كشف "رئيس الجمعية الفلكية السورية" الدكتور محمد العصيري أن شتاء سوريا 2023 سيكون صعبا وبارد نسبياً، حيث ستشهد البلاد غزاراة في الثلوج غيرة الهطولات مطرية و، وسيعيدنا بالذكريات إلى شتاء عام 2005.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية لتلفزيون "الخبر" أن الهطولات الغزيرة المتوقّعة مردها نسبة التبخر العالية التي شهدناها خلال فصل الصيف.
وأضاف أن مقدار الحمل المائي كبير جداً بسبب التبخر، إضافةً إلى الاضطرابات الحاصلة في الغلاف الجوي لافتاً إلى أن “العاصمة دمشق وعدة محافظات أخرى على موعد مع الثلوج.
وذكر رئيس الجمعية أن سورية ليسا بمنأى عن التغيّرات المناخية التي يشهدها العالم، كون الاحتباس الحراري في تصاعد مستمر، وانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون تسجّل أرقام قياسيّة وغير مسبوقة، مُشيراً إلى الفيضانات وكميات الأمطار غير المسبوقة التي ضربت عدة بلدان مؤخراً.
وفي ظل غياب تصريحات الجهات المسؤولة عن الشروع في إعطاء المواطن بدائل للوقود المنزلي، الأمرالذي تسبب في البحث عن بدائل منها شراء الحطب للسخانات التي تعمل بالديزل، والغاز، والكهرباء، والتي ملأت أيضا صفحات التواصل الاجتماعي بأشكالها وأنواعها المستخدمة، والتي لم تعد تخدم الغرض في ظل غياب الوقود، الذي نشهده اليوم.
وبحسب تقارير محلية، فإن سوق بورصة حقيقية ظهرت في سوق المدفأة المستعملة داخل سوريا، حيث تحول معظم سكان المدن من المدافئ الأساسية إلى تلك التي تحرق الأخشاب، وأدخلوا إلى المدينة سخانات تعمل بالحطب من الريف.
ولكن ما واجهه المواطنون هذا العام، كانت ارتفاع تكلفة طن الحطب، ما كبّدهم خسائر متزايدة، إذ استغل تجار الحطب الذين انتعش سوقهم خلال السنوات الأخيرة لاسيما مع هجرة الفلاح لأرضه بعد تكبّده خسائر متزايدة وتركه أشجار الحمضيات، والتفاح عرضة للتحطيب من قبل شبكة تتجول خلال هذه الأشهر في القرى لاصطياد زبائن ممن لا حول ولا قوة، حيث وصل الطن إلى مليون ليرة سورية.
رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية، المهندس جابر صقور، قال لموقع “أثر برس” المحلي، يوم الاثنين الفائت، إنه “بهدف تخفيف أعباء التدفئة في فصل الشتاء فقد سمح بتزويد كل أسرة من المجتمع المحلي بكمية 500 كغ من الأحطاب التي تنتجها الفرق الحقلية في مديرية الزراعة، وفقا للتسعيرة السنوية والمحددة حالياً للطن الواحد بـ225 ألف ليرة سورية لخشب الصنوبر، و120 ألف ليرة لحطـب الصنوبر”.
نمو تجارة الحطب ودخولها ضمن حسابات المافيا، كما يصفها عامة السوريين، أزاح هذا الخيار من حسابات بعض العائلات معدومة الدخل، حيث اضطرت هذه العوائل إلى البحث عن وسائل تدفئة بديلة قبل حلول الأشهر الباردة، وخوفا من تكرار الوضع الذي كان سائدا في العام الماضي.
في عموم سوريا، لجأ الأهالي إلى استخدام مخلفات عصر الزيتون الرطبة في المعاصر للتدفئة وطهي الطعام، لرخصه، مقارنة بالجاف منه، وغيره من مواد التدفئة، فمع دخول موسم قطاف وعصر الزيتون، يتهافت الأهالي لشراء مخلفات عصر الزيتون، أو ما يعرف عندهم باسم “التمز”، إذ يُباع بـ 2000 ليرة سورية للكيلو الواحد، بينما يُباع الجاف منه بـ 10 آلاف ليرة”.
وفي سياق البدائل، عاد جلب "الكسح"، مؤخرا في سوريا إلى الواجهة، محمّلة بجرارات وبسعر غير زهيد، يصل إلى 300 ألف ليرة سورية للنقلة.
و"الكسح"، فهو مكون من خليط مخلفات الجمال والماعز والأغنام، يتم صناعتها في فصل الصيف، حيث يغلق على الأغنام داخل الحظائر، لتشكل بتجمعها من فضلاتها وترسبها تحت أقدام المواشي، طبقة تسمى "الكسح".