بالتزامن مع تزايد انتشار التدخين في سوريا بشكل مطرد بين السكان السوريين، وبشكل رئيسي في أشكال السجائر أو النرجيلة، أعلنت مشفى المواساة الجامعي بدمشق نيتها بفتح عيادة تخصصية لمساعدة السوريين على الإقلاع عن التدخين، ليتم تدشينها بمناسبة اليوم العالمي "للإقلاع عن التدخين".
وأشار المدير العام لمشفى المواساة الجامعي بدمشق الأستاذ الدكتور عصام الأمين، إلى أنها ستكون بإشـراف طبيبيـن اختصاصييـن (طبيـب نفسيـة – طبيـب أمراض صدريـة) بدوام يومــي، مبيناً أنه سيتم توزيع أدوية مجانية في حال احتاج المريض لمعالجة دوائية، وذلك بالعمل على الجانب العلاجي الدوائي والنفسي.
وقال الأمين في تصريحه لصحيفة "الوطن" المحلية أن سورية من الدول التي تعتبر نسبة التدخين فيها مرتفعة،لكنه في ذات الوقت نفى وجود إحصاءات رسمية لأعداد المدخنين في سورية، مضيفاً: علمياً وطبياً إن عمر الإنسان ينقص 14 دقيقة مع كل «سيجارة يدخنها».
وتابع الأمين: المشاكل الصحية الخطيرة لا تقتصر على السرطانات (سرطان الحنجرة أو الرئة) أو الاحتشاءات القلبية والدماغية) بل تتعداه للإصابات الالتهابية المزمنة (القصبات الجيوب الأنف)- فقدان السمع- تسوس الأسنان- تخلخل العظام- النفاخ الرئوي)، وحتى تأثيراتها على الحامل فيما يخص الإجهاض ونقص وزن الأجنة.
وأضاف للأسف تحتوي السجائر على 4 آلاف مادة كيماوية، منها 43 مادة مسرطنة تشمل النيكوتين والقطران وأول أوكسيد الكربون والزرنيخ والنشادر، مشيراً إلى أن ربع الاحتشاءات القلبية ترتبط مباشرة مع التدخين.
علماً أن الوفاة عند المدخنين من أمراض قلبية أكثر بضعفين من غير المدخنين، ولاسيما أن النيكوتين يعتبر أكثر عامل مضر بين العوامل السامة الموجودة داخل التبغ.
وقال: إن أغلب التأثيرات السلبية للمدخنين تتحسن أو تختفي بعد الإقلاع عن التدخين، مضيفاً إن التدخين يرفع من الضغط الشرياني، لكن يعود الضغط لوضعه الطبيعي بعد نصف ساعة من الإقلاع عن التدخين.
كما يبدأ التحسن في جهاز التنفس والدوران بعد 12 أسبوعاً، وبعد مرور سنة على إيقاف التدخين فإن خطر الهجمات القلبية تهبط إلى النصف، وبعد 5 سنوات من الإقلاع فإن خطر الإصابة بالجلطات الدماغية يصبح متساوياً عند المدخنين وغيرهم، ناهيك عن التقليل من النفقات.
وأضاف: من هذا المنطلق تم إحداث العيادة التخصصية لإرشاد المريض بموجب برنامج زمني للإقلاع عن التدخين.
يذكر أن أرقام النسخة السابعة من تقرير «ذي توباكو أطلس» وهي مبادرة تكافح التدخين منبثقة عن الجمعية الأميركية للسرطان، أظهرت أن متوسط استهلاك الفرد في سوريا من السجائر يبلغ 1275 سيجارة لكل شخص سنوياً .
وكشفت المؤسسة العامة للتبغ، عن رقم كبير لعدد المدخنين في سوريا عام 2021، حيث بلغ عدد المدخنين في سوريا أربعة ملايين ونصف مليون.
وفي إحصائية صدرت عام 2021 تبين أن 20 بالمئة من النساء و60 بالمئة من الرجال يدخنون في سوريا، و98 بالمئة من إجمالي السكان يتأثرون بالتدخين السلبي، دخان النرجيلة المعروفة أيضا باسم الشيشة والسجائر، وهما الشكلين الرئيسيين لاستهلاك التبغ في البلاد.