بعد أكثر من 14 عامًا من الحرب التي خلفت دماراً واسعاً في البنية التحتية وتهجير الملايين، تتجه الأنظار إلى العلاقات السورية-العربية، خاصة بعد الزيارة الرسمية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية.
وفي هذا السياق، أكد وزير الاقتصاد السوري الأسبق، الدكتور نضال الشعار، أن هذه الزيارة تمثل خطوة محورية نحو استعادة الشرعية الإقليمية والدولية لسوريا، ما يفتح الباب أمام إعادة الإعمار والتعاون الاقتصادي مع الدول العربية. فماذا تحتاج سوريا في هذه المرحلة الحاسمة؟
وخلال مداخلة له على «قناة الشرق» أشار الوزير الأسبق إلى أن هذه الزيارة مهمة جداً وترسم ملامح علاقة جديدة بي سوريا والمملكة العربية السعودية وباقي أجزاء العالم، فالسعودية ليست مجرد لاعب إقليمي على الساحة بل لاعب دولي مؤثر ومتوازن اقتصادياً وسياسياً، وبالتالي فالإدارة السياسية في سوريا تعتمد على المملكة العربية السعودية لتسهل عملية إعادة الانضمام والتموضع مع المجتمع الدولي الذي خسرته خلال الـ 15 عاماً الماضية.
ويوصف "الشعار" الوضع السوري حالياً بالبائس جداً فمؤسسات الدولة منهارة، والاقتصاد منهار، وبالتالي البدء من أي مكان هو أمر جيد ولا يمكن تحديد نقطة عينة للبدء، فيجب أن يتم البناء من كل الأمكنة داخلياً وخارجياً .
وأشار الوزير الأسبق إلى أن سوريا بحاجة كل شيء ممكن من دعم وتسهيلات ومساعدات، والمهم الدعم المعنوي أيضاً.
وحول هوية الدولة السورية: قال الشعار لفد كان هناك حديث وأقاويل حول هوية الدولة المقبلة، لكن الرئيس الشرع لم يحددها وترك هذا الموضوع لمؤتمر الحوار الوطني، واللجنتين التأسيسية والدستورية.
ماذا تنتظر سوريا:
وحول ما تنتظره سوريا من السعودية اليوم قال الشعار إن السعودية أصبحت مركز اقتصادي مهم فكل المشاريع التكنولوجيا المهمة بدأت تتوطنن بالسعودية، حتى الذكاء الاصطناعي ورؤية المملكة 2030 تتضمن كل عناصر التطور الاقتصادي بكل معانيه وأبعاده، وبالتالي العلاقة بين سوريا والسعودية ستكون معنية باجتزاء هذه المفاهيم والتطورات ونقاه إلى سوريا للاستفادة منها.
بالإضافة إلى ذلك تعزيز العمل مع المملكة سواء من ناحية رأس المال أو العمالة أو حتى التطور التكنولوجي أو نقل الخبرة ليعم هذا التطور كل المنطقة.
وتوقع الشعار أن يكون هناك قنوات تكنولوجية واقتصادية مهمة جداً مع المملكة العربية السعودية، والتي تحتاج إلى شركاء بالمنطقة كما تحتاج سوريا إلى شركاء، مشيراً إلى المكانة التجارية والصناعية المهمة في المنطقة لسوريا، وبالتالي تبادل الخبرات والاستعانة بالخبرات التي تم تطويرها في السعودية ونقلها إلى سوريا هو أمر مهم جداً للسوريين.
رفع العقوبات عن سوريا:
وحول موضوع مساهمة السعودية في رفع العقوبات عن سوريا قال الشعار: إن رفع العقوبات من المنظور التاريخي أمر صعب ومعقد للغاية، فمثلاً ليبيا لا تزال تحت العقوبات، والعراق لا يزال أيضاً تحت العقوبات رغم تغير أنظمة الحكم فيها، وبالتالي فيمكن لسوريا الاستفادة من العلاقات الدولية التي نسجتها السعودية لتخفيف العقوبات، واستخدام موضوع الاستثناءات والرخص لمزاولة أعمال تجارية أو صناعية معينة في الفترة الحالية ومن ثم القفز إلى موضوع رفع العقوبات النهائي.
وأوضح الشعار أن سوريا حالياً بحاجة إلى حلول اقتصادية اسعافية، مثل الانضمام إلى نظام الدفع العالمي «سويفت» أو غيره، وهو الأمر الممكن توفيره حالياً من خلال حكومات الاتحاد الأوروبي وحتى الحكومة الأميركية، وبالتالي تعتبر السعودية المرشح الأقوى للقيام بهذا الموضوع حالياً.
يشار إلى الرئيس الشرع كان عبر سابقاً عن الاهتمام الكبير بالنموذج السعودي والتجربة السعودية الرائدة على مستوى العالم وبالأخص رؤية المملكة 2030 وذلك خلال تصريحات سابقة نقلها عنه موقع الشرق.