تجول ابو سوار الرجل الستيني يعمل سائق باليومية بين رفوف صالة السورية للتجارة ،تفحص الاسعار ويده على جيبته، وملامح القلق على وجهه وبعد تلقي الصدمة الاولى لا يوجد سعر كيلو خضار اقل من ٥٠٠ ليرة، قام بتعبئة حبتين بطاطا ومثلهم بصل وبندورة وعند الحساب طلب الكاشير منه الف ليرة واعطاه فاتورة، فتمتم وهو خارج (الله يعينا على هالزمن اجبرنا الشراء بالحبة).
فاتورة قلق هذه الشريحة من المواطنين من سيدفعها بحسب المستأجرة عهد المهجرة من دير الزور، وتقول استيقظت على رسالة من صاحب البيت يريد رفع اجرة بيته الى ١٠٠ الف ليرة ،همنا اليوم كيف سنؤمن هذا المبلغ، وما بعده من فواتير مياه وكهرباء وهاتف وانترنت التي تشكل نسبة ٢٠ بالمئة من الراتب.
فيروس كورونا المستجد قض مضاجع الاسر الفقيرة والمستورة، واصحاب الدخل المحدود والعاملين باليومية ،وفي القطاع الخاص، وملامح الخوف والقلق من القادم اصبحت واضحة وسط غياب المسؤولية الاجتماعية ومراعاة دور الحالة النفسية في التصدي لفيروس كورونا.
بزنس ٢ بزنس استطلع اراء الناس حول طرق المساعدة الممكنة الواجب على الحكومة اتخاذها في هذه الظروف الصعبة، فأجمعت الاراء على ضرورة القيام بالاعفاءات الفورية لفواتير المياه والكهرباء والهاتف والانترنت، واحداث صندوق طوارىء لجمع التبرعات من التجار ودعمه من الحكومة، وصرف الاموال على الاسر الفقيرة والتي خسرت عملها من جراء البقاء في المنزل ،وصرف مبالغ نقدية تؤمن الحد الادنى للمعيشة ،وتوفير مادة الغاز والزام اصحاب الفعاليات التي نشطت خلال الازمة على التبرع، وتاجيل المطالبات بالاقساط الشهرية الى وقت لاحق من دون فوائد.
الحكومة خصصت ١٠٠ مليار ليرة للتصدي لفايروس كورونا، وتقوم بحملات التعقيم وتجهيز غرف العزل والحجر بينما لم نشاهد في خطتها الاجتماعية حال الناس وتدبير امورهم وسط غلاء فاحش غير الاجتماعات والتاكيدات الاعلامية.
الامين السابق على خزينة الدولة ويعرف ما لها وعليها حاكم مصرف سورية المركزي السابق الدكتور دريد درغام، دعا الى تأمين الحدود الدنيا لمعيشة من فقد عمله او منع من مزاولته في زمن الكورونا وتخصيص مبلغ ٥٠ الف ليرة للعمال المسجلين في التامينات، وللذين اخرجوا من دائرة العمل، معتبرا ان هذا الطرح اولي واشعال شمعة خير من لعن الظلام.
وكون جميع دول العالم مشلولة بالعمل على الحكومة ان تستفيد من تجارب الدول الاخرى وما قامت به من اجراءات تجاه مواطنيها ،كما رأى عاصم احمد عضو لجنة التصدير في غرفة تجارة طرطوس داعيا الى الضرب بيد من حديد وضبط الاسعار بعد ان ارتفعت ٢٥ بالمئة كما ضبطت الحركة في الشوارع،وتقديم اعانات مالية فورية للاسر الفقيرة ،وازاحة استحقاقات القروض، وخفض الايجارات، وتشجيع المبادرات الحقيقية، وحث رجال الاعمال على العمل الحقيقي بعيدا عن الاستعراض.
المبادرات التي طرحت حتى اليوم خجولة وتقوم على توزيع الخبز وبعض المواد المعقمة لكن واقع الفقر يحتاج الى صندوق المعونة الحكومي للوصول الى الاسر التي تعاني الجوع لمحاصرة الفايروس الذي لا يعرف لا غني ولا فقير ومحاصرته بتقوية مناعة الفقراء .