مع دخول فصل الشتاء، تعيش سوريا عموماً تحت وطأة تقنين كهربائي قاسٍ، حيث تصل ساعات الانقطاع إلى 20 ساعة يومياً في معظم المحافظات السورية ، مع معاناة مضاعفة لسكان المناطق الجبلية لمحافظة اللاذقية التي تُعد الأبرد. ويزداد الوضع سوءًا مع غياب وسائل التدفئة تمامًا هذا العام، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الغاز والحطب، بالإضافة إلى النقص الحاد في مادة المازوت.
وأوضح مدير مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء، جابر العاصي في تصريح سابق، أن واقع التقنين الحالي يرتبط بعوامل متعددة، أبرزها كميات التوريدات المتوفرة والكميات المولدة والتي توزع على المحافظات، ارتفاع الأحمال نتيجة الاعتماد على الكهرباء للتدفئة، إلى جانب الأعطال الفنية التي تزداد في هذه الفترة. وأشار العاصي إلى أن ريف دمشق هي المحافظة الأكثر استهلاكاً للكهرباء والأعلى من ناحية الأحمال، تليها العاصمة دمشق، ومن ثم اللاذقية، حمص وحماة، وبعدها طرطوس.
وفي نظرة على أسعار الحطب في محافظة اللاذقية فقذ وصل سعر طن حطب السنديان والصنوبر بـ5 ملايين و500 ألف ليرة سوريّة، وحطب الليمون بـ4 ملايين و300 ألف، وحطب اللوز بمليوني ليرة و700 ألف، علماً أنّ هذه الأسعار ما عدا أجور النقل، إذ يصل طن الحطب إلى 6-7 ملايين ليرة مع أجور النقل تقريباً.
الأسرة السورية في المناطق الجبلية بالمناطق الساحلية تحتاج وسطياً خلال الأشهر الثلاث القادمة أشهر الشتاء الأبرد « كانون الأول و الثاني و شباط» نحو أربعة أطنان من الحطب ، إلى نحو 24 مليون ليرة، في حال قررت العائلة التدفئة بشكل معقول.