علقت الباحثة الاقتصادية والأكاديمية الدكتورة رشا سيروب، على البيانات المالية للبنوك الخاصة في سورية.
وقالت سيروب: وفقاً للإفصاحات المنشورة للمصارف الخاصة المدرجة في سوق دمشق للأوراق المالية عن الفترة المنتهية في 30 أيلول 2023، أظهرت جميع الإفصاحات وجود زيادة كبيرة بنسب التسهيلات الائتمانية والودائع وكذلك الموجودات، فضلاً عن معدلات نمو مرتفعة في الأرباح، مع ضرورة التنويه إلى وجود مصرف واحد (مصرف سورية والخليج) لم يفصح عن بياناته عن كامل الفترة في العام 2023، حيث من المفترض أن يكون قد نشر تقرير الربع الأول والنصفي وتقرير الربع الثالث.
وأضافت: عند قراءة القوائم المنشورة بشكل أدق، يمكن أن نلاحظ أنه لا يوجد سوى مصرفين اثنين فقط (بيمو السعودي الفرنسي وقطر الوطني) من أصل 11 مصرفاً خاصاً تقليدياً، حققا شرط أن يكون رأسمالهما المدفوع متوافقاً مع القانون 3 لعام 2010 المعدل بحيث يكون 10 مليارات ليرة للمصارف التقليدية، أما بالنسبة للمصارف الإسلامية الأربع فيوجد مصرف واحد فقط (بنك الشام الإسلامي) لم يحقق شرط رأس المال بحيث يجب أن يكون 15 مليار ليرة وفقاً للقانون.
وقالت سيروب: رغم أن البيانات المالية تظهر زيادة كبيرة في الودائع والموجودات مقارنة بنهاية العام 2022، إلا أن قسماً كبيراً من هذه الزيادة مرده هو التغير في سعر الصرف، حيث ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي من 3015 ليرة/$ في نهاية العام 2022 إلى 8542 ليرة/$ في نهاية أيلول 2023، أي تغير سعر الصرف بنسبة 183. 32 بالمئة، وهو ما انعكس على ارتفاع تقييم جميع المكونات بالدولار الأميركي ومنها الموجودات الدولارية والودائع الدولارية وكذلك الأرصدة في الخارج.
وأضافت: إن النتائج المرحلية للفترة المنتهية بتاريخ 30 أيلول 2023 بعد استبعاد فروقات سعر الصرف حولت أرباح مصرفين (بيبلوس وفرنسبنك) إلى خسائر صافية محققة (8 مليارات ليرة و5 مليارات ليرة على التوالي) تجاوزت رأسمالهما المدفوع، وخفضت الأرباح المحققة بنسب مرتفعة جداً.
وقالت سيروب: تظهر نتائج تحليل نسبة التسهيلات الائتمانية إلى الودائع (حيث تعكس هذه النسبة كفاءة المصرف في إدارة السيولة المتوافرة لديه والاستثمار الأمثل للودائع، نجد أن هذه النسبة منخفضة جداً حيث لم تتجاوز هذه النسبة 25 بالمئة لدى معظم المصارف باستثناء مصرفين اثنين تجاوزت النسبة 100 بالمئة وهما بنك الشام الإسلامي وبنك سورية الدولي الإسلامي، مضيفة: إن بعض المصارف حققت أرباحاً نتيجة ارتفاع الإيرادات المتأتية من الرسوم والعمولات مقارنة بالإيرادات الناتجة عن الفوائد (بيمو السعودي الفرنسي، الائتمان الأهلي (عودة سابقاً، الشرق، وسورية والمهجر).
يذكر أن البنوك الخاصة العاملة في سورية، كانت نشرت مؤخرا نتائجها المالية عن الفترة المنتهية بتاريخ 30/9/2023 بالإضافة إلى النتائج المالية لأبرز الشركات المساهمة العاملة في سورية.