قال مسؤولون وعاملون في مجال الطاقة ان خمسة أشخاص على الاقل يشتبه في أنهم متشددون من تنظيم القاعدة قتلوا في هجوم نفذته طائرة أمريكية بدون طيار في جنوب اليمن يوم الجمعة ورد مسلحون بتفجير خط أنابيب لنقل الغاز المسال مما أدى الى توقف الانتاج.
وقال مسؤول ان الطائرة دمرت السيارة التي كان يستقلها المتشددون في محافظة شبوة بجنوب البلاد مما أدى الى مقتل كل من فيها. وقال مسؤولون وسكان لرويترز ان أحد المارة قتل وأصيب خمسة بجروح.
ونقلا عن موقع رويترز أنه بعد ساعات من الهجوم قال عاملون في مجال الطاقة ان مسلحين يعتقد انهم متشددون نسفوا خط أنابيب ينقل الغاز الى منشأة تمتلك شركة توتال الفرنسية الحصة الاكبر بها في ميناء بلحاف على بحر العرب.
وقال سكان انه يمكن رؤية ألسنة اللهب من على بعد عدة كيلومترات وقال موظف بالشركة ان الصادرات توقفت.
وقال موظف في الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال لرويترز طلب عدم نشر اسمه "وقع الانفجار على بعد 28 كيلومترا الى الشمال من محطة بلحاف لتصدير الغاز المسال. الانتاج توقف."
وافتتحت منشأة بلحاف لتصدير الغاز المسال بتكلفة 4.5 مليار دولار عام 2009 وكانت أكبر مشروع صناعي ينفذ في اليمن.
وكثيرا ما تتعرض انابيب النفط والغاز لهجمات من قبل متشددين اسلاميين او رجال قبائل غاضبين. وكانت اخر مرة تم فيها تفجير خط الانابيب الممتد الى بلحاف في اكتوبر تشرين الاول بعد ساعات من شن غارة جوية على متشددين واستغرق اصلاحه عشرة ايام تقريبا.
وقالت رسالة نصية يعتقد انها من جماعة أنصار الشريعة المتصلة بتنظيم القاعدة أرسلت الى الصحفيين ان الجماعة هي التي نفذت الهجوم.
وقالت الرسالة النصية ان مقاتليها نسفوا خط الانابيب انتقاما من الهجوم الذي قامت به أمريكا "الصليبية" والحكومة اليمنية وهي حليف قوي للولايات المتحدة في الحرب على القاعدة.
وعزز تنظيم القاعدة سيطرته على مناطق في جنوب اليمن خلال احتجاجات العام الماضي ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تنحى في فبراير شباط.
وردت الولايات المتحدة بشن هجمات باستخدام طائرات بدون طيار على متشددين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له والذي اعلن مسؤوليته عن عمليات من بينها محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب كانت متجهة الى الولايات المتحدة عام 2009 .
وفي رسالة نصية ارسلت في وقت سابق قالت جماعة انصار الشريعة ان اثنين من المتشددين"استشهدا" في الهجوم الذي شنته طائرة بلا طيار كما اصيب اربعة من المارة.
وفي وقت سابق الشهر الجاري أسفرت هجمات أمريكية بطائرات بدون طيار عن مقتل ما لا يقل عن 25 مقاتلا مرتبطين بتنظيم القاعدة بينهم أحد القادة وأسفرت غارة شنها سلاح الجو اليمني عن مقتل 20 في أكبر ضربات جوية منذ تولي الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي السلطة.
وتشارك السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم الولايات المتحدة في قلقها بشأن توسع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بلد مجاور للخطوط الرئيسية لشحن النفط في البحر الاحمر.
وبامكان اليمن توريد ما يصل الى 6.7 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا. وفي عام 2010 شحن اليمن اكثر من نصف امداداته من الغاز الطبيعي المسال لاسيا وذهب الباقي للامريكتين واوروبا.
واليمن ليس سوى منتج صغير للنفط الخام وتبلغ طاقته الانتاجية اليومية نحو 260 الف برميل يوميا من النفط.
ولكن وقوع اليمن على مضيق باب المندب الذي تشحن عبره يوميا ملايين البراميل من النفط واطنان من السلع الاخرى بين اسيا واوروبا والامريكتين يمكن ان يجعل عدم الاستقرار فيه يشكل خطرا على التجارة العالمية.
وأدى هجوم شنه رجال قبائل قبل عام على شريان النفط الرئيسي في اليمن الى وقف توريد النفط الخام الى مصفاة عدن التي تبلغ طاقتها 150 الف برميل يوميا مما اجبرها على الاغلاق والتسبب في نقص في الوقود.