افتتح، الأمس الأحد، سوق خان الحرير الأثري في حلب القديمة بعد أن استغرق أكثر من عام ونصف في ترميمه.
و جرى العمل بالتشارك بين الأمانة السورية للتنمية وشبكة الآغا خان الثقافية ومحافظة حلب، ليشمل الترميم 60 محلاً تجارياً و18 محلاً آخر في ساحة الفستق المجاورة للسوق، فيما يعد خان الحرير، الثالث بعد السقطية والخابية من حيث الترميم.
اليوم في الافتتاح، بدا التفاؤل على وجوه أصحاب محلات خان الحرير، فالمشهد استثنائي بالنسبة لهم، كما هو الحال مع عمر سواحة الذي عاد من روسيا ليرمم محلّه المدمّر فكان أول العائدين إلى السوق، إذ بدأ بترميم محلّه قبل أن تبداً الجهات المعنية بترميم السوق كاملاً.
يبيع عمر في محلّه خيوط القطن الأبيض والملون، وقد حرص على التواجد يومياً في السوق لارتباطه معنوياً بمهنة الأجداد، لكن أكثر ما يخشاه هذه الأيام هو السرقات، حسب ما يقول.
ويضيف عمر: ” المنطقة هنا غير مأهولة بعد والمحلات قد تكون معرضة للسرقة في أي وقت، هذا الأمر يجب أن يضمنه لنا المعنيون لأن لا قدرة للتجار على خسارات جديدة”.
ويشكّل افتتاح سوق خان الحرير أملاً جديداً لتجار سوق السقطية المجاور، الذين لم تشهد محالهم أي حركة تجارية، حسب ما يقولون، ذلك بعد مرور عام على ترميم وافتتاح السوق، ما دفع بعض التجار لإغلاق محالهم.
لكن الامر يبدو أنه اختلف بعد افتتاح خان الحرير، فسلسلة الأسواق المرممة بدأت تتوسع، إلا أن تجار سوق السقطية مازالوا ينتظرون ترميم سوق العطارين المجاور للقلعة، والذي يؤمن حركة تجارية أكبر حسب رأيهم، بدءاً من القلعة وصولاً إلى باب انطاكية.
لكن هل ستنطفئ أضواء السوق مع انتهاء مراسم الافتتاح؟
وجود الكهرباء هو الضامن الوحيد لبقاء أصحاب المحلات في السوق، يقول عبد السلام ناولو لتلفزيون الخبر، ويضيف: “كيف يمكن لنا أن نواظب على افتتاح محلاتنا في السوق دون كهرباء؟ لقد وعدتنا المحافظة بتركيب (بوست كهرباء) مخصص لأسواق حلب القديمة كما هو الحال في المدينة الصناعية ونحن نأمل خيراً بالوعود”.
يتفق تجار خان الحرير على ضرورة تزويدهم بساعات كافية من الكهرباء تمكنهم من فتح محالهم التجارية بانتظام، لكن من يُعيد الزبائن إلى السوق؟
يقول بائع الأقمشة محمد سعيد النجار: “إنهاء ترميم الجامع الأموي
لا شك سينعكس على حركة الأسواق، لأن الناس ستقصد الجامع ثم تأتي لتزور الأسواق، المسألة هي مسألة وقت ونحن ما علينا سوى الانتظار مع ضرورة البقاء في محلاتنا، لنشجع الآخرين على القدوم أيضاً”.
فيما ينتظر تجار الأسواق المرممة استكمال أعمال ترميم الأسواق المجاورة لهم، لما له من انعكاس على حركة الأسواق عامة.
في سياق متصل، وإلى جانب افتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق، تم توقيع الاتفاقيات بين الجهات المشرِفة والجهات المنفّذة للبدء بترميم “سوق الحِبال”، فيما لا يزال مصير الأسواق المتبقية مجهولاً، كسوق العطارين، وسوق الزرب، وخان الشونة، وغيرهم.