قال مدير عام الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية نايف السلتي إن الهيئة تتابع بحوثها ودراساتها حول محصول الأرز الهوائي أو إمكانيات زراعته في سورية واعتماده من قبل الجهات المعنية كأحد المحاصيل الزراعية التي يمكن لها أن تساهم في تحقيق واستقرار الأمن الغذائي لسورية وإمكانية أن يكون بديلاً عن الكميات الكبيرة المستوردة وبما يخفف من فاتورة دعم هذه المادة، مشيراً إلى أن الكميات المستلمة من المحصول حتى تاريخه بلغت حوالي عشرة أطنان وهي من أصناف مختبرة تم تجفيفها شمسياً نظراً لتوقف المجففات عن العمل لعدم توافر مادتي الكهرباء والمازوت.
وأشار السلتي إلى أن الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية تتابع عمليات التجفيف النهائي للوقوف على الأصناف المتفوقة وأفضل نتائج المعاملات الزراعية المنفذة خلال موسم 2012 حيث تنشط الهيئة في هذه الفترة بجمع النتائج وتحليلها إحصائياً للوقوف على النتائج المشجعة حتى الآن ولمعرفة الصعوبات التي تواجه اختبارات زراعة محصول الأرز خلال هذا الموسم لعرضها في ورشة مقبلة يتم الإعداد لها حالياً بالتعاون مع مكتب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بدمشق لمناقشة النتائج والوقوف على حالات النجاح وإعداد مقترحات لمحاولة إدخال هذا المحصول في الدورة الزراعية كمحصول صيفي.
يشار إلى أن الأرز يزرع مروياً بطريقة الغمر والري المستمر ونظراً لوجود مشكلة نقص المياه ومحدودية مصادرها بدأت مراكز البحوث لاستنباط أصناف أرز جديدة ومبكرة في النضج ومقاومة للآفات وأكثر تحملاً للجفاف وقليلة استخدام المياه وذلك بالتهجين بين الأرز المروي عالي الإنتاج وأرز الأراضي المرتفعة المتحمل للجفاف بهدف ترشيد استخدام المياه ورفع كفاءة إنتاجية وحدة الأرض والمياه والقضاء على الأمراض الناجمة عن زراعة الأرز المروي وذلك بزراعة أصناف جديدة (أرز هوائي) يروى على فترات بين 12 – 15 يوماً والجدير بالذكر أنه تمت الزراعة في مركز بحوث الرقة والاختبارات لموسم عام 2010 وقد حققت بعض الاصناف مثل luxov إنتاجية بلغت 6.17 أطنان/ هكتار يليه الصنف nevica 6.08 أطنان/ هكتار ثم الصنف l469pbob إنتاجه 4.07 أطنان للهكتار من الأرز الشعير خلال مئة يوم وهي الفترة من الزراعة وحتى الحصاد.
وأوضح السلتي أن عملية الحصاد الآلي باستخدام الحصادة من أفضل الطرق لحصاد الأرز حيث يتم الضم والدراس والتعبئة في خطوة واحدة ما يؤدي إلى زيادة درجة النظافة مع تقليل الزمن اللازم لإجراء هذه العمليات مع مراعاة أن عملية الحصاد الآلي تتم عند نسبة رطوبة 20 – 22% في الحبوب لذلك يجب تجفيف الحبوب بعد الحصاد وبنشرها وتعريضها للشمس في الجو العادي مع التعليب المستمر إلى أن تصل نسبة الرطوبة إلى 14 – 15% ثم تعبأ.
مع الإشارة إلى أن سورية تستورد ما يقارب 300 ألف طن من الأرز سنوياً لتغطية الاستهلاك المحلي وبما يعادل 200 مليون دولار ومع الارتفاعات المتتالية في ارتفاع سعر الكيلو الواحد إلى ما يقارب الضعف وتزايد الطلب في السوق المحلية على هذه المادة الغذائية المهمة وتوقيف العديد من الدول التصديرية لها نتيجة انخفاض إنتاجها منه نتيجة للجفاف المتعاقب لذلك بدأ التفكير يتجه نحو إعادة زراعته في سورية عن طريق تنفيذ تجارب زراعة الأرز المتحمل للجفاف بعد أن كان في خمسينيات القرن الماضي يزرع في سورية بطريقة الغمر.