اتفقت سورية والعراق خلال اجتماعات العمل التي عقدتها المؤسسة العامة للمناطق الحرة مع هيئة المناطق الحرة العراقية في دمشق، في إطار متابعة التوصيات التي خرجت بها اللجنة السورية العراقية على على اتخاذ خطوات عاجلة لإقامة منطقتين حرتين مشتركتين في اليعربية (الحسكة) من الجانب السوري وربيعة (الموصل) من الجانب العراقي، وكذلك البوكمال (دير الزور) من الجانب السوري والقائم من الجانب العراقي.
الاتفاق جاء متابعة لاجتماع عقد في بغداد يومي 27 و28 من تموز في العام الجاري بحضور وزير الاقتصاد والتجارة السوري الدكتور محمد نضال الشعار ووزير التجارة العراقي الدكتور خيرالله حسن بابكر.
ونص على ضع نظام أساسي ونظام استثمار للمنطقتين وإعداد الأنظمة والصكوك اللازمة لإقامة المنطقتين بالسرعة الممكنة وعرضهما على حكومتي البلدين لإقرارهما والمباشرة في تنفيذ كل الإنشاءات اللازمة لوضع المنطقتين في الخدمة.
كما تم الاتفاق على دراسة إمكانية إقامة منطقة حرة ثالثة على الحدود المشتركة في منطقة الوليد من الجانب العراقي والتنف (ريف دمشق) من الجانب السوري على أن يقوم الفنيون من كلا الجانبين بتحديد الموقع المناسب والجدوى الاقتصادية لها وكل الدراسات والأبحاث اللازمة لذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون هذه المنطقة المشتركة مركز توزيع إقليمياً وعربياً ودولياً تستفيد من وسائل النقل الموجودة بين البلدين، لتعرض نتائج هذه الدراسات خلال الاجتماعات القادمة للجنة الوزارية.
وعلى المستوى الاستراتيجي، فقد تم الاتفاق على تبادل التشريعات الناظمة للاستثمارات الخاصة في المناطق الحرة في كلا البلدين وبالأخص مشروع تعديل نظام الاستثمار في سورية، وإقامة الملتقيات والمنتديات والندوات التعريفية والترويجية للاستثمار في المناطق الحرة المقامة في البلدين، وتبادل المعلومات والزيارات للاطلاع على الأنشطة والفعاليات المقامة في المناطق الحرة في البلدين، والتنسيق المشترك على المستوى العربي والإقليمي والدولي وخاصة جامعة الدول العربية فيما يتعلق بالسلع المنتجة في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والتنسيق المشترك في الاتحاد العربي للمناطق الحرة.
وقال المدير العام للمؤسسة العامة للمناطق الحرة عبد الحكيم قداح لـصحيفة االوطن: سورية تشكل عمقاً إستراتيجياً للعراق والعكس صحيح، مع الأخذ بعين الاعتبار حجم البضائع التي ستنساب بين البلدين في إطار الاتفاقيات الثنائية والجماعية الموقعة، بما يعزز بالتالي زيادة الفعالية لمرافئ سورية والعراق، وزيادة قدراتها التشغيلية ورفع كفاءتها، كنتيجة طبيعية لورود البضائع التي يحتاجها العراق عبر المرافئ السورية، والبضائع التي تحتاجها سورية عبر المرافئ العراقية.
معتبراً أن البضائع المتبادلة بين البلدين ستستفيد من المزايا الموجودة في المناطق الحرة السورية والعراقية وبالتالي تخفيض التكاليف المترتبة على هذه البضائع بما يزيد حجمها وقيمها ويضيف قداح إن من الأهمية بمكان التنسيق بين المؤسستين على المستوى العربي والإقليمي والدولي في ظل نجاح تجربة التنسيق بينهما في إطار الاتحاد العربي للمناطق الحرة، والتنسيق الشخصي بين المديرين العامين للمؤسستين في كل نواحي العمل.
المدير العام لهيئة المناطق الحرة العراقية صباح القيسي وفي تصريح للوطن قال: الاجتماعات الحالية مع المناطق الحرة السورية ستكون حاسمة في تفعيل ما خرجت به اللجنة المشتركة التي عقدت في بغداد ووضع توصياتها موضع التنفيذ، مبيناً أن المنطقة الحرة في اليعربية بسورية أنشئت أساساً لأجل البضائع التي ترد إلى العراق وعن طريقه، وبالتالي لابد من تفعيل هذه المنطقة بإقامة منطقة حرة عراقية مقابلة في ربيعة مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض المناطق السورية والعراقية ليس لها مقابل لدى الطرف الآخر ففي منطقة القائم العراقية يوجد منطقة حرة في حين لا توجد في البوكمال المقابلة، والعكس صحيح بين ربيعة واليعربية.
وقال القيسي: باعتبار البلدين الشقيقين سورية والعراق يمران بظروف خاصة جداً فحق لنا وواجب علينا أن نثبت للعالم أجمع أن البلدين بلد واحد وشعب واحد، وأن ندفع عجلة التعاون قدماً في جميع المجالات، ومنها بطبيعة الحال التعاون في مجال المناطق الحرة، مع الإشارة إلى أن زيارة الوفد العراقي اليوم جاءت بتوجيه من وزير المالية العراقي تالياً لاجتماعات اللجنة المشتركة السورية العراقية في بغداد تموز المنصرم من العام الجاري 2011.
ومن المقرر أن يقوم المدير العام للمناطق الحرة السورية بجولة مع الوفد العراقي على بعض المناطق الحرة في سورية وبالأخص المنطقة الحرة في اليعربية للاطلاع على واقعها وبحث سبل تنشيطها بالتعاون مع الجانب العراقي وما يتصل بإقامة منطقة حرة مقابلة لها في منطقة القائم العراقية.