سيطرت المخاوف على الأسواق في نهاية هذا الأسبوع بعد تحول الأنظار إلى الاهتمام بالوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية هذا بجانب استمرار تزايد حالة عدم التأكد في المنطقة الأوروبية بشأن أزمة الديون السيادية خاصة فيما يتعلق باليونان.
أسواق الأسهم الأوروبية شهدت تراجعا في منتصف معاملات اليوم و قد تحقق أسوأ خسائر أسبوعية منذ الشهرين تقريبا، مؤشر الأسهم الأوروبية الأوسع نطاقا تراجع بنسبة 0.58% مسجلا 269 نقطة.
الآن ما يشغل بال المستثمرين هو إلى أي مدى يستطيع الكونجرس الوصول إلى حل بشأن عدم مواجهة ما يسمى " الهاوية المالية" وذلك مع بدء رفع الضرائب و خفض الإنفاق العام في البلاد مطلع العام القادم الأمر الذي قد يزج بالاقتصاد الأمريكي في الركود من جديد.
وعلى حسب ما ورد في تقرير صدر عن مكتب الكونجرس للموازنة يوم الأمس بأن عدم الوصول إلى اتفاق لتجنب الهاوية المالية قد يؤدي إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة خلال النصف الأول من عام 2013.
معنويات المستثمرين مازالت مشحونة بتلك التوقعات بعد فترة تحسن نسبي بفعل تحركات البنوك المركزية الرئيسية حول العالم منذ النصف الثاني من العام الجاري. البنك الفيدرالي اقر تطبيق موجة ثالثة من سياسة التخفيف الكمي و قد تزداد إذا لزم الأمر في ظل إعادة انتخاب أوباما لفترة رئاسة ثانية، بينما مازال البنك الأوروبي مستعدا للتدخل في الأسواق و تفعيل برنامج شراء السندات.
لكن التصريحات الأخيرة لرئيس البنك الأوروبي تتماشى مع توقعات المفوضية الأوروبية، وهو انه لا يوجد علامات تحسن لاقتصاديات منطقة اليورو بل أن الأمر يزاد سوءاً حتى نهاية العام القادم وذلك على اقل تقدير.
في ظل تلك العوامل السلبية ما زال المستثمرين يفضلون الاحتفاظ بالدولار الأمريكي وهو ما بات واضحا على ارتفاع الطلب على السندات الأمريكية طويلة الأجل و كذا على السندات اليابانية وهو ما يعكس انخفاض شهية المخاطرة لدى المستثمرين وبالتبعية على الأصول ذات العائد المرتفع.
مؤشر الدولار مازال عند أعلى مستوياته في شهرين مسجلا ساعة إعداد التقرير 80.93 بعد ان حقق الأعلى عند 80.98 و الأدنى 80.62.
فيما مازالت اليونان تتصدر قائمة المخاوف في الأسواق، فبعد أن وافق البرلمان على جزء من خطة الموازنة عام 2013 حتى يتم الحصول على المساعدات الدولية، مازال أمام الإفراج عن تلك المساعدات موافقة دول المنطقة وبالتالي خرجت تسريبات من المسئولين الأوروبيين بأن هناك احتمال لعدم مناقشة وضع اليونان في الاجتماع المزمع عقده يوم 12 من الشهر الجاري. و المشكلة هنا تكمن في كيفية قيام اليونان بوفاء أحد الالتزامات عليها بقيمة 5 مليار يورو و يستحق في 16 نوفمبر الجاري خاصة في ظل نفاذ السيولة من الخزانة العامة للدولة.
وبين ارتفاع الدولار و تفاقم أزمة الديون السيادية واصل زوج اليورو/دولار تراجعه إلى أدنى مستوياته في شهرين مسجلا ساعة إعداد التقرير مستوى 1.2712 بعد أن حقق الأدنى عند 1.2704 و الأعلى 1.2787
أيضا تراجع زوج الإسترليني/دولار إلى أدنى مستوياته في أسبوعين مسجلا 1.5929 بعد أن حقق الأعلى 1.6018 و الأدنى حتى الآن عند 1.5926 على الرغم من تحسن بيانات التجارة الخارجية، إلا أن ارتفاع الدولار بجانب الاتجاه السلبي العام في الأسواق كانا عاملين في تراجع الزوج.
الين الياباني يعتبر المستفيد الثاني بعد الدولار الأمريكي، الين ارتفع أمام اليورو ضمن أعلى مستوى في خمس أسابيع، و كذا ارتفع أمام الدولار الأسترالي – من ضمن العملات ذات العائد المرتفع- إلى أعلى مستوياته في أسبوعين.
وكذا ارتفع أمام الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى في ثلاث أسابيع ليدفع بزوج الدولار/ين إلى التراجع مسجلا 79.11 بعد أن حقق الأعلى له اليوم عند مستوى 79.60 والأدنى حتى الآن عند 79.06.