فيما يتخبط لبنان بمشكلاته السياسية والامنية، وفي الوقت الذي كان من المفترض، الافادة من احداث المنطقة لجهة جذب السياح والاستثمارات، أخذت دبي هذا الدور، جاذبة اليها الاستثمارات العربية، وخصوصا العقارية منها، الهاربة من المنطقة.
اللافت، ان اللبنانيين انضموا الى لائحة الهاربين الى دبي، بدليل أنهم تصدروا لائحة تصرفات المستثمرين العرب الإجمالية في السوق العقارية التي سجلت نحو 128 و4 مليار درهم أي ما قيمته 1,2 مليار دولار حتى نهاية تشرين الثاني الماضي، فيما بلغت قيمة تصرفات اللبنانيين 6, 846 مليون درهم (228 مليون دولار).
هذه الارقام التي بينتها سجلات إدارة تنمية القطاع في "مؤسسة التنظيم العقاري" في دبي وجد فيها الخبير الاقتصادي غازي وزني امرا مؤثرا ومحزنا، لأن هذه الاستثمارات تطال شريحة الشباب والعائلات الصغيرة التي تجد في دبي وجهة آمنة ومستقرة لاستثماراتهم ومستقبلهم المهني والاجتماعي.
ووفق التقرير بلغت الاستثمارات اللبنانية نحو 228 مليون دولار بسعر وسطي للصفقة العقارية بنحو 600 الف دولار، وهي برأي وزني، مؤشر مؤثر وغير ايجابي، فهي تبدو استثمارات صغيرة يقوم بها شباب لبنانيون في دبي يفتشون عن مسكن آمن ومستقر لعائلاتهم الصغيرة التي ليس لديها الاستعداد على المدى القريب للعودة الى لبنان.
لماذا دبي وليس بيروت؟ يعود الاهتمام بشراء مسكن في دبي، وفق وزني، الى اسباب:
- الارتفاع الجنوني في اسعار الشقق المتوسطة الحجم في بيروت ، اذ أصبحت كلفتها تناهز كلفتها الوسطية الـ 800 ألف دولار، بينما في دبي تقارب الـ 600 الف دولار.
- الجدوى الاقتصادية للاستثمار في دبي وخصوصا في القطاع السكني حيث تظهر المؤشرات استمرار ارتفاعها، وتاليا ربحيتها.
- الاستقرار الامني والاجتماعي في دبي والتوقعات الايجابية اقتصاديا، خصوصا على صعيد القطاعات الخدماتية، ما يؤكد أن البلد واعد وآمن... في حين ان لبنان يتخبط في ازماته وأزمات سوريا.
- التشريعات في دبي مساعدة للاستثمار او الشراء.
وما يحفز اللبنانيين على الشراء هو ان اسعار العقارات في دبي الى ارتفاع، مدعومة بعدم الاستقرار في بعض الدول العربية. فدبي تفيد من المناخ غير المستقر في هذه البلدان، بدليل أن حجوزات الطيران والفنادق دائما ممتلئة وكذلك المراكز التجارية.
ما تقدم يؤشر، وفق وزني، الى قناعة العائلات الشابة في الاستثمار لمستقبلهم في دبي وليس لبنان، وهذا شيء مؤثر ومحزن. فلبنان يعيش حال عدم الاستقرار بسبب الازمة السورية مع أجواء ضبابية حيال المستقبل.
واللافت كذلك أن المعاملات العقارية للمستثمرين العرب هي للدول العربية التي تشهد اضطرابات وهو أمر بديهي، برأي وزني. ويلفت الى ان تصرفات المستثمرين العرب التي تبلغ قيمتها 1,2 مليار دولار، هي الى تزايد ملحوظ في الفترة الاخيرة نتيجة استعادة المستثمرين ثقتهم بالقطاع السكني في دبي، خصوصا مع ارتفاع الاسعار منذ بداية السنة اكثر من 10%، وفي ظل توقعات استمرار المنحى التصاعدي في الفترة المقبلة نتيجة الاضطرابات التي اصابت عددا من الدول العربية ودفعت مستثمريها الى الخروج منها.
واذا كان وزني وجد في هذه الارقام مسألة يجب التوقف عندها، إلا أن الخبير العقاري رجا مكارم رأى أن استثمارات اللبنانيين التي تقدر بنحو 250 مليون دولار، ليست ذات قيمة اذا ما قورنت بحجم الاستثمارات العقارية في لبنان التي ناهزت المليار دولار في الثلاثة أشهر الاخيرة. واعتبر أنه من البديهي ان يتجه اللبنانيون الى دبي لشراء عقارات خصوصا، بعد الهبوط الحاد في اسعار العقارات هناك، والامل في ارتفاعها مجددا بعد مؤشرات التحسن التي تظهر في القطاع.
وبحسب موقع جريدة " النهار" اللبنانية ، تبين أن المعاملات العقارية شملت أراضٍي وشققاً وفيلات سكنية، وتصدر المستثمرون اللبنانيون قائمة تصرفات العرب من حيث القيمة، حيث بلغت 6 ،846 مليون درهم عبر 392 إجراء، والأردنيون في المرتبة الثانية بتصرفات بلغت 821،5 مليون درهم، واحتل المصريون المرتبة الثالثة بقيمة 668.2 مليون درهم، وجاء العراقيون في المرتبة الرابعة بقيمة 578.5 مليون درهم عبر 355 إجراء، وفي المرتبة الخامسة جاء المستثمرون السوريون بتصرفات بلغت 556 مليون درهم.