خاص B2B-SY | طلال ماضي
أكثر من 13 ألف مدرسة فتحت أبوابها الاسبوع الماضي في سوريا لنحو 3 ملايين و800 ألف طالب وتلميذ بعد عطلة هي الأطول بالنسبة للطلاب بسبب انتشار وباء كورونا المستجد .
قرار العودة الى المدارس في سورية تزامن مع تراجع حصيلة الاصابات اليومية في سوريا الى النصف، ومع وعود وزارة التربية على تنفيذ ما اسمته " البروتوكول الصحي المعتمد "، وما أطلقته في الاعلام من الاجراءات الاحترازية مثل تعقيم المباني المدرسية وتحديد المعايير والشروط الصحية الواجب توافرها في المقاصف المدرسية وغيرها من الاجراءات التي صدرت على الورق لكن الواقع كان غير ذلك تماماً
نتائج الواقع السيء في الأسبوع الأول ظهور أول إصابة بفيروس كورونا لطالبة في احدى مدارس دمشق في الصف الخامس بحسب ما أعلنته مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية "هتون الطوشي"، واغلاق الصف لمدة خمسة ايام.
أما في المدارس و خاصة الريف السوري البعيد أو المدارس الواقعة ضمن أو خارج العاصمة كان الواقع كما رصد موقع بزنس2بزنس" مختلف تماماً " لا تعقيم ...لا تباعد ...لا نظام ...لا نظافة" ولاحتى جديدة وبعض المدارس لديها نقص بالكادر التدريسي وبعضها لا يوجد مشرف صحي كما وعدت الوزارة، وبعض المدارس لم تعقم ولم تنظف والمقاعد مليانة غبرة والصفوف والحمامات بتقرف.
وإذا ما تابعنا نقطة البداية في إنطلاق الطلاب إلى مدارسهم عبر السرافيس الذي تتكدس فوق بعضهم من أي وسائل حماية أو كمامات ولا حتى تباعد،وبعد وصولهم نلاحظ أن باحات بعض تلك المدارس غير مهيأة لإستقبال العدد الكبير من الطلاب، وعند الدخول الى الصفوف يبدأ الطلاب الدخول بشكل جماعي ، علماً ان الاجتماع الصباحي تم إلغائه لكنه لم يلغ الازدحام على الدرج وفي الصفوف.
اليوم الواقع في المدارس السورية البعيدة عن الكاميرات ووسائل الإعلام بعد إنقضاء الأسبوع الأول، يكون مختلف إختلاف كلي "
"ثلاثة طلاب في المقعد الواحد، وبعض الصفوف أكثر من 40 طالبا فيها، وبعض المدارس حاولت نقل بعض الصفوف واحداث دوام نصفي ومنها بالأصل لديها دوام نصفي، فالمشكلة مستمرة ولم تحل وكل ما حكي في الاعلام، في الواقع عكسه تماما كما تقول الموجهة التربوية طلبت عدم ذكر اسمها".
النظافة في المدارس شبه معدومة بحسب المدرس أحمد وبعض المستخدمين يكتفون بجمع بعض الاوراق الطائرة، وبعض المدارس لم يصلها مواد التنظيف والمعقمات، والغبار يعلو المقاعد وتنظيف المدارس لا يتم لا يوميا ولا أسبوعيا، وهذا تقصير واضح من مديريات التربية كون لديها أعداد كبيرة من المستخدمين وفي حال عجزها عن تأمين مواد التنظيف عليها ترك حرية التصرف لمدراء المدارس لقبول التبرعات من هذه المواد عبر اهالي الطلاب والمجتمع المحلي القادر وتفعيل العمل الشعبي لتنظيف وتعقيم المدارس".
المدرسة ايمان قالت لموقع "بزنس2بزنس" ان الكتب المسلمة للتلاميذ قديمة ومحلولة وماهي الفائدة للطالب اذا الحل أمامه بينما والدة الطفل خالد قالت ان ولدها في الصف الثالث استلم فقط كتابين جديدين واضطرت الى شراء بقية الكتب جديدة لابنها وقالت: كيف سيتعلم ابني والدروس محلولة أمامه، وما فائدة المناهج التي صرعونا بها وتقوم على الاستنتاج وهي محلولة امام الطفل .
حمامات المدارس حكاية أخرى من القرف حيث لا يوجد ى أدنى الشروط الصحية لهذه الحمامات في بعض المدارس، ولا نظافة ولا تعقيم كما تقول احدى المدرسة" ف ح" والبقاء على هذا الحال في ظل انتشار وباء كورنا غير مقبول أبدا .
المشرف الصحي الذي حكوا عنه وصرعوا راسنا فيه ماشفناه نحنا الكادر الاداري والتدريسي ترد احدى الناشطات على موقع التواصل الاجتماعي على سؤال بزنس 2 بزنس وتقول لا يوجد تنظيف للصفوف والكتب ما بيندرس فيها ولا يوجد تباعد وباختصار و كالعادة لا يوجد شيئا من وعود الوزارة .
مديرعام المؤسسة العامة للكتب المدرسية زهير سليمان نفى في تصريحات صحفية أن يكون هناك نقص أو تقصير في إرسال الكتب المدرسية إلى المحافظات، ووصلت نسبة تنفيذ الخطة في هذا الشأن إلى مئة بالمئة في الاعلام لا غبار على هذا الكلام، بينما في الواقع الطلاب استلمت أكثر من نصف الكتب مستعملة ومحلولة ومنها بحالة غير مقبولة.
بعد الاسبوع الأول لبدء العام الدراسي وظهور أول إصابة لطالبة بفيروس كورونا نقول ان قرار العودة للمدرسة صائب كونه قرار جميع الدول، لكن التقصير في التعقيم والتنظيف والمتابعة اليومية لحاجة المدارس وعدم فتج المجال أمام المجتمع الاهلي لتقديم التبرعات في مواد التنظيم وضبط الادارة المدرسية سيقودنا الى الموقف الذي لا نحسد عليه ولا نتمناه لأطفالنا، خيار تعليمهم مقابل صحتهم .