحاجز بأكثر من ليرتان لسعر الشراء دون وجود بيع.
ولكن النظر إلى الأرقام المتداولة في السوق بشكل مفرد يوقعنا في الفخ الذي ينصبه المضاربون وخاصة الصرافين في السوق الذين يسعون جهدهم لرفع سعر الدولار إلى أعلى مستوى ممكن أمام الليرة، بغية جني الأرباح من الاتجاه الصاعد، رغم المقاومة التي تبديها السوق منذ أشهر لأي ارتفاع حاد وسريع للدولار، لأسباب متعلقة بتركيبة الطلب على الدولار في السوق السوداء والتي باتت محصورة في المضاربين بشكل كبير.
وفي تصريح لموقع "B2B" قال صرافون أن الحركة الشراء شبه متوقفة بدعم من بعض التجار الذين يصرون على المضي قدماً في تسخين السوق ورفعه قدر الامكان ، بغية جني الارباح بشكل سريع، مما زاد الطلب على مبيعاتهم اليوم صباحاً.
وبالمقابل أظهرت تداولات اليوم ولأول مرة توسيع الفارق بين سعر المبيع والشراء الى ليرتان والتي تحدث لأول مرة منذ نحو عام تقريباً،
وأشار المصدر أن التعاملات اليومية في السوق السوداء والتي لا تزال عند حدودها الدنيا من جهة الطلب، الأمر الذي يعطل أي اندفاع قوي للسعر، على حين يدخل الصرافون لإشاعة حالة من الشراء بغية تحفيز الطلب لدى المتعاملين، أي إن معظم الطلب الذي يتحدث عنه البعض اليوم في السوق هو من الصرافين، وهذا ما قد يحرك السعر باتجاه الارتفاع على نحو أقوى من الأيام الماضية
وفي أسعار السوق السوداء بلغ سعر الدولار للمبيع 104 ليرات و102 ليرة لسعر الشراء، فيما صعد اليورو لأعلى سعر في تاريخه الى 135 ليرة لسعر المبيع و132 لسعر الشراء موسعاً الفارق بين المبيع والشراء الى ثلاثة ليرات.
اما سعر الدرهم الاماراتي في السوق السوداء فقد سجل ايضا ارتفاع الى 27.60 لسعر الشراء و28.25 ليرة لسعر المبيع.
أما سعر الريال السعودي فقد سجل اليوم 27.05 لسعر الشراء و27.70 ليرة لسعر المبيع.
أما رسمياً فقد ارتفع أسعار " صرف المركزي" مقارنة بيوم أمس ليبلغ الدولار 83.12 ليرة لسعر الشراء و83.62 لسعر المبيع، بينما صعد اليوور هو الاخر بشكل قوي في نشرة اليوم الى 108.33 ليرة و109.10 ليرات لسعر المبيع.
في اسعار المصرف التجاري فقد بلغ الدولار ارتفاعاً طفيفا سجل فيه 95.65 ليرة لسعر الشراء و96.62 ليرة سورية لسعر المبيع، اما اليورو فقد استقر لليوم الثاني على التوالي عند 124.74 لسعر الشراء و126 لسعر المبيع.
والخلاصة مفادها أن الصرافون والمضاربون في السوق السوداء ماضون في طريقهم الى رفع الاسعار إلى أعلى حد ، بغية جني الارباح التي توقف عنهم الشهر الماضي، ولكن عند حدود قريبة سيخرج المضاربون والصرافون من السوق مع أرباحهم، أي سوف يبدؤون بالبيع عند المستويات المتوقعة لجني الأرباح الناجمة عن الفروق بين أسعار الشراء والمبيع، كما حصل في المرات السابقة مع العلم أن العائد المتأتي من عمليات المضاربة لا يتعدى 5% هذه الفترة بسبب تراجع مستوى الطلب وهذا بدوره يبقي القسم الأكبر من رأس المال المخصص للمضاربة خارج تعاملات السوق السوداء نظراً لتردي مستوى العائد مقابل المخاطرة المرافقة لعمليات المضاربة، وعلى هذا يسعى المضاربون لجذب اهتمام رؤوس الأموال تلك لدخول السوق عبر إشاعة موجة شراء جديدة تبقى متواضعة وغير قادرة على تحريك الدولار على نحو عميق وقوي، ويدلل على ذلك اتجاه الصرافين أمس إلى فتح المجال أمام الصفقات باتجاه الشراء عند مستويات عالية وإغلاقها باتجاه البيع، أي يمتنعون عن البيع لإثارة الطلب مستغلين بعض الإشاعات مثل «الإقبال على شراء الدولار» عملاً بمبدأ «اشتري على الإشاعة وبع على الخبر»، وهنا من المفترض تدخل المركزي على الأقل لضبط الشطط في السعر الذي يخلقه الصرافون والمضاربون في السوق السوداء.
وهنا نتوجه الى المصرف المركزي بالتدخل الايجابي لوقف تلك العمليات التي سوف تنعكس على الوضع الاقتصادي.