بعد طول مناقشات ابحرت بواخر استجرار الكهرباء باتجاه لبنان حيث من المتوقع ان تباشر الباخرة الاولى اعمالها بطاقة 180 ميغاوات امام معمل الذوق الحراري اعتبارا من حزيران المقبل والثانية بطاقة 90 ميغاوات امام معمل الجية اعتبارا من شهر ايلول المقبل.
وهاتان الباخرتان تم الاتفاق عليهما في الاجتماع الذي ترأسه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي للجنة الوزارية لدرس استجرار الكهرباء بالبواخر حيث رسا القرار على الشركة التركية KARADENIZ بعد رفض الشركة الاميركية خفض قيمة عرضها.
ونقلا عن جريدة الديار اللبنانية ان القرار أتى بعد ان خفضت الشركة التركية نصف سنت عن كلفة الكيلووات حيث حققت الحكومة وفرا يقارب الثمانية ملايين دولار عن المبلغ الذي كان محددا قبل اجتماع اللجنة، واضافة بعض الشروط التقنية والفنية والبيئية لمصلحة الدولة اللبنانية، ولعل الاهم هو وضع شروط تمنع «الكومسيون» السياسي وقد اضافت اللجنة الوزارية بندا جزائيا تعهدت فيه الشركة التركية عدم دفع اي عمولة لاي طرف في لبنان، واذا خالفت ذلك تعرضت لدفع عشرة اضعاف مبلغ العمولة الذي دفعته.
انتاج 270 ميغاواط لا يعني تأمين الكهرباء خلال الصيف
والـ24 ساعة انارة لا تكون الاّ بتطبيق خطة باسيل كاملة
وكان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل قد اعلن ان المفاوضات قد نجحت حيث تم الاتفاق مع شركة KARADENZ بعد تخفيض اسعارها بنسبة 9 في المئة على استئجار باخرتين بحجم 270 ميغاوات.
مصادر اقتصادية مطلعة اعتبرت ان استئجار البواخر حاجة ملحة حاليا في انتظار انشاء المعامل خصوصا ان خطة الكهرباء التي اعدها وزير الطاقة والمياه جبران باسيل ووافقت عليها الحكومة لحظت استئجار بواخر في المرحلة الاولى وهي تغطي حوالى 300 ميغاوات وتسد بعض الشيء.
لكن تضيف هذه المصادر، لا يعني مجيء البواخر لتوليد الطاقة ان الازمة الكهربائية ستنتهي، لان البواخر التي ستعمل بطاقة 270 ميغاوات قد تريح فصل الصيف، ولكن الازمة ستبقى مستمرة طالما ان الاستهلاك هو ضعف الانتاج، وطالما لم يتم انشاء معامل كهربائية جديدة.
من المعروف ان الاستهلاك في الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف يتعدى الـ2600 ميغاوات بينما الانتاج لا يتعدى الـ1350 ميغاوات، وهذا يعني استمرار التقنين الكهربائي بانتظار تطبيق خطة باسيل للسنوات المقبلة.
واذا اتت الباخرتان التركيتان اللتان ستنتجان 270 ميغاوات، فان الانتاج سيتراجع باعتبار ان طاقة معمل الذوق الحراري هي 450 ميغاوات، وهذه الكمية لم توضع قط على الشبكة باعتبار ان مؤسسة كهرباء لبنان كانت تعمد الى اجراء الصيانة على احدى الوحدات الحرارية العاملة في معمل الذوق الحراري، وفي اسوأ الاحتمالات كانت احدى الوحدات تتعرض للتوقف بسبب اعطال طرأت عليها وفصلتها عن الشبكة. اما بالنسبة لمعمل الجية الحراري فان طاقته هي بحدود الـ 270 ميغاوات في احسن ايامه، ولكن وحداته تبقى معرضة اما للاعطال او للتوقف لاجراء الصيانة.
أذن حل البواخر التركية ليس حلاً لأزمة الكهرباء، وبالتالي من المفروض ان يصبر المواطن حيث تعتبر مصادر اقتصادية مطلعة انه لولا هذه البواخر لكان الصيف يعاني ازمة كهربائية كبيرة قد يتخطى التقنين فيه اكثر من 12 ساعة، ولكن مع انتاجه طاقة بمعدل 270 ميغاوات، فان المراقبين يعتقدون ان فصل الصيف سيكون كسابقاته خصوصاً ان الحل قد وضع على السكة، باعتبار ان وجود هذه البواخر سيؤدي الى اجراء الصيانة بصورة كاملة على معملي الذوق والجية الحراريين حيث يمكن بالتالي بعد الانتهاء من صيانتهما ان توضع الوحدات الحرارية على الشبكة وتعمل بطاقة انتاجية كبيرة.
وكان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل قد وضع في بدء عمل حكومة كلنا للبنان كلنا للعمل خطة لمعالجة وضع الكهرباء وتأمين التيار الكهربائي 24 ساعة على 24 ساعة، وهذا التأمين لا يتأمن حسب خطة الوزير باسيل الا من خلال صيانة المعامل الكهربائية الموجودة، بناء معامل كهربائية جديدة، اضافة الى تأمين الطاقة من خلال الطاقة المائية والهوائية وغيرهما، وان تأمين الطاقة لا يكون الا بعد العام 2015، اذا لم توضع في وجه هذه الخطة العراقيل السياسية المعروفة.