أن يعبر منتجك السوري حدود العالم، متجاوزاً كل العوائق من عقوبات اقتصادية دولية وحصار وقيود فرضتها جائحة كورونا، قد يبدو ذلك ضرباً من الخيال!
التسويق الرقمي سيحول الخيال إلى واقع، فإلى جانب دوره في الترويج للمنتجات في جميع دول العالم، يخلق التسويق الرقمي فرص كبيرة في تنمية العلاقات التجارية بين الدول وتعزيز النمو الاقتصادي.
هذا ما أكدته مديرة شركة Dmarketing lines، غزل برجود، وذلك في حديثها على هامش ملتقى رجال وسيدات الأعمال في فندق الداماروز بدمشق.
برجود أوضحت التسويق الرقمي يساهم وبشكل كبير في تحسين القدرة التنافسية للشركات من خلال تواجدها على شبكة الانترنت، إضافة إلى إتاحة الفرصة لها للتواجد العالمي ودراسة المنافسين في البلدان الأخرى ودراسة الشركات العالمية أيضاً.
وأشارت برجود إلى أنه وفي ظل جائحة كورونا، أصبح التسويق الرقمي ملاذاً ضرورياً للشركات، حيث جعل ظهور الجائحة الشركات تدرك أهمية التسويق الرقمي ودوره في الترويج لجميع المنتجات والخدمات باختلاف أنواعها.
وبينت برجود أن الجائحة أثرت على كل شركات العالم وليس على الشركات السورية فقط، لكن هذه الشركات كانت تعنى بالتسويق الرقمي الأمر الذي جعلها تقلص خسائرها مقارنة بالشركات السورية.
برجود أكدت أن الشركات التي تبحث عن حصة سوقية مباشرة بعد جائحة كورونا لن تجدها، كون الجميع متجه نحو التسويق الالكتروني، الأمر الذي يدعو الشركات السورية للتوجه الفوري نحو التسويق الالكتروني لتتمكن من حجز حصتها السوقية الرقمية.
ولفتت مديرة Dmarketing lines إلى أن نصف عام قد مر حاملاً معه الكثير من التغيرات في مجال التسويق الرقمي إذ أن الشركات أدركت معنى وأهمية التسويق الرقمي، وأن الحصة السوقية الرقمية المتاحة حالياً كبيرة، ما يعني أن الشركات المتطورة سوف تضطر لانشاء موقع إلكتروني خاص بها وإلا سيعتبرها السوق شركات غير متطورة، وبينت أن السوق والشركات تحتاج مسوقين وكوادر لكن هذه الكوادر تحتاج التأهيل كون البلاد تفتقر للأدوات التعليمية في هذا المجال، وواجب الشركات الآن دعم التسويق الرقمي.
وخلال حديثها عن تحديات العمل في التسويق الرقمي، أكدت برجود أن أكبر عائق يقف في وجه التسويق الرقمي هو منع العمل الترويجي في البلاد، وهو ما يشكل عبئ على المختصين كونه يتطلب كوادر بشرية و مجهود أكبر للوصول إلى الشرائح المستهدفة، إضافة إلى عوائق أخرى أهمها الحاجة إلى الدفع الالكتروني، عوائق تأهيل الموارد البشرية، و دخول أشخاص غير متخصصين في المهنة، كون المختصين عددهم قليل جداً.
ودعت برجود إلى نشر هذه الثقافة لدى التجار و الصناعيين وغرفهم أولاً كون تثقيفهم في هذا المجال يساعد كثيراً في نشر التسويق الرقمي مقارنة بتثقيف جميع المواطنين.
ولفتت إلى أن الشركات التي تمتلك ثقافة التسويق الرقمي لا تتجاوز 10% من مجمل الشركات العاملة في البلاد، ما جعل المجهود المبذول في شرح التسويق الرقمي أكبر من المجهود المبذول في التسويق، وذلك بسبب غياب الجهات المسؤولة عن التوعية بالتسويق الإلكتروني متأملة أن يتبنى الجميع بما فيهم الجهات الحكومية مفهوم وفكر التسويق الرقمي ونشر ثقافته.