نتيجة العنف والاضطرابات الداخلية من ناحية والحصار والعقوبات الخارجية من ناحية أخرى، يواجه الاقتصاد السوري أزمة غير مسبوقة بعد 15 شهراً من العنف والأحداث الأمنية التي هزت البلاد من أقصاها إلى أقصاها.
و أكد خبراء أن الاقتصاد السوري سيئ في ظل التراجع الحاد في سعر صرف العملات وازدياد معدلات الفقر وتراجع القدرة الشرائية وازدياد البطالة في ظل انعدام الامن ، وارتفاع الرسوم الجمركية المفروضة على المواد الخام مما يعطل حركة الانتاج وان المؤشرات كلها تتجه نحو استمرار هذه الأزمة خلال الفترة القادمة .
وفي العام الماضي حقق الاقتصاد السوري نموأً سالباً، فتراجع بمعدل 4ر3%، ومن المتوقع أن يخسر في 2012 حوالي 9ر5% من حجمه. كما توقف تصدير البترول السوري الذي كان يرفد الخزينة السورية بحوالي ثلاثة مليارات من الدولارات سنوياً.
في الوقت نفسه انخفضت قيمة الليرة السورية في السوق السوداء بنسبة الربع تجاه الدولار، فأصبح الدولار الأميركي يعادل 62 ليرة بدلاً من 47، وقد نشط الصرافون العراقيون واللبنانيون في عمليات تحويل الليرات إلى دولارات واوقفت لبنوك السورية معظم خدماتها المصرفية كخدمة بطاقات الائتمان و قروض الاستيراد والحوالات، فيما البنك المركزي يعمل على انفاق الملايين من رصيده بالعملات الاجنبية لدعم الليرة السورية .
وتذكر مجلة نيوزويك أن ودائع البنوك السورية الرئيسية انخفضت بنسبة 35%، وأن التسهيلات المصرفية انخفضت بنسبة 22%، وأن هناك حركة هروب غير مسبوقة لرأس المال.
كذلك اختفت من الأسواق السورية معظم السلع المستوردة من الخارج، وارتفعت أسعار السلع المنتجة محلياً في السوق السوداء، واستمرت الحكومة في دعم المحروقات والسكر وعدد من المواد الأساسية، ولكن القدرة على الاستمرار في هذه السياسة محدودة.
ويواجه الاقتصاد السوري "أزمة حادة" نتيجة العقوبات المفروضة عليه, وان التقارير تفيد ان نسبة التضخم قارب 7% وان الصادرات السورية الى دون 6 مليار دولار بعد ان كانت 14 مليار ومصادر المعارضة السورية تؤكد ان احتياطي النقد الأجنبي تراجع الى حوالي 9 مليار دولار بعد ان كان يقدر ب 17 مليار دولار.
وتراجعت كل القطاعات بما فيها الزراعية و الصناعة المحلية حيث ان مناطق النزاع تشهد حرقًا للاراضي الزراعية علاوة على خوف المزارعين من العمل في ظل انعدام الامن ، كما ان ارتفاع اسعار المواد الخام و الاساسية علاوة على انقطاع الكهرباء وغلاء المازوت اوقف انتاج معظم الصناعات الصغيرة التي كانت تشتهر بها القرى السورية. اضافة الى جمود القطاع السياحي بالكامل واصابته بالشلل التام بما في ذلك السياحة الداخلية بين المدن السورية نفسها .