بدأت المحال التجارية في الأسواق السورية بعرض بضائعها من الألبسة الشتوية مع بداية الموسم الحالي، وتسعيرها إلتزاماً منها بتعليمات "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" لتكون الصدمة الأولى للزبائن " الأسعار" والتي سجلت ارتفاعاً بين ثلاث أو أربع أضعاف سعرها في الموسم الماضي.
مراسل موقع " بزنس 2 بزنس" استعرض الاسعار في اسواق العاصمة دمشق حيث ارتفعت سعر الجاكيت الرجالي في المحلات الراقية من 40 الف خلال الموسم الماضي الى 150 الف ل.س كما ارتفعت سعر جاكيت الجيلي في الاسواق الشعبية من 10 الاف ل.س الى 25 الف ل.س هذا الموسم.
وارتفع سعر الفيزون البناتي من 1500 ليرة الى 6500، و قفز سعر الحذاء صناعة سورية من 10 آلاف ل.س إلى نحو 30 ألف ل.س، وكذلك الأمر إرتفع سعر " البيجاما الرجالية" نوع شعبي من 12 ألف إلى 30 الفاً، والبلوزة الصوف في السوق الشعبي من 8000 ل.س إلى 20 ألف ل.س.
لتتضح لنا مع بداية "موسم الألبسة الشتوية" في سورية، اننا مقبلين على إرتفاعات لن يستطيع ان شخص إيقافها وسوف تزداد معاناة العائلة السورية في تأمين أدنى مستويات حاجته، ولو انها 90% منها عزفت عن شراء الألبسة بشكل نهائي.
وتباينت الاسعار بين سوق وآخر وبين تاجر وآخر حسب نوعية البضاعة حيث تدخل الى محلات الجملة وتسمع المفاصلة بين التجار الراغبين بالشراء للبيع بالمفرق وأصحاب المحلات أو المعامل لتصل الى جملة يرددها تاجر المفرق "نحن بشو بدنا نبيع".
الاسعار ارتفعت بحسب السيدة جيهان التي تتسوق من سوق الحريقة لمحلها في محافظة حمص بين ضعفين وثلاثة أضعاف وتختلف بين تاجر وآخر وبين محافظة و آخرى حسب نوعية البضائع وقالت لبزنس 2 بزنس ان التسوق لهذا الموسم في حدوده الدنيا كنت اشتري في المواسم السابقة عدة سيريات - السيريه 8 قطع اقل كمية- أما اليوم الشراء بالقطعة من كل سيريه متوقعة ان يزداد الجمود في السوق نتيجة ارتفاع الاسعار وضعف القدرة الشرائية لدى غالبية الشعب السوري .
وفي سوق المرجة بدمشق بين خلدون نصير مدير صالة أحد المحلات إن هناك ركودًا كبيرًا في مبيعات الملابس الجاهزة بشكل عام نتيجة الارتفاع الكبير للأسعار الذي طال ملابس الشتاء هذا العام ويضيف، أنه على الرغم من عرضه الملابس الشتوية في محله منذ أسبوع إلا أنها لا تشهد أي إقبال حتى الآن.
وارجع التاجر أبو جوزيف عطية سبب الارتفاع الكبير لأسعار الموسم الشتوي قياسا بالموسم السابق الى ارتفاع أسعار المحروقات كونه يتم دفع ثمنها بالسعر الحر وغياب التيار الكهربائي وارتفاع أجور العمال والنقل وارتفاع أسعار القماش وأجور المحلات المرتفعة وقال هذا المحل الصغير ثمنه 200 مليون ليرة بينما مدخوله في اليوم لا يكفي لصرف عائلة من 5 أشخاص نتيجة تراجع المبيعات الى الحد الأدنى وأحيانا في مثل هذه الايام مع بداية الموسم وارتفاع الاسعار لا نستفتح ندفع أجور ومصاريف يومية أكثر من 10 الاف ليرة دون اي مبيعات .
أسعار الملابس الشتوية ارتفعت بنسب متفاوتة بسبب زيادة تكلفة بعض عناصر الإنتاج بحسب التاجر المفرق نهاد صموعة لكن التفاوت في الارتفاع سيربك الاسواق وخاصة التجار حيث الفروقات كبيرة جدا بين قطعة أخرى لنفس نوعية القطعة فقط يتغير اسم الشركة واللون وهذا يزيد من فوضى التسعير في الاسواق .
ونتيجة لارتفاع الأسعار يتوقع التاجر يحيى النوري أن السوق سيشهد حالة من الركود ستستمر حتى تقتنع الزبائن ان هذه الاسعار المعروضة هي الواقعية بعد السؤال بأكثر من سوق وأكثر من محافظة وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وربما تتغير مع حلول فترة التنزيلات .
التسعير في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك يتم وفق بيان تكلفة يقدمه الصناعي الى مديرية التجارة الداخلية ويحدد التسعيرة التي يرغب بها وفق بيان التكلفة الذي يقدمه دون سؤال أو جواب أو حتى تدقيق على صحة هذا البيان .
وتقول زينب محمود موظفة إنها جاءت لشراء ملابس الشتاء لأبنائها لكن الأسعار مرتفعة للغاية ومن لديه أسرة من 4 أبناء يحتاج ميزانية كبيرة للملابس الشتوية مقترحة أن يبدأ الموسم بتنزيلات 70 بالمئة .