أظهرت بيانات المجلس العالمي للسفر والسياحة، ان استثمارات الدول العربية في قطاع السياحة تجاوزت ٣٨ بليون دولار العام الماضي. وتوقع ارتفاع الاستثمارات الى ٤١ بليون دولار هذه السنة، ما يؤكد استمرار النمو بوتيرة متسارعة في المنطقة. وأشار الى ان الامارات وقطر والسعودية وعمان تتصدر دول المنطقة من حيث حجم الاستثمارات في تطوير البنية التحتية للسياحة. وتأتي هذه البيانات عشية انطلاق فعاليات سوق السفر العربي في دورته ال ١٩ في دبي اليوم، بمشاركة أكثر من ٢٤٠٠ شركة من ٨٧ دولة على مساحة ٢١،٤ ألف متر مربع.
وأكد خبراء ان الخطط التوسعية الناجحة لشركات الطيران الرئيسية في المنطقة بفتح خطوط جديدة، تلعب دورا كبيرا في ربط دول الخليج وبقية المناطق في الشرق الأوسط بأسواق جديدة. وذكر ان شركات الطيران مجتمعة حققت أرباحا سنوية بلغت نحو بليون دولار العام الماضي، وفق بيانات الاتحاد العالمي للنقل الجوي اياتا. ولفت منظمو المعرض الى ان الامارات تتطلع الى تحقيق نمو بنسبة ٩ في المئة في عدد الزوار الوافدين خلال العام الحالي. وأكدت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي في مؤتمر صحافي ان الامارة سجلت ارتفاعا نسبته ١٠ في المئة في عدد نزلاء الفنادق في العام الماضي مقارنة بالعام السابق مستقبلة ٩،٣ مليون زائر. وارتفعت مدة الاقامة في الفنادق ١٢ في المئة الى ٣،٦ يوم. وبلغ عدد نزلاء الفنادق في أبو ظبي اكثر من ٢،١ مليون في ٢٠١١ مقارنة ب ١،٨ مليون عام ٢٠١٠.
وتركز وزارة السياحة في سلطنة عمان على الترويج للسلطنة كوجهة سياحية لقضاء الاجازات القصيرة وسياحة الأعمال مستهدفة أسواق المنطقة والهند، في وقت تواصل تطوير بنيتها التحتية السياحية. ووفقا لبيانات يورومونيتور، تشهد سلطنة عمان نموا مطردا في عدد الزوار حيث استقبلت أكثر من ١،٢ مليون زائر في ٢٠٠٦ مقارنة بحوالى ٢،٢ مليون عام ٢٠١١.
ويتوقع ارتفاع عدد السياح في قطر الى ١،٦ مليون بحلول عام ٢٠١٤ مقارنة بمليون زائر في ٢٠٠٩، بحسب بيانات مؤسسة يورومونيتور.
وأكد مدير محفظة المعارض في شركة ريد ترافل اكسيبيشنز مارك والش، ان السعودية تمثل لاعبا اقليميا قويا من حيث الخطط والبرامج الطموحة التي تخطط لتنفيذها بهدف تعزيز مكانتها كوجهة سياحية في المنطقة. وتتوقع بيانات حديثة لشركة بيزنيس مونيتور أنترناشونال ان تستقبل المملكة ١٥،٨ مليون زائر بحلول عام ٢٠١٤ مقارنة ب ١٣ مليونا في ٢٠١٠.
وقال النائب الأول لرئيس العمليات التجارية في أوروبا والاتحاد الروسي في طيران الامارات سالم عبيد الله سوق السفر العربي تلعب دورا محوريا ومتواصلا في دعم صناعة السفر والسياحة في المنطقة وتطويرها، من خلال استقطاب شخصيات بارزة من خبراء وصنّاع قرار متخصصين في الصناعة من مختلف دول العالم، وتوفير الأرضية المناسبة لاطلاعهم على ما توفره المنطقة من فرص وأعمال في هذا المجال. وبصفتنا أحد الداعمين الرئيسيين لمعرض سوق السفر العربية منذ انطلاقتها الأولى، فنحن في طيران الامارات فخورون بما وصلت اليه اليوم من مستوى متطور وما حققته من نجاح على الصعيدين الاقليمي والعالمي.
وشرح مدير الترويج الخارجي والوفود في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي صالح الجزيري، ان السياحة في الامارة مستمرة في التطور والنمو على رغم ما يعانيه الاقتصاد العالمي من عدم استقرار، مشيرا الى ان ذلك يحدث نتيجة لقدرتها على ان توفّر للسياح خدمات وتسهيلات تفوق توقعاتهم، مشيرا الى ان دبي حققت العام الماضي نتائج جيدة من حيث عدد نزلاء المنشآت الفندقية وعدد الليالي السياحية والعائدات الفندقية.
بليون سائح
من جانب آخر، أكد الأمين العام ل منظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي، ان عدد السياح سيصل الى بليون هذه السنة. وأعلن ان واحدا من سبعة من سكان الكرة الأرضية نظم رحلة سياحية على رغم الأزمات الاقتصادية والسياسية التي مرّ فيها معظم دول العالم، ولا تزال دول كثيرة تعاني وطأة هذه الأزمات، لكن الحركة السياحية استمرت في التدفق، بما تحمله من آفاق في تطوير اقتصادات عدد كبير من الدول وتحسين مداخيل مواطنيها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب عن الرفاعي توقعه ان يشهد عام ٢٠١٥ مزيدا من التطور والنمو السياحي، بعد ان تتمكن الدول من تجاوز آثار الأزمة الاقتصادية. ولاحظ الرفاعي ان قراءة نتائج الربع الأول من السنة لجهة عدد السياح الواصلين الى مصر، تشير الى إمكان عودة الحركة اليها هذه السنة، بالمعدلات ذاتها المسجلة عام ٢٠١٠، وهي مرشحة للتطور في العام التالي وينطبق ذلك الى حد ما على تونس.
وأكد الرفاعي ان نسبة السياحة تراجعت في بلدان الربيع العربي نحو ١٢ في المئة عام ٢٠١١، لكن مصر وتونس استطاعتا الاقتراب هذه السنة من العودة الى الأرقام المحققة سابقا، لكن ذلك لا ينطبق على بقية بلدان الربيع العربي. وأوضح ان تراجع السياحة في دول الربيع العربي رفع عدد السياح الذين اتجهوا الى بلدان الخليج العربي، لكنها لم تؤثر في السياحة في الأراضي الفلسطينية التي لم تتطور بسبب الظروف السياسية المعروفة.
وركّز وزير السياحة المصري منير فخري عبد النور، على العلاقة الوثيقة بين الاعلام والسياحة، وطلب من الاعلاميين ان يكونوا موضوعيين في نقل الصورة الحقيقية عما يجري في مصر من دون مبالغات، لأن مثل هذا الكلام سيساعد على نهوض السياحة في مصر في شكل حقيقي.