قال الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور سامر أبو عمار في حديث للوطن: إن استمرار بورصة دمشق في عملها وفتح جلسات التداول وأن لم يتم أي صفقات فإن هذه الأمر كاف للقول إن إدارة البورصة تعمل بشكل جديد.
وأضاف أبو عمار: إن التشوه الحاصل في بورصة دمشق باعتبارها لا تمثل الاقتصاد ككل، وإنما تمثل القطاع المالي الحساس جداً باتجاه الأزمات.
وبيّن أبو عمار أن البورصة لا تعكس المركز المالي للمصارف، وانخفاض السهم أو ارتفاعه في ظل هذه الأزمة لا يعبر بشكل حقيقي عن عمل هذه المصارف التي خسرت جزءاً كبيراً من قيمتها السوقية لكنها رابحة، وتمارس أعمالها بشكل طبيعي واعتيادي.
وأوضح أبو عمار أن المهمة الأصعب اليوم في إعادة الثقة للمستثمرين، وهناك مهمة إضافية تكمن في عبء إعادة التوازن والاستقرار لبورصة دمشق بعد أن تراجعت بدرجة كبيرة بسبب الظروف والأوضاع الحالية. وتابع أبو عمار أن الخسارة التي تعرضت لها بورصة دمشق هي بحدود المعقول وبكل الأحوال لا توجد أي مبالغ هائلة في البورصة السورية لأن حجم التداول كان وما زال ضعيفاً، وحجم الخسائر ليس كبيراً. وأكد أبو عمار ضرورة تفعيل صناديق الاستثمار، وتفعيل الصندوق السيادي، والصندوق الوطني للاستثمار رغم تأخره قد يسهم في ضخ السيولة بهدف تحقيق طلب على أسهم الشركات المدرجة ويمكن أن يخلق قوة شرائية كبيرة بهدف تعزيز ثقة المساهمين والمستثمرين.
ولفت أبو عمار إلى أنه يتعين على إدارة بورصة دمشق أن تكون حيادية وشفافة في التعامل ويجب ألا تتدخل بشكل مباشر في قرارات المستثمرين وهذا الأمر موجود، مع العلم أن صغار المستثمرين ملح البورصة. وأردف أبو عمار أنه يجب العمل على إحداث صناديق استثمار خاصة بالمصارف والشركات الخاصة للدخول إلى بورصة دمشق، ويجب العمل في كافة المستويات للترويج لهذه النوع من الصناديق عبر تشجيعها ومنحها مزايا إضافية، وهذه الصناديق إذا ما تزامن دخولها مع سندات الخزينة سوف تقبل على شراء هذه السندات، وقد تساهم هذه الصناديق أيضاً في استقرار سعر الفائدة، وتوسيع الأرباح.
وقال أبو عمار: إذا ما تزامن دخول صناديق الاستثمار الخاصة وسندات الخزينة والصندوق السيادي إلى بورصة دمشق أعتقد أنها سوف تشكل عتبة جديدة أمام الاقتصاد الوطني للانطلاق إلى آفاق مستقبلية جديدة.
وبين أبو عمار أنه من الناحية الفنية فإن الصندوق الوطني للاستثمار جاهز، ولكن يجب التركيز على موعد وآليات الدخول إلى البورصة، ولكن نخشى أن يتحول هذه الصندوق في ظل الظروف الحالية إلى محفظة وملاذ إلى أوامر البيع الحالية بهدف الحصول على السيولة من قبل صغار المستثمرين، لأنه بطبيعة الحال ليس جمعية خيرية أو مستودعاً لحفظ الأوراق المالية، لأن هدف هذا الصندوق تعزيز الاستقرار في البورصة.