رغم كل الوعود التي قطعها وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك قدري جميل بضبط الأسعار وتخفيضها وضرب اليد التي تحتكر البضائع وترفع أسعارها، إلا أن التجار وبشكل خاص ما يسمى (تجار الأزمات) لا زالوا موجودين وبقوة ولا احد يردعهم، فالوعود الوردية الآمال التي بنيت على تصريحات الوزير جميل ببدء انفراج الأزمة بين اليوم وغداً لم تتحقق وهذا معناه أن الدور الرقابي ضعيف.
غاز.. غاز.. مازوت
الحديث عن المازوت والغاز والأزمة الحاصلة للمادتين بات كثيراً حيث لا يخلوا يوم إلا وتتحدث وسائل الأعلام عن المشكلة ويصرح المسؤولين بأن الفرج قريب ولكن القريب "علمه عند الله" فقد يكون سنة أو شهر وأسبوع والذي يكتوي بفقدان هذه المادة هو المواطن فسعر الاسطوانة وصل إلى حوالي 2000 ليرة سورية في السوق السوداء.
وكان الوزير جميل قال في وقت سابق أن مشكلة الغاز والمازوت تعود في شقها الأول إلى صعوبة تأمين الاحتياجات من الاستيراد وفي شقها الثاني إلى سوء في التوزيع، وأن مضاعفة أسعار اسطوانات الغاز أمر غير مقبول حتى وإن كانت الكميات المتوفرة قليلة، وسنضرب كجهاز دولة بيد من حديد كل من يتلاعب بقوت الشعب الذي يشكل الغاز جزءا منه".
وأوضح جميل أنه خلال شهر على الأكثر ستحل أزمة الوقود كما أن الوزارة ستعمل على منع السماسرة ومن يتعيشون على هوامش توزيع السوق السوداء وتأمين الكميات الضرورية وضبط الأسعار بشكل يحفظ كرامة المواطن.
الخبز يلحق بالمازوت والغاز
الخبز خلال الأزمة التي عشناها في الأيام القليلة الماضية لم يكن أوفر حظاً من الغاز والمازوت، حيث بدأت طوابير الناس تصطف على الأفران، ولا يقل الطابور الواحد عن 300 شخص، ولكن سرعان ما خرج المسؤولين عن الخبز والأفران للخروج إلى وسائل الإعلام ونفي وجود أزمة بالنسبة لمادة الخبز، ولكن السؤال الذي طرح عليهم "والطوابير الموجود" فالجواب كان الأزمة هي "أزمة توزيع وليس نقص بالمادة".
وبهذا الصدد قال وزير التجارة الداخلية أنه لا توجد مشكلة في توفر مادة الخبز وأن الأمر مرتبط بسوء التوزيع
وأكدت وزارة التجارة الداخلية أن جميع الأفران العاملة التابعة للشركة العامة للمخابز في جاهزية تامة من حيث الماء والكهرباء وتوفر مادة الدقيق والخميرة والوقود لعملها على مدار الساعة، مشيرةً إلى أنها تستقبل الشكاوي على صفحة حماية المستهلك في سورية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك مذكرة المواطنين بالأرقام التي حددتها الوزارة لاستقبال الشكاوي المقدمة من قبلهم وهي119-120.
ولكن كل ذلك لم يحل دون وصول سعر ربطة الخبز إلى (50) ليرة سورية، وتواطؤا عمال الأفران مع بعض المستغلين الذين يقومون ببيع ربطات الخبز خارج الفرن.
نار الخضروات
الخضروات هي الأخرى كان لها نصيب من الغلاء الحاصل وجنون الأسعار الذي لم تشهد سوريا من قبل، ولكن عند السؤال عن السبب كان جواب بعض البائعين أن البضاعة لا تصل إلى دمشق نتيجة الأوضاع الأمنية.
وفي جولة ببعض أسواق دمشق بلغ السعر الوسطي لبعض أنواع الخضراوات الخيار من 50 إلى 75 ليرة سورية، البندورة من 35 إلى 50 ليرة، والبقدونس 10 ليرات سورية، البطاطا من 25 إلى 40 ليرة).
الوزير جميل وخلال زيارته لأسواق دمشق قال أنه تم التنسيق مع الجهات المعنية لتأمين المواد والسلع ولاسيما الخضر والفواكه واللحوم لأسواق دمشق بشكل سريع، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل انسياب الخضر والفواكه من ريف دمشق والمحافظات الأخرى بشكل كاف ومتناسب مع ضرورات الاستهلاك بشهر رمضان على أن نلمس آثار ذلك ابتداء من مساء السبت الماضي.
وأشار جميل إلى أن أغلب المشكلات مستجدة نتيجة الأوضاع والظروف الحالية وهي في طريقها إلى الحل خلال الأيام القريبة القادمة.
إلا أن المواطنين المشتكين، لم يلمسوا الفرق حيث أكدوا أنه لا يوجد ما يردع هؤلاء المستغلين، ولا توجد أية دوريات تموينية على الباعة، ما يشجع الاستغلال بشكل علني، وأن تصريحات المسؤولين هي لتجميل صورتهم فقط، ولا تطبق على ارض الواقع.
يشار إلى أن موقع B2B وعلى مدار شهر رمضان سيقوم برصد أسعار السلع في أسواق مختلفة بشكل يومي، وذلك لمعرفة التغيرات التي ستطرأ على الأسعار سواءً بالارتفاع أو الانخفاض، وهل ستسطيع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ضبط السوق وتخفيض الأسعار، أم أن الغلية ستكون لتجار السوق السوداء؟!