استردت بورصة دمشق ثوبها الأحمر بعد عطلة عيد الفطر، حيث كانت السوق ماضية في منطقة الأمان الخضراء لثلاث جلسات متتالية، حتى جلسة 29 آب الماضي من العام 2011 .
إلا أن برودة الأداء كانت العنصر الأبرز بمتابعة تفاصيل التداولات، فعلى الرغم من أداء السوق الايجابي، قبل جلسة الأمس، إلا أن مكاسب المؤشر في الجلسات الثلاث ما قبل الماضية لم تتجاوز 1.77 نقطة فقط، على حين خسرت السوق في جلسة أمس 3.6 نقاط، أي يمكننا القول إن السوق أضاع المكاسب السابقة، على الرغم من تواضعها الشديد.
وهذه التحرك البسيط في قيم المؤشر يدل ـ حسب ما نقلت صحيفة الوطن ـ على وجود درجة عالية من التردد والحيطة في السوق، ما يعوق اتخاذ القرارات الاستثمارية باتجاه واحد، كما تقتضيه مؤشرات التحليل الفني والأساسي، وحتى بمقاربة السوق من جانب العائد والمخاطرة.
حيث نلاحظ تذبذب قيم المؤشر في هامش يقل عن 3.5 نقاط، منذ نحو عشر جلسات سابقة، وتحديداً منذ الحادي عشر من آب الماضي، تراوحت قيم المؤشر بين 950.89 و947.45 نقطة.
وفي مرحلة عدم التعيين التي يمر بها السوق ينتظر الانتقال القوي إلى اتجاه جديد، حيث ينظر فنياً إلى هذه الفترة التي يتحرك فيها السوق بشكل مستو (sideway) على أنها استراحة للسوق، يحسم فيها التجار قراراتهم، وبعد انخفاض السوق قارب التسعة أشهر، وبنسبة 46%، تأتي توقعات بعض المراقبين لارتفاع حاد يعيد النشاط إلى السوق من جديد، إلا أن البعض الآخر يحسب حساباً للعامل الخارجي المرتبط بالأحداث التي تمر بها البلاد منذ الستة أشهر، ومالها من أثر على قرارات بعض المستثمرين الذين يهرعون للبيع وتصريف الأسهم طلباً للسيولة، دون إبداء أدنى صورة من صور التمسك بالأسهم، على أساس الاستثمار طويل الأمد، الأمر الذي يدركه جيداً كبار المستثمرين، من ذوي الخبرة، والذين يعلمون أن الأرباح الكبرى تصنع وقت الأزمات، وفي الاستثمار طويل ومتوسط الأمد.
وبالنسبة لتداولات الأمس، فقد أغلقت الجلسة على خسارة محدودة للمؤشر بلغت 3.6 نقاط، حيث غلب البيع على السوق بشكل واضح، عدا أن دخول سيولة مهمة على سهم بنك سورية الدولي الإسلامي قلص من درجة ظهور حالة البيع في السوق كما نقلها المؤشر.
وفيما يخص حركة التداولات من حجم وقيم، فقد تحسن أداؤها على نحو بسيط مقارنة مع الجلسة السابقة، حيث ارتفعت قيمة التداول الإجمالية إلى 37.3 مليون ليرة سورية، على الصفقات العادية فقط، في حين بلغت في الجلسة السابقة 31.8 مليون ليرة.
كذلك الأمر بالنسبة لحجم التداول الإجمالي الذي انخفض إلى 200.2 ألف سهم متداول في 183 صفقة عادية، على حين تم تداول 285.8 ألف سهم في 196 صفقة منفذة في جلسة 29 آب الماضي.
وعن تفاصيل تداولات الأسهم، تم التداول أمس على أسهم لعشر شركات، انخفضت منها أسعار أسهم لسبعة منها، بصدارة سهم بنك بيمو السعودي الفرنسي بنسبة 1.98%، على حين كانت أكبر خسارة في السوق لحقوق أفضلية بنك بيبلوس التي انخفضت بنسبة 20.40% حيث تم تداولها على السعر 40 ليرة.
في المقابل ارتفعت أسعار أسهم لشركتين فقط، بصدارة سهم بنك سورية الدولي الإسلامي بنسبة 2.32% ثم سهم المصرف الدولي للتجارة والتمويل بنسبة 0.88%.
وحافظ سهم بنك سورية الدولي الإسلامي على صدارة الأسهم الأكثر نشاطاً بقيمة التداول عبر 17.99 مليون ليرة سورية، كما تصدر الأسهم الأكثر نشاطاً بحجم التداول عبر 167.4 ألف سهم.
وعن أداء القطاعات، استقطبت المصارف أمس 48.18% من حجم التداول الإجمالي، على حين تشغل ما نسبته 89.23% من رأس المال السوقي الإجمالي لجميع الشركات المدرجة في السوق أي القيمة السوقية لبورصة دمشق، مع متوسط لعائد السهم في القطاع يبلغ 7.35% مقارنة بـ7.41% عائد السوق.