عنصرية خفية ضد كل ما هو عربي وحاليا ضد كل الاسثتمارات القطرية التي تضخ حيوية في الاقتصاد الأوربي ...
تحت عنوان "قطر تشتري فرنسا" كتبت صباح أيوب في الأخبار اللبنانية عن عنصرية خفية ضد كل ما هو عربي وحاليا كل الاسثتمارات القطرية التي تضخ حيوية في الاقتصاد الأوربي المحتضر.
الصحافة الفرنسية بدأت تبدي انزعاجاً من وجود قطر الثقيل في الحياة الفرنسية، تشتري العديد من الامتيازات بأموالها النفطية. «قطر هولدينغ» في كل مكان في الرياضة والنفط والطيران والعقارات والأزياء والأكسسوارات والشمبانيا والكونياك... والسياسة!
تململ وقلق واستهجان وامتعاض وأسئلة كثيرة بدأت تظهر أخيراً في الصحافة الفرنسية حول موضوع واحد اسمه: قطر. قطر تشتري فريق كرة القدم الباريسي، قطر شريك أساسي في مجموعة «لاغاردير» للإعلام والرياضة والطيران، قطر مساهم أساسي في شركة النفط الفرنسية «توتال»، قطر تشارك بحصة كبيرة في مجموعة شركات LVMH «لويس فيتون مويه هينيسي»، قطر تستثمر في سوق الطاقة والعقارات الفرنسية، قناة «الجزيرة» تحصل على الحصة الأكبر من حقوق نقل مباريات دوري الأبطال الأوروبي، قطر تدعم سكان الضواحي الباريسية، الأمير القطري يشتري فنادق في باريس ويتملّك قصوراً تاريخية، قطر تدخل في صفقات سياسية، السياسيون الفرنسيون والفرنسيات يتقاطرون الى الإمارة، الأمير القطري الى جانب الرئيس الفرنسي خلال العرض العسكري في اليوم الوطني... الصحافيون الفرنسيون تساءلوا منذ عام ٢٠٠٨، بصوت خافت، عن علاقة قطر بدولتهم ومسؤوليهم وعلى رأسهم نيكولا ساركوزي، لكن ما بدأ كسؤال وتلميح خجول إلى وضع غير سويّ في العلاقة بين البلدين بات اليوم موضوع نقد لاذع وأسئلة مباشرة أطلقتها معظم الصحف الفرنسية في الأشهر الأخيرة.
وقد شهد الأسبوع الماضي مقالات كثيفة واكبت أخبار شراء قطر حصة مهمة في مجموعة شركات LVMH للأزياء والأكسسوارات والمجوهرات والكحول، والكشف عن تملّك الإمارة ٢٪ من شركة «توتال» النفطية الفرنسية، ما يجعلها أكبر المساهمين فيها. في مقال نقدي لاذع في صحيفة «ليبيراسيون»، تخيّل داليبور فريو مستقبل الدولة الفرنسية في عام ٢٠٢٢، والتي حسب الكاتب ستكون بمعظمها مملوكة من أمير قطر.
فريو يرى أنه بعد عشر سنوات، إذا بقيت الحال كما هي عليه اليوم، ستتحكم قطر حتى في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وسيتملّك آل ثاني نصف الشانزيليزيه، وكل المباني الحكومية، وقسماً من متحف اللوفر، وحقوق البث التلفزيوني، وقطاع الإعلام، كما ستضمن الأموال القطرية بقاء فرنسا في منطقة اليورو وسترعى إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي... موقع «ميديابار» نشر مقالاً لجان بول باكياست بعنوان «بيع فرنسا وأوروبا لقطر». باكياست تحدّث عن «إغفال الغرب المذهل للدور المدمّر لنا من قبل حلفائنا المزعومين المملكة العربية السعودية وقطر». الكاتب سأل عمّا وصفه بـ«التخلي عن السيادة الفرنسية»، قائلاً «هل هو من أجل الحفاظ على مصادر نفطنا والغاز؟
أم هناك أسباب أخرى يعتّم عليها مثل شراء المسؤولين الفرنسيين بالبترودولار؟». وفي ما يتعلّق بقطر ووجودها المتزايد في القطاعات الفرنسية، يرد الكاتب الأمر إلى «انعدام المسؤولية عند القوى الاقتصادية والدولة الفرنسية» التي يقابلها حسب الكاتب «طموحات جامحة للأمير القطري». صحيفتا «لو موند» و«لو باريزيان» واكبتا أيضاً أخبار تحوّل قطر إلى «حليف ذي وزن» لصاحب مجموعة لاغاردير ولامتلاكها ٢٪ من شركة «توتال». صحيفة «لو موند» خصصت مقالاً الشهر الماضي لخبر احتجاج موظفي إحدى المؤسسات التي تهتم بشؤون سكّان الضواحي الفرنسية وتهديدهم برفع شكواهم إلى دولة قطر في حال لم تزد أجورهم». «هل باتت قطر منقذ سكّان الضواحي العظيم؟» سألت «لو موند».
موقع «سلايت» أعاد بدوره نشر تحقيق من العام الماضي يعرض كافة الجوانب للوجود القطري المستجد على الساحة الفرنسية الاقتصادية والتجارية والرياضية والحياتية... تحقيق للصحافي إيريك ليسير بعنوان «هكذا اشترت قطر فرنسا واستولت على سياسييها»، يظهر مدى ارتباط الطبقة السياسية الفرنسية بكل أطيافها بالإمارة الثرية، وكيف تتقاطر الشخصيات عدة مرات سنوياً لزيارة الأمير، مثل دومينيك دو فيلبان، سيغولين روايال، رشيدة داتي، كلود غيان، هوبير فيدرين، فريديريك ميتيران، جاك لانغ، هيرفيه مورين...