اقترح الدكتور رأفت العفيف، الأستاذ بجامعة فيينا للمصادر الطبيعية والعلوم التطبيقية، حلاً واعداً لمشكلة الطاقة في سوريا عبر اعتماد الغاز الحيوي المستخرج من المخلفات الحيوانية والزراعية والصناعية.
وأوضح أن هذا المصدر المستدام للطاقة يمكن أن يساهم بشكل كبير في توليد الكهرباء، خاصة إذا تم دمجه مع الطاقات الشمسية والريحية، مما يفتح آفاقاً جديدة لتحقيق اكتفاء ذاتي في مجال الطاقة.
وكما هو معلوم، تعاني سوريا أزمة كهرباء مستمرة ولم يتم إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة حتى الآن، خصوصا مع وجود دراسات تشير إلى اقتراب نضوب مصادر الطاقة التقليدية مثل الغاز والبترول.
وبحسب موقع " هاشتاغ " أوضح نائب المدير العام لمركز بحوث الطاقة في وزارة الكهرباء، الدكتور يونس علي، أنه تم إجراء دراسة في عام 2010/2011 حول المكون المتاح من طاقة الكتلة الحيوية الممكن استخلاصها من المخلفات الحيوانية والنباتية والبشرية.
وتبين أنه في حال اعتماد طريقة الهضم اللاهوائي لهذه المخلفات لإنتاج الغاز الحيوي، يمكن أن توفر ما يعادل 2.3 مليون طن مكافئ نفطي، وهو ما يشكل نحو 10% من الطلب الكلي على الطاقة الأولية في عام 2011.
مشروع بيئي..
أوضح “علي” أن التكاليف التأسيسية لمحطات توليد الكهرباء باستخدام طاقة الكتلة الحيوية قد تكون أعلى من الكلفة التأسيسية لمحطة تقليدية بالاستطاعة الكهربائية نفسها. ومع ذلك، يجب أن يُنظر إلى هذا المشروع من منظور بيئي بالإضافة إلى توليد الكهرباء، خصوصا أن مصدر الطاقة هو النفايات الصلبة والمخلفات التي تعد مشكلة بيئية يجب التخلص منها بشكل آمن حفاظا على البيئة. بالتالي، فإن التخلص منها بإنتاج الكهرباء، حتى لو كانت التكلفة التأسيسية عالية نوعا ما، سيكون مبررا من الناحية الاقتصادية.
نضوب الطاقة التقليدية..
قال الدكتور رأفت العفيف إنه بحلول عام 2040 ستنضب مصادر الطاقة التقليدية مثل الغاز والبترول، ولن يتبقى سوى طاقة الشمس والطاقات البديلة. لذلك، تتجه الدول المتقدمة إلى إيجاد حلول مسبقة، فمثلاً في مدينة فيينا، 70% من الطاقة المستهلكة من الكهرباء تأتي من الطاقات المتجددة.
ويقترح “العفيف” أنه في حال اتجهت سوريا نحو الطاقة الحيوية، يجب دمجها مع مصادر الطاقة الأخرى مثل الرياح أو الشمس لحل مشكلة الكهرباء في سوريا والشح في مصادر الطاقة.
كما أنه من الضروري رفع وعي المهندسين والمرشدين لإرشاد الفلاحين حول كيفية الاستثمار في هذا المجال باستفادتهم من المخلفات الزراعية.
علاوة على ذلك، يمكن لمصانع الكونسروة الاستفادة من إنتاج الكهرباء من مخلفاتها، وذلك من خلال وضع هاضم لا هوائي يزود المصنع بالكهرباء والحرارة، ما يمكنه من تشغيل نفسه بنفسه من المخلفات. وفي الختام، أشار “العفيف” إلى أن النمسا تعفي مشاريع الطاقات المتجددة كافة من الضرائب لتشجيع الاستثمار فيها.