تتردد كثيراً على مسامعنا في الآونة الأخيرة إعلانات وأخبار عن تطبيقات ومواقع إلكترونية لإنجاز المهام اليومية من تسوق وتنقل ودفع وغيرها، كما شهدنا خيارات متعددة وتنافسية في هذه التطبيقات لم نشهدها من قبل!
هذا هو الوضع الحالي والمختلف عن الظروف التي بدأ بها تطبيق حربوء في آواخر الـ 2017 حيث لا منافس ولا معرفة موجودة بمثل هذا النوع من التطبيقات وهذه الخدمات، عدا عن بعض التجارب الخجولة في البيع عبر الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتي أدت للأسف في معظمها إلى فقدان الموثوقية والمصداقية بأي جهة لبيع المنتجات عبر الانترنت بسبب قلة خبرة ممارسيها وقلة الوعي بهذا النوع من الخدمات عموماً.
نسلط الضوء اليوم على أول تطبيق للتسوق والتجارة الإلكترونية في سورية، تطبيق حربوء التطبيق المرخص بالسجل التجاري رقم 19479 والذي بدأ عمله في نيسان 2017، في حوار مع أحمد نحاس المؤسس والمدير التنفيذي لتطبيق حربوء.
فكرة جديدة على التاجر قبل المستهلك قد يعتقد الغالبية أنّ التحدي الأكبر في مثل هذه التطبيقات هو المستهلك وإقناعه بتجريب سلوك جديد لإنجاز مهاماً روتينية، لكن وكما كان متوقع بالنسبة لنا كان التاجر هو التحدي الحقيقي في تقبله للفكرة وبأنه هناك طرق أخرى للوصول للمستهلك النهائي وتحقيق المبيعات غير الطرق التقليدية، عدم التجاوب الكبير دفعنا لشراء المنتجات بأنفسنا وبيعها وكانت البداية من 500 منتج فقط اخترناهم من فئات مختلفة كالمكياج وأدوات المطبخ والقرطاسية، وبمساعدة مبرمج واحد فقط قمنا بالإعلان عن موقعنا لنسجل أول طلب في نيسان 2017، لم تتجاوز عدد الطلبات في الأشهر الأولى لبدايتنا أكتر من 10 طلبات شهرياً، لم يحبطنا هذا الأمر بل وكان متوقعاً أيضاً حيث قمنا بالتركيز على تقديم خدمة عملاء ومتابعة بعد البيع حققت لنا زبائن مستمرة في التسوق من خلالنا منذ أكثر من 3 سنوات، وهذه الاستمرارية من أكثر الأمور التي نفتخر ونسعد بها، وبأننا قمنا بإنشاء فريق احترافي استطاع تخطي جميع الأزمات التي مررنا بها بسبب تقلبات السوق والوضع الاقتصادي الصعب.

وقمنا ببناء فكرة ومجتمع للتسوق وعائلة كما نحب أن ندعوهم خلال هذه السنوات تثق بخدماتنا وما نقدمه. النقلة النوعية في الـ 2018. لاقى قسم المكياجات الأصلية منذ إضافته على الموقع رواجاً كبير لدى السيدات وخاصةً مع صعوبة إيجاد القطع الأصلية والتأكد من موثوقية البائع بأنه يبيع قطع أصلية وليست تقليد، وبالفعل مجتمع حربوء ومتسوقيه ازدهر مع إضافة قسم المكياجات وكان بمثابة نقلة نوعية بالنسبة للتطبيق، للأسف الغالبية العظمى من منتجات هذا القسم لم تعد متوفرة منذ أكثر من عام بسبب إغلاق وكالات هذه الماركات ولكن وبعد التوسع الكبير في الأقسام وتوفير عشرات آلاف المنتجات، بات هناك الكثير من المنتجات والخيارات الواسعة للتسوق والتي تغطي قسم جيد من احتياجات المتسوق السوري.

كورونا وأثرها على التجارة الإلكترونية كما ذكرت سابقاً كان التحدي الأكبر بالنسبة لنا التاجر و إقناعه بفكرة عرض بضائعه على منصة إلكترونية، وبسبب حالات الإغلاق وحظر التجول التي شاهدناها خلال 2020 بدأ التجار يدركون أهمية فتح قنوات أخرى للوصول للمستهلك بعيداً عن التواجد الفعلي على الأرض، وبالفعل وبالعودة إلى ذلك الوقت كانت معظم البلد مغلقة ولكننا في حربوء كنا مستمرين في العمل مع اتخاذ إجراءات الآمان والوقاية، الجميع عانى من العديد من الآثار السلبية نتيجة انتشار الفيروس، ولكننا نعترف بأن هذه الظروف الاستثنائية ساعدتنا على قطع أشواط طويلة في مدة قصيرة بخصوص إقناع التجار بالتحول الرقمي القادم وبأهمية عرض بضائعهم إلكترونياً.
أسماء واختيارات تعكس تجربة التسوق التقليدية إنّ أهم ما يميز حربوء هو إيماننا بأهمية محاكاة وعكس ثقافة السوق وليس إلغائها، ولأننا أبناء هذه الأسواق العامة بما تشكله من انعكاس لثقافتنا وعاداتنا التي نعتز بها قمنا بتسمية التحديث والإصدار الأخير من التطبيق بـ "سوق مدحت باشا"، فضلاً عن عروض "لقطة" التي تعكس اللقطة التقليدية ولكنّها مع حربوء محددة بالزمان والمكان ويمكنك الوصول إليها ببساطة وسهولة، فمكانها واضح على شاشة هاتفك المحمول ومن خلال واجهة التطبيق، وزمانها يتم الإعلان عنه مسبقاً، وحتى باختيارنا لاسم التطبيق "حربوء" أردنا اختيار اسم من وحي ثقافتنا ويعبر عن كل واحد مننا.
ملايين البضائع مُوصفة مُقيمة ومُباعة الواقع المفروغ من أمره أنّ العالم كلّه متجه نحو التحول الرقمي والأتمتة وحال سورية حال الجميع، وهذا ما شهدناه بشكل واضح من خلال طرح خدمات مثل الدفع الإلكتروني وغيرها، والحقيقة التي لم يدركها الجميع حتى الآن أننا أمام خيارات محدودة بالنسبة لهذا التحول فإما أن ننفتح عليه وإما سنجد أنفسنا متأخرين عن هذه التطورات.
ونحن في حربوء نؤمن كثيراً بهذه الرؤية منذ بداية عملنا قبل 4 سنوات، وكما نؤمن بأهمية المساهمة في بناء البنية التحتية الرقمية وتمهيد الطريق لكل المشاريع التقنية المستقبلية. أما عن رؤيتنا فهي تأمين ملايين المنتجات الموصفة على سوق حربوء الإلكتروني، منتجات مُرتبة ومُنظمة وفق أقسام تعكس احتياجات المستهلك وموضحة بالصور وبالوصف ومتاحة للمستهلك بأسهل الطرق الممكنة، هذا هو إيماننا وهدفنا الذي يدفعنا للعمل ليل نهار والمضي قدماً رغم كل التحديات والظروف الحالية.
وفي الختام رغم سنواتنا الأربع في السوق السورية ما زلنا نرى أننا في بداية الطريق وهناك العديد من الأمور التي نسعى لتحقيقها لتأمين خدمة تليق بالمتسوق السوري ويستحقه.