بدأت في الأيام الأخيرة من تشرين الثاني الماضي درجات الحرارة بالانخفاض بشكل حاد معلنة الدخول الفعلي لفصل الشتاء, ومع أن المواطنين يكونون في مثل هذه الأوقات من كل عام بانتظار فصل الشتاء وهطول الأمطار إلا أن معظمهم في العام الحالي يتمنون ألاّ تنخفض درجات الحرارة لأن هذا الانخفاض يترتب عليه اتخاذ إجراءات وقائية من البرد تبدأ مع الحاجة إلى مادتي المازوت والغاز غير المتوفرتين بين أيدي المواطنين بيسر وسهولة وانتهاء بالملابس الشتوية التي تشكل هذه الأيام هاجس البحث عنها ووجودها وإمكانية شرائها بعد أن دخلت أسعارها في دائرة الطيران من دون أجنحة, والحديث عن أسواق الألبسة في درعا وخاصة الألبسة الشتوية يقودنا للبحث عنها في سوق الحامد مول السوق الرئيس للألبسة في مدينة درعا بالإضافة إلى محلات أسواق الحميدية وفراس وبعض المولات التي تحتوي على أجنحة لبيع الألبسة, أما في باقي مدن وبلدات المحافظة فإن بيع الألبسة يتركز في عدد محدود من المحلات.
وفي جولة لتشرين على بعض هذه الأسواق عبّر عدد من المواطنين عن تذمرهم من الارتفاع غير المسبوق للأسعار من دون مبررات لكون الألبسة الموجودة حالياًً في الأسواق قديمة ومخزنة وبعضها يعود إلى سنوات مضت وقال سهيل المحاميد إن التجار يقومون بإخفاء الألبسة الموجودة لديهم وعرض بعض الأنواع التي لم يكتب لها البيع وتم تخزينها في المستودعات, وأضاف المحاميد إن المفاجأة ليست بتوافر الموديلات بل بأسعارها الكاوية لأن الموديلات الموجودة قديمة وأسعارها حديثة متبدلة مرتبطة بسعر الدولار المتغير من حين لآخر ومن ساعة لأخرى, وتساءل المحاميد عن سبب ربط سعر الألبسة القديمة بالدولار بينما كان سعرها الأساسي غير مرتبط بالدولار, أما المواطنة سعاد سالم فقالت إن أسعار الألبسة الشتوية هذا العام ارتفعت لدرجة أنني قمت بجولة على جميع أسواق الألبسة دون أن أشتري قطعة حتى الآن بسبب ارتفاع الأسعار, ولا أعرف كيف سأقنع الأولاد بارتداء ألبستهم القديمة التي ضاقت عليهم وأصبحت لا تناسب أجسادهم وسنهم, وأما ابنتي البالغة من العمر ثمانية أعوام فلا أعرف كيف سأتدبر أمرها ولاسيما أن سعر أرخص جاكيت لها في محلات الألبسة لا يقل عن 800 ليرة, وأضافت إن زوجها موظف ولا يستطيع ادخار المبلغ الكافي لشراء الألبسة المطلوبة لجميع أفراد العائلة علماً بأنه لدي خمسة أولاد أصغرهم سناً طفلة في الثامنة من العمر وإخوتها يدرسون في المراحل الجامعية والثانوية والتعليم الأساسي وخاصة أن البحث عن الألبسة هذا العام جاء بعد عيد الأضحى وبعد أن تم صرف الراتب قبل أكثر من 35 يوماً بما فيها أيام العيد.
أما التجار فكان لهم رأيهم الخاص الذي يبرر عدم وجود ألبسة حديثة متنوعة بأن معامل الألبسة التي كانت تزود تجار المحافظة بالألبسة توقفت عن توريد الألبسة إلى المحافظة بسبب توقف الإنتاج فيها نتيجة للظروف التي تمر بها المنطقة من جهة ولتوقف استيراد المواد الأولية والآلات اللازمة لعمل هذه المصانع بعد العقوبات الدولية المطبقة على هذه المعامل وخاصة معامل محافظات دمشق وحلب وريف دمشق وارتفاع أسعار المواد الأولية ذات المنشأ المحلي, وعن سبب ارتفاع أسعار الألبسة قال عدد من التجار إن الوضع الحالي فرض على التجار نفقات كبيرة لم تكن موجودة خلال الأيام الماضية فأصبح كل محل يحتاج إلى مولدة كهرباء التي يحتاج تشغيلها في كل ساعة عمل إلى ليتر من البنزين, كما يحتاج إلى كاميرا تصوير وحراسة تكلف التجار الكثير من الأموال, بالإضافة إلى تعرض المحلات إلى السرقة والنهب وخاصة المحلات الموجودة خارج الأسواق الرئيسة, وقال أحد التجار إن الأزمة التي تمر بها سورية هذه الأيام شكلت فرصة لاتتكرر لبعض التجار الكبار الذين فتحوا أبواب مستودعاتهم لبيع الألبسة الستوك بالأسعار التي يطلبونها كما يقومون ببيع باقي البضائع بالأسعار التي يفرضونها هم دون مراعاة للحاجة الإنسانية لجميع المواطنين للألبسة وخاصة الشتوية في هذه الأيام الباردة, معتبرين أن الوظيفة الأساسية للأموال القليلة في جيوب الفقراء تدفئة جيوب التجار, ومن هنا نجد أن الأسعار تختلف بين محل وآخر لكل قطعة عن أخرى بحسب نوعيتها وجودتها, ولكن هذه المبررات لم تقنع المواطنين.
أما أسعار الألبسة في الأسواق فقد سجلت اختلافاً واضحاً بين سوق وآخر وبين محل وآخر وبين نوع وآخر ومصدر وآخر فسعر الجاكيت النسائي الجوخ محلي الصنع والكنزات النسائية يتراوح بين 2500-5000 ليرة أما الجاكيت الأجنبي النادر الوجود في أسواق المحافظة فإن أسعاره تتجاوز القدرة على شرائه من قبل معظم شرائح المجتمع ليصل بين 7500-10000 ليرة أما أسعار البناطيل الرجالية فقد ارتفعت في المحلات التجارية عدة أضعاف فالبناطيل التي كانت تباع على الأرصفة بنحو 150-200 ليرة للبنطال الواحد أصبحت تباع بنحو 400-500 ليرة, أما البناطيل الجيدة فإن أسعارها تزيد على 2500 ليرة للبنطال الواحد ويختلف السعر من محل وآخر بحسب الزبون إلا أن أسعار البناطيل لا تبتعد عن فلك سعرها المذكور, أما سعر الطقم الجوخ فإن سعره يبدأ من 5000 إلى 10000 ليرة للطقم الواحد وما فوق, أما كنزات الأطفال فقد ارتفعت بنسبة 200% ليصل سعر الكنزة النسائية إلى 2500-3000 ليرة وسعر الكنزة الرجالية 2000-2500 ليرة وسعر الكنزة الولادية إلى 1500 ليرة وسعر الجاكيت الولادي بين 1500 – 3000 ليرة.