اعتبر رئيس غرفة تجارة دمشق غسان القلاع أن قضية الإدخال المؤقت بقصد التصنيع وإعادة التصدير مهمة جداً مشيراً إلى أنه كانت رائجة بشكل ملموس وخاصة في بعض الصناعات عندما كانت المستوردات محدودة ورسومها الجمركية عالية، لافتاً إلى أنه بعد تحرير التجارة وتخفيض عدد كبير من النسب الجمركية على المستوردات لم يتم تفعيل هذه الحالة.
وبيّن القلاع لـ«الوطن» على هامش ندوة الأربعاء في غرفة تجارة دمشق أن الحالة اليوم تحتاج إلى إعادة نظر بالنصوص الناظمة لها في قانون الجمارك، وفي القرارات والبلاغات الصادرة عنها ولسببها موضحاً أن كثيراً من المهن تستفيد من الإدخال المؤقت بقصد التصنيع وإعادة التصدير منها قص الرخام وتصنيع الذهب وإعادة تصديره، وتصنيع الألبسة وإعادة تصديرها، وتجميع القاطرات والمقطورات بهدف بيعها للدول المجاورة.
وأكد أن النص القانوني يحتاج إلى تحديث بما يتناسب مع المعطيات التي تطورت فيها التجارة الخارجية والرسوم الجمركية أيضاً.
وأردف القلاع: إن السماح بالإدخال المؤقت يعتبر مهنة مستقلة بحد ذاتها ويمكن في حال تطوير نصوصها القانونية توفير آلاف فرص العمل، مطالباً برسم جمركي عادل ومتوازن مع دول الجوار بما يحمي الصناعة الوطنية ولا يغري البعض للقيام بالتهريب.
وفي مداخلته خلال الندوة قال المخلص الجمركي نور الدين الأبرص والمفوض عن إحدى الشركات: في السابق كان عدد العاملين في الإدخال المؤقت في سورية نحو 60 شخصاً أما اليوم فينحصر عددهم باثنين فقط ولأسباب عديدة معروفة منها تحرير التجارة الخارجية والسماح للعديد من المواد بالدخول إلى سورية إضافة إلى تخفيض الرسوم ولذلك رأى البعض أن الأفضل أصبح في التحول من الإدخال المؤقت، ولجأ التاجر إلى التخليص الجمركي للمواد على أن يقوم بتصنيعها وتصديرها تصديراً عادياً.
وبيّن الأبرص أنه من المشاكل المتبقية عند المعامل التي تعمل في الإدخال المؤقت تتمثل بأن عليهم الإدخال والإخراج بالسرعة القصوى كاشفاً أن هذا الشيء تعترضه عوائق منها سببه التغييرات التي تحدث في موظفي الجمارك واستبدالهم بموظفين جدد لا يعرفون بالأمور الروتينية المعروفة.
بدوره أكد نائب رئيس جمعية الصاغة يوسف زورق لـ«الوطن» أن تجربة الجمعية مع الإدخال المؤقت بغرض التصنيع مريرة، ونأمل بعد هذه الندوة أن يكون هناك مساع حقيقية لتبسيط الأمور علماً أننا نطالب منذ سنوات عديدة بتبسيطها لأن القيود الموجودة كثيرة.
وأكد زورق أنه من خلال تبسيط هذه الإجراءات يمكن توفير فرص عمل لآلاف حرفيي الصاغة العاطلين من العمل حالياً مبيناً أن 70% منهم متوقفون عن العمل، ونحن جمعيات الصاغة في المحافظات السورية نحاول جهدنا تشغيل هؤلاء والعمل على التصدير. ولفت إلى أن ضوابط الجمارك السورية معقدة وبتبسيطها سيكون لدينا وفرة صناعية وحرفية لننافس دول مشهورة في هذه الصناعة مثل تركيا وإيطاليا وغيرها وستصبح البضاعة السورية المميزة مطلوبة للجميع وخصوصاً في الدول المجاورة.
وأضاف: تم السماح باستيراد الذهب ولكن رسومه بقيت مرتفعة جداً ونحاول بتخفيضها، وإذا لم يحصل هذا الأمر وبقيت السوق متوقفة كما هي حالياً سيكون في ذلك تشجيع لتهريب الذهب إلى خارج سورية ونخشى حدوث ذلك.
وقال معاون مدير التجارة الخارجية ثائر الفياض: إن جميع الإجراءات التي تحدث عنها البعض خلال الندوة تعتبر إجراءات قديمة وتعود إلى ما قبل تحرير التجارة الخارجية، مشيراً إلى أن وزارة الاقتصاد يمكن أن تقوم بدور مهم تقديم مقترحات وحلول. بدوره رفض رئيس قسم العبور والإدخال المؤقت في مديرية الجمارك العامة وائل جردو الإجابة عن أي سؤال يوجه له بهذا الخصوص أو حتى فيما يتعلق بالاقتراحات التي قدمها التجار خلال الندوة بحجة أنه اتصل بإدارته ولم تخوله التصريح لوسائل الإعلام، وفي الوقت نفسه طلب جردو كتابة هذا الأمر في الجريدة ليكون عدم تصريحه واضحاً ودون التباسات.