خلال الفترة الماضية، تفاقمت أزمة الغلاء في سورية لتلقي بظلالها على معيشة السوريين بكافة تفاصيلها، من مأكل ومشرب وملبس، لتصل أخيراً إلى المشروب المفضل لفئة واسعة منهم، المتة.
موقع "أثر برس" المحلي أكد أن المادة ليست مفقودة في الأسواق، إذ تتوفر كميات تغطي طلب السوق على البسطات، والمحال التجارية في منطقة السومرية التي يسميها بعض الناس بـ "سوق المفقود".
وبلغ سعر عبوة المتـة بوزن نصف كيلو 17 ألف ليرة سورية، وسعر عبوة 250 غرام من المتـة من ماركة بيبوري 12 ألف، أما ماركة خارطة فيختلف سعر العبوة بحسب اللون، "البيضاء" بـ 10 آلاف، والخضراء والزرقاء بـ 9 آلاف ليرة، أما عبوة 200 غرام من المتـة فسعرها 8500 ليرة سورية.
الموقع المحلي أشار إلى أن هذه الأسعار معمول بها في بسطات تنتشر بمناطق متعددة من دمشق مثل "السومرية – الشيخ سعد – البرامكة – كراجات العباسيين"، واللافت أن هذه البسطات تؤمن ما تريده وبكميات غير محدودة في حين يعجز أصحاب المحال التجارية عن الحصول على أي كمية من هذه المواد.
أحد أصحاب البسطات التي توفر مادة المتة بعدة ماركات، وبأحجام مختلفة، يقول لـ "أثر": "أحصل على المتـة من مركز بيع التبغ الذي أشتري منه بضاعتي، وجدت فيها مصدر إضافي لزيادة المبيعات وتوظيف رأس مالي البسيط فيها، ولا أزيد أكثر من 10 بالمئة على رأس المال كربح، وأحياناً أقل، لكن السعر مرتفع إذا ما أردت شخصياً أن أستهلك عبوة متة".
وتقول السيدة "أم مصطفى"، خلال حديثها للموقع: "أحتاج شهرياً 4 عبوات من حجم نصف كيلو، وبالتالي فإن مصروف عائلتي من المتـة فقط بات يصل لـ 68 ألف شهرياً"، فيما أكد مجموعة من سكان العاصمة دمشق لـ "أثر"، اتفاقهم على أن مناقشة الأسعار باتت "مضيعة للوقت"، وتوافر المادة بأي طريقة كانت هو الأهم في ظل عجز تعكسه المؤسسات المعنية على ضبط الأسعار.
وأضاف "حسين الخليل": أن بعض المغتربين ينشرون صوراً من الإمارات أو السعودية لسعر المتة المعبئة في سوريا، ويبدو أنها أرخص من الأسواق السورية، ولا نعلم كيف يبرر المنتجون لأصناف المتة هذا الأمر إن تم سؤالهم، لكن من سيسألهم..؟
وأشارفي حديثه للموقع المحلي أنه من الغريب أن تكون الجهات الحكومية تطاوع التجار في مسألة رفع الأسعار بحجة ارتفاع سعر الوقود، هل يمكن القبول بأن تكلفة نقل المتة من اللاذقية إلى دمشق أقل من تكلفة نقلها إلى الإمارات.؟ وإن لم يكن سعر النقل هو أهم محددات السعر فما مبرر أن تكون هذه المادة أو تلك أرخص سعراً في بلد آخر؟
وينقل مراسل "أثر برس"، عن مجموعة من سكان العاصمة دمشق، اتفاقهم على أن مناقشة الأسعار باتت "مضيعة للوقت"، وتوافر المادة بأي طريقة كانت هو الأهم في ظل عجز تعكسه المؤسسات المعنية على ضبط الأسعار.