خفضت شركات الشحن التي تتجنب المخاطر المرتبطة بالهجمات في البحر الأحمر حركة مرور سفنها عبر هذا الممر بنسبة 70% منذ منتصف تموز مقارنة بشهر كانون الأول الماضي، ما أدى إلى زيادة في أوقات العبور وأسعار الشحن.
وأظهرت شركات الشحن الصينية مثل "كوسكو شيبينغ هولدينغز" ارتفاعاً في أرباحها بفضل النمو في إيرادات شحن الحاويات، بينما أفادت شركة "أورينت أوفرسيز إنترناشيونال" بأن مساراتها عبر المحيط الهادئ شهدت مردوداً جيداً، بفضل ارتفاع أسعار الشحن بسبب قيود سلسلة التوريد.
بالمقابل، تأثرت شركات أخرى مثل "مينيسو غروب هولدينغ" بزيادة تكاليف الخدمات اللوجستية، كما صرحت شركة "ديكسون تكنولوجيز إنديا" بتأثير ارتفاع تكاليف الشحن على هوامش ربحها، وأشارت "تي في إس موتور" إلى تأثير طول أوقات العبور على صادراتها.
و قال المحللان لي كلاسكو وكينيث لو من "بلومبرغ إنتلجينس" إن صناعة شحن الحاويات وسلسلة التوريد المرتبطة بها تواجه تحديات جديدة بسبب أزمة البحر الأحمر، مما أدى إلى زيادة في أسعار الحاويات وأرباح شركات الشحن على المدى القصير.
ويعتقد محللو "بلومبرغ إنتلجينس" أن الأسعار قد تنخفض إلى ما دون مستوى التعادل بمجرد عودة سلاسل التوريد إلى طبيعتها، بسبب التحديات الهيكلية التي تواجهها الصناعة، مشيرين إلى أن الفجوة بين العرض والطلب قد تؤثر على توقعات أسعار الحاويات وأرباح شركات الشحن وفقاً لموقع اقتصاد الشرق مع بلومبيرغ.
بالمقابل تأثرت شركات تشغيل الموانئ بشكل متباين بالأزمة، حيث استفاد ميناء شركة "تشاينا ميرشانتس بورت هولدينغز" في سريلانكا من زيادة الشحنات العابرة، بينما شهد ميناء الشركة في تركيا انخفاضاً في أحجام الحاويات.
وشهدت "أداني بورتس آند سبشيال إيكونوميك زون"، أكبر مشغل موانئ في الهند، نمواً في الأحجام الإجمالية، بينما انخفضت أحجام الحاويات في "غوجارات بيبافاف بورت".
وكانت شركات الشحن الجوي من أبرز المستفيدين من الأزمة، حيث قدمت بدائل لأوقات الشحن الطويلة عبر البحر الأحمر، الأمر الذي ساعد "الخطوط الجوية السنغافورية" على زيادة معامل حمولة البضائع بنسبة 5.9 نقطة مئوية في الربع الممتد من نيسان إلى تموز مقارنة بالعام السابق، مع الإشارة إلى الطلب المتزايد على الشحن الجوي.
وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن استمرار الاضطرابات في البحر الأحمر قد يؤدي إلى خسائر تجارية غير متكافئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن جانبها، أعلنت شركة "كاثاي باسيفيك إيرويز" أنها نقلت شحنات أكثر بنسبة 10% بين يناير ويونيو، وتوقعات بأن يستمر الطلب عند مستويات قوية حتى نهاية العام.
يذكر أن أزمة الشحن عبر البحر الأحمر بدأت منذ نحوعام بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى.