لامست الليرة اللبنانية مستويات 43 ألف ليرة للدولار الأميركي الواحد في السوق السوداء، وهو رقم جديد لم يسجل في تاريخ البلاد، لتسجل سقوطاً جديداً إلى مستويات قياسية غير مسبوقة مقابل الدولار الأميركي
حيث تعاني الليرة اللبنانية من التخبط السياسي المستمر في لبنان وغياب الإصلاحات، إضافة الى عامل انهيار العملة السورية الذي ساهم في الساعات الاخيرة بزيادة الطلب على الدولار الأميركي في السوق المحلية اللبنانية.
ويقول المحلل الاقتصادي بهيج أبو غانم لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن المسار الإنحداري لليرة اللبنانية هو أمر طبيعي جداً في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها البلاد، خصوصاً في ظل تقاعس السلطات اللبنانية عن القيام بواجباتها، تجاه إقرار خطة التعافي والإتفاق مع صندوق النقد الدولي.
سوق طلب
وليست سوق عرض ويرى أبو غانم أن إقرار الإتفاق مع صندوق النقد هو حاجة ملحة للبنان، كونه يعطي ثقة للجهات الدولية المانحة، بجدية تعاطي السلطات مع الإصلاحات ومحاربة الفساد، مشدداً على أن انهيار الليرة سيستمر، خصوصاً أن السوق اللبنانية هي سوق طلب للدولار الأميركي وليست سوق عرض، ولذلك فإنه مع غياب الثقة بالدولة والقطاع المصرفي، سيلجأ الناس إلى تخزين دولاراتهم ما يفتح المجال للمضاربين للتحكم بالسوق.
من جهتها تقول المحللة الاقتصادية رنا سعرتي في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن ما يحدث للعملة اللبنانية هو أمر متوقع، حيث أنه وحتى الساعة لا يوجد أي رادع يمكن أن يحد من سقوطها الذي يبدو أن لا سقف له، مشيرة إلى أن الليرة هبطت من 27 ألف الى 43 ألف مقابل الدولار الأميركي خلال 12 شهراً، بنسبة تراجع بلغت نحو 60 بالمئة.