تحتل سورية المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج الفستق الحلبي وذلك بعد إيران والولايات المتحدة الأميركية وتركيا فعبر قرون طويلة اشتهرت منطقة حلب في سورية بزراعة الفستق والذي انتشر منها إلى جميع البلدان وعرف عالمياً بـ الفستق الحلبي أو الشجرة الذهبية.
وتعد محافظة حماة من أولى المحافظات السورية إنتاجاً للفستق الحلبي كماً ونوعاً والثانية بعد محافظة حلب من حيث المساحة المزروعة من هذه الشجرة وحيث تنتشر زراعة أشجار الفستق في معظم مناطق المحافظة وتتركز في منطقتي صوران ومورك التي تنتج وحدها ما يقارب 40% من إجمالي الإنتاج في المحافظة ثم تأتي معردس ومعان وعطشان وطيبة الإمام ويقدر إنتاجها السنوي بين 15-20 ألف طن وقد أخذت زراعة أشجار الفستق بالانتشار والتوسع في سورية خاصة في السنوات العشر الأخيرة إذ يبلغ عدد أشجار الفستق الحلبي المزروعة في سورية حوالى 10 ملايين شجرة تنتج حوالى 53 ألف طن سنوياً وتعود الأهمية الاقتصادية لشجرة الفستق الحلبي في سورية إلى ارتفاع مردودها في وحدة المساحة وإمكانية تخزين الثمار المجففة جيداً لعدة أعوام في ظروف تخزينية سليمة ومناسبة دون أن تفقد شيئاً من مواصفاتها العالية كما تتحمل ثمار الفستق الحلبي الطازجة عمليات التعبئة والشحن لمسافات طويلة حتى خارج سورية وتعد الثمار المجففة من أهم أصناف المكسرات المرغوبة عالمياً لأنها ذات مردودية اقتصادية وإنتاجية جيدة مقارنة مع الأشجار المثمرة الأخرى لذا يطلق عليها اسم الشجرة الذهبية وتشير التحاليل والإحصائيات الاقتصادية إلى تفوق إنتاج الفستق الحلبي في جميع مناطق الاستقرار الزراعي البعلية على المحاصيل الزراعية المماثلة كافة من حيث الإنتاج الإجمالي والناتج الصافي وذلك لانخفاض تكاليف إنتاجه وأسعاره المجزية وقيمة ثماره الغذائية العالية ومذاقه الطيب, ويصدر الفستق الحلبي السوري إلى عدة دول أوروبية وخليجية وتركيا والأردن ومصر والسودان وقد بلغت كمية الشحنات المصدرة وهي من الصنف العاشوري 321 طناً من الفستق المقشر و205 أطنان بدون تقشير.
وأشارت مصادر وزارة الزراعة إلى أن مكتب الفستق الحلبي يدرس حالياً بالتعاون مع مديرية الوقاية بوزارة الزراعة والمديرية العامة للجمارك آليات جديدة لتسهيل إجراءات تصدير المنتج المحلي وحمايته تتمثل في منح شهادة المنشأ على المنافذ الحدودية وتطبيق مواصفات تتعلق بالسموم الفطرية على المنتج السوري بهدف تشجيع التصدير كما يجري العمل على افتتاح ثلاث مدارس حقلية لتطوير زراعة الفستق الحلبي وسيتم اختيار محافظة حماة لإقامة هذه المدارس بالأخص في منطقة سلمية كما يسعى المكتب إلى إنشاء أول محطة بحثية في سورية بموقع مورك بمحافظة حماة.
بالتعاون مع الهيئة العلمية للبحوث الزراعية لتنفيذ حزمة من الأبحاث العلمية المتكاملة المتعلقة بدراسة وتجريب وتطوير زراعة الفستق الحلبي وتقدر الكمية التي تم إنتاجها من ثمار الفستق الحلبي على مستوى سورية هذا الموسم بحوالي 62 ألف طن حيث تحتل هذه الشجرة حوالى 6% من مجمل مساحات الأشجار المثمرة في سورية وبمساحة تقدر حوالي 56 ألف هكتار وهي تتركز في ست محافظات هي حلب 44% وحماة 35% وإدلب 13% وريف دمشق 6% والرقة 1% والسويداء 1% وهناك خمسة وعشرون نوعاً لثمار الفستق الحلبي أهمها العاشوري ولونه أحمر وهو الصنف الأكثر تسويقاً والأكثر زراعة.
ويمثل 85% من المساحات المزروعة بالفستق الحلبي بينما بقية الأصناف تأخذ 15% من المساحات المزروعة وتشمل العليمي ويشكل حوالي 8% من الحقول في سورية وتسميته عربية واللازوردي منشؤه منطقة حلب ويشكل 7
% من الحقول المزروعة في سورية وهناك الباتوري وتجدر الإشارة إلى أن عدد الغراس التي تمت زراعتها في حقول الفستق الحلبي في سورية هذا الموسم بلغت 119 ألفاً و88 غرسة من صنفي المطعم والبذري وزعت خلال الموسم الزراعي الحالي على المزارعين في سورية كما تم توزيع 57 ألفاً و532 غرسة فستق حلبي من النوع المطعم كما وزعت 61 ألفاً و556 غرسة من الصنف البذري غير المطعم.