خاص B2B-SY
يعيش أصحاب المنازل المحيطة بلوحة الفسيفساء الأثرية الرومانية التي تم اكتشافها قبل أيام في مدينة الرستن بريف حمص، مصير مجهول فيما يخص مسكنهم خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اعتقاد "المديرية العامة للآثار والمتاحف" بامتداد اللوحة تحت المنازل الواقعة بالقرب منها.
وكشف حسام حاميش مدير دائرة الآثار والمتاحف في حمص، أن المديرية اشترت البيوت والواقعة فوق اللوحة، وهي 3 منازل مبدئياً، بدعم من "متحف نابو"، بحسب ما نقل عنه موقع "أثر برس" المحلي.
وبيّن حاميش، أن أجزاء من اللوحة تمتد تحت منازل أخرى، لذلك "ستتوقف الأعمال مبدئياً لاستكمال الإجراءات القانونية وتقدير القيم المالية اللازمة" لإتمام عملية الشراء المباشر، كي تتمكن الحكومة من إزالتها وإظهار باقي أجزاء اللوحة.
ويعتقد حاميش بوجود لوحات أخرى في المنطقة، لذلك تم تحديد حوالي 9 مواقع أثرية للتنقيب فيها، فيما يجري العمل على تحديد القيم المالية للمباني المراد إزالتها، بحسب حاميش.
وأشار حاميش إلى أنه سيتم شراء المنازل تدريجياً بقدر ما يتم رصد اعتمادات مالية من قبل الممولين والمديرية العامة للآثار والمتاحف، معبراً عن أمله بزيادة عدد الجهات الممولية، ولوّح في الوقت نفسه، بخيار اللجوء إلى فكرة الاستملاك المطروحة من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف.
ولفت حاميش، إلى أن إضبارة الاستملاك التي أعدتها دائرة آثار حمص عام 2006 جاهزة مع الموافقات كافة، موضحاً أن الاستملاك يصدر بمرسوم من السيد الرئيس، وبهذه الحالة تدفع قيمة المنازل من موازنة المديرية العامة للآثار والمتاحف أما الشراء المباشر فمن ميزانية المديرية العامة والجهات الممولة.
وفي 12 من تشرين أول الجاري، أعلنت "المديرية العامة للآثار والمتاحف" التابعة لوزارة الثقافة عن اكتشاف لوحة فسيفسائية أثرية نادرة في مدينة الرستن بريف حمص تعود للعصر الروماني.
وأوضحت المديرية أن "هذه اللوحة التي بلغ طولها 20 متراً وعرضها ستة أمتار تعتبر من اللوحات المهمة من الناحية الفنية والأثرية، وقد تكون استثنائية ونادرة على مستوى العالم، كونها الأكمل التي تروي قصة حرب الأمازونيات، وهي غنية بالمشاهد، حيث نجد في المشهد المركزي تمثيلاً لـ"أخييل" لحظة مقتل ملكة الأمازونيات التي وقع في حبها".
وأشارت المديرية إلى أن "في اللوحة تمثيلا لهرقل وهو يستحوذ على الحزام السحري من ملكة الأمازونيات بعد قتلها وهناك إطار آخر للمحاربات الأمازونيات في أرض المعركة مع اليونانيين وقد دونت أسماؤهم كما مثلت آلهة الرياح والفصول".
وذكرت المديرية عبر صفحتها في فيسبوك أن "هذه الأسطورة موجودة في الإلياذة عند هوميروس، وأرخت هذه اللوحة المهمة عن القرن الرابع الميلادي" مشيرة إلى إن "الاكتشاف الحالي لهذه اللوحة يعود إلى عام 2018، حيث تم الوصول إليها بعد الحفر والتنقيب للكشف عنها ضمن أحد المنازل في منطقة الرستن بمساعدة".