شهدت أسعار الدولار أمس تخبطاً شديداً في السوق الموازي سيما السوداء، فقد خسر أكثر من 6 ليرات سورية خلال التداولات النهارية، محققاً بذلك تراجعاً تجاوزت نسبته 7% ليعود ويرتفع بعد الساعة السادسة مساء.
فالأخضر أو كما يقال في السوق «الأول» هبط إلى 72 ليرة ظهراً في بعض المصارف الخاصة سرعان ما انتقل أثره إلى الصرافين، محافظاً على مستوايته الدنيا حتى الساعة السادسة مساء، حيث غير الدولار اتجاهه مرتفعاً بشكل فجائي فوق مستوى 75 ليرة، وذلك وفقاً لمصادر مطلعة.
وعللت مصادر مقربة من السوق للوطن "الانخفاض الحاد خلال النهار بسبب الإقبال الكبير من المواطنين على البيع للتخلص من الدولار خوفاً من الخسارة.
ولعل اللافت للنظر أمس عودة الفوارق السعرية إلى الاتساع بين المصارف فيما بينها، وبين شركات الصرافة من جهة أخرى. حيث لوحظ انخفاض سعر الدولار في بعض المصارف مثل بنك البركة إلى 72.52 ليرة شراء و73.25 مبيعاً، وفي بنك سورية الدولي الإسلامي إلى 72.3 شراء و73 مبيعاً، على حين سجل في بنك سورية والخليج 76.62 للشراء و77.39 للبيع، ليسجل أعلى سعر في البنك العربي حيث بلغ سعر الشراء 79.5 والمبيع 80.3. ما يشير إلى قيام بعض المصارف بكسر مستوى الأسعار في السوق السوداء.
من جهة أخرى استلمت بعض شركات الصرافة الدولار من مصرف سورية المركزي أمس على سعر 80.5 ليرة، لتسلم زبائنها الذين حجزوا دولاراتهم على 81٫5 ليرة منذ يومين، ليتكبدوا بذلك خسارة كبيرة مقارنة بسعر السوق أمس، تجاوزت الـ 6 ليرات للدولار الواحد.
والسؤال الذي يدور في ذهننا اليوم، هل كان الانخفاض الحاد نهار أمس طبيعي خلال ساعات؟ وهل بدأ المصرف المركزي بالعمل بعقلية المضارب، فيتحكم نوعاً ما بالسوق ويحقق إيراداً من إعادة الشراء بعد ربح بين 6-13 ليرة في الدولار الواحد؟ هذا الانخفاض الحاد والذي استمر لحدود الـ73 ليرة من المحتمل أن يتعامل معه بعض الصرافين (ممن لحقت الخسارة بزبائنهم بعد تعاملهم مع المركزي على أساس العقود الآجلة) بطريقة المضاربة لرد الخسارة، فقد يتدخلون لـ«قش» السوق على سعر منخفض، فيدفعونه مجدداً لحدود 80 ليرة، بعدها وعند مستوى محدد يقومون بضخه من جديد لجني الأرباح وتعويض الخسائر. إلا أن هذا الاحتمال مرهون بتدخل المركزي اليوم. حيث يمكنه التدخل ليشتري كمنافس بسعر أعلى قليلاً من الصرافين، ويبادر بالبيع قبلهم لجني الأرباح ودفع السعر إلى الانخفاض مجدداً، وهنا الذي يكسب من يلعب أولاً وبذكاء.
لذا قد لا نستبعد عودة الدولار إلى الارتفاع مجدداً، إلا إذا ضرب المركزي السوق بعصا غليظة، بعد أن لقن فيها المضاربون درساً مهماً، مع افتراض أنه عرف حجم الكتلة النقدية التي تدور في السوق، فيعد العدة ليجابهها ويكون هو الرابح... وهذه افتراضات، على حين يكشف السوق في الأيام القليلة القادمة صحتها.