أعلنت شركة ماستر كارد نتائج دراسةٍ جديدة أجرتها بالتعاون مع قسم خدمات التحليل في مجلة (Harvard Business Review)، تحت عنوان (Become 2020)، في إطار مبادرة بحثية تتبناها الشركة، تُركِّز على فهم مفهوم الابتكار.
وقالت الشركة في بيان صحفي: "يعد الابتكار مفهومًا في غاية الأهمية لقطاع الأعمال، حيث ينطوي على مصطلحٍ يستخدمه الكثيرون من الناس للفت الانتباه ودعم أنشطة التوظيف، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو: هل فكَّر أي شخص بشكلٍ حقيقيٍ في هوية الابتكار، وكيف يمكن لنا أن نوظفه لتعزيز الأعمال التجارية؟".
وشملت الدراسة استطلاعًا للرأي أجراه قسم خدمات التحليل في مجلة (Harvard Business Review)، على مدار 6 شهورٍ مضت، بهدف التوصل إلى فهمٍ أفضل لمفهوم الابتكار، وشمل الاستطلاع أكثر من 1000 مستهلكٍ من جميع أنحاء العالم، تم سؤالهم عما إذا كانت الشركات التي يتعاملون معها تضع اهتمامات عملائها ضمن أولوياتها، بالإضافة إلى استطلاع آراء أكثر من 1000 رئيسٍ تنفيذيٍ رفيع المستوى، للوصول إلى فهمٍ أفضل للكيفية التي تتعامل بها مؤسساتهم مع مفهوم الابتكار، وذلك في إطار 5 مجالاتٍ رئيسية، هي: العمليات، ورأس المال البشري، والتمويل، وتجربة العملاء، والبيانات والتقنية.
وطوَّر قسم خدمات التحليل في مجلة (Harvard Business Review) في ضوء تحليل إجابات المشاركين، "مؤشر مبتكري الأعمال" (Business Innovators Index) الذي يتكون من 100 نقطة تُعبِّر عن درجة استخدام المؤسسات لإستراتيجيات الابتكار والأطر والسلوكيات في مجال الابتكار.
وقسَّمت الدراسة المؤسسات التي شملها الاستطلاع إلى 3 مجموعاتٍ اعتمادًا على إجاباتها على 40 سؤالًا يتعلق بالسلوك، وكانت المجموعات كالتالي:
القادة: وهي المؤسسات التي تمتلك قدرةً واسعةً على الابتكار، وشملت المؤسسات التي حصلت على مجموع نقاطٍ بلغ 88 نقطة على مؤشر الابتكار. وجاء 17% فقط من الرؤساء التنفيذيين العالميين الذين شملهم الاستطلاع ضمن هذه الفئة.
المتابعون: وهي المؤسسات التي تمتلك قدراتٍ جيدةٍ في بعض مجالات الابتكار، وشملت المؤسسات التي حصلت على مجموع نقاطٍ بلغ 66 نقطة على مؤشر الابتكار، وبلغت نسبتهم 42% من إجمالي المشاركين في استطلاع الرأي.
المتأخرون: وهي المؤسسات التي تفتقر إلى مجموعةٍ واسعةٍ من قدرات الابتكار المتوفرة، وشملت المؤسسات التي حصلت على 37 نقطة في مؤشر الابتكار، وبلغت نسبة الرؤساء التنفيذيين العالميين الذين كانوا ضمن هذه الفئة 41% ممن شملهم الاستطلاع.
كما كشفت الدراسة أن غالبية المؤسسات لا تنفذ أفكارها المتعلقة بالابتكار بشكلٍ فعال، رغم إدراك معظمها أهمية الابتكار لتحقيق النمو والنجاح، وبلغ المتوسط العام للمؤشر 58 نقطة.
وعرض التقرير لمجموعةٍ من الأساليب التي يمكن للشركات الاعتماد عليها لتبني وإنشاء وإعادة صياغة منهجها المتعلق بالابتكار، وتضمنت هذه الأساليب: السرعة، حيث يقترح التقرير أن يراجع المبتكرين أداءهم بمعدلٍ ربع سنوي، أو أسبوعي، وعدم الاكتفاء بالمراجعة السنوية، كما اقترح التقرير استخدام البيانات كمسرِّعات للأعمال، لأن المبتكرين الحقيقيين يستخلصون الرؤى من مصادر متعددةٍ للبيانات، لأن خبرة الأعمال التجارية لا تكفي وحدها. وأكد التقرير على ضرورة تحديد الأولويات الآن، لأن الابتكار لا ينتظر، وهو ما سيساعد على استخدام الميزانية بشكلٍ فعال، وتقديم الدعم الضروري للابتكار، كما تحتاج المؤسسات لوجود ثقافةٍ مناسبة، تُمكن موظفيها من العمل باعتبارهم رواد أعمال، ويتخطى الأمر مجرد القابلية لتقبل المخاطر، ليمتد إلى خلق مجموعةٍ من الأفكار التي تدعم مناخ الابتكار، ثم يأتي أهم عنصر، وهو التركيز، حيث يشير أكثر من نصف المستهلكين إلى أنهم يتوقعون من الشركات تطوير منتجاتٍ وخدماتٍ جديدة تلبي احتياجاتهم.
وشمل التقرير دليلًا للابتكار مخصص للرؤساء التنفيذيين (The CEO’s Innovation Playbook)، طورته ماستركارد بالتعاون مع قسم خدمات التحليل في مجلة (Harvard Business Review)، ويعرض أهم 50 إجراءً من أجل إحداث التغيير المرجو، ويعتمد على أراء 12 من كبار المسؤولين التنفيذيين حول العالم.
وقال أجاي بانجا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة ماستركارد: "يمثل الابتكار والإبداع الآن أهميةً أكبر من أي وقتٍ مضى للشركات على اختلاف أحجامها، فهو بمثابة شريان الحياة لنا في عالمنا المعاصر، ويقدم هذا التقرير رؤى وخبرات مهمة، يقدمها أهم المفكرين من جميع أنحاء العالم، لمساعدة الآخرين في إيقاد شعلة الابتكار وقيادة أعمالهم".