أكد تقرير صادر أنه في الوقت الذي ارتفع فيه سعر الدولار فإن أسواق السلع فقدت الدعم، خصوصا المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة اللذين سُحِبَ من تحت قدميهما البساط، لأن كلاهما كان مزدهراً على خلفية العوائد الحقيقية السلبية الناجمة عن بيئة انخفاض سعر الفائدة. يعتبر دعم المعادن حلاً وسطاً بالنسبة للميزانية الأميركية.
وهو حل سوف يؤدي إلى خلق عبء على النمو خلال الربعين الأولين من العام الجديد؛ ومع ذلك، فإن الأسابيع المقبلة سوف تختبر في هذه المرحلة بجدية عزم مستثمري المعادن الثمينة ونتيجة لذلك، فإننا قد نضطر إلى خفض توقعاتنا للعام 2013 بشأن متوسط السعر للمعدنين اللذين استقرا حالياً عند 1840 و34 دولاراً للأونصة على التوالي.
وقال أول هانسن، رئيس قسم استراتيجية السلع في بنك «ساكسو»: لم يُساعَد الأداء - الذي أفضل ما يمكن أن نصفه به هو «الأداء العصبي المزاج» - خلال الأسبوع الأول المُقَصَّر من العام 2013 بسبب ارتفاع الدولار بأكثر من 1%. مدَّد تجار العملة تعرضهم الطويل الأمد إلى اليورو، مما تسبب في تراجع حاد أدى بالتالي إلى ارتفاع الدولار وخلق بالتالي بعض الرياح العكسية المبكرة للسلع مع خسارة مؤشر دوا جونز يو اس بي بوندز ما يقرب من 1%.
المعادن الصناعية
وأضاف: كان القطاع الوحيد الذي حقق عائداً إيجابياً وفقاً لهذه المؤشرات المعادن الصناعية، مثل النحاس، مدعوماً بالبيانات الاقتصادية التي استمرت في التحسن من الصين. وكان أسوأ القطاعات أداءً قطاع الزراعة مع مكاسب في مجال الثروة الحيوانية قابلتها خسائر مستمرة في الحبوب والسلع الاستوائية كالبن والسكّر والكاكاو.
شهدت المعادن الثمينة أيضاً خسائر مع وجود الذهب والفضة والبلاديوم جميعها في المنطقة السلبية. وكان قطاع الطاقة أيضاً في المنطقة السلبية، لأن المكاسب التي تحققت في النفط الخام والمنتجات قد قابلتها من جانب آخر خسارة ثقيلة في الغاز الطبيعي.
وباتت تقارير البطالة الأميركية الآن، أكثر أهمية، باعتبار أن كل تحسن محتمل في هذه الأرقام سوف يساعد على تحسين توقعات الأسواق بشأن موعد توقف التيسير الكمي. لم تُحدث أرقام شهر ديسمبر التي صدرت في 4 يناير - أي تأثير كبير، نظراً لحقيقة أن جداول الرواتب غير الزراعية كانت متماشية مع التوقعات، في حين أن معدل البطالة قد ارتفع بشكل طفيف ليبلغ 7.8 %.
الهاوية والانهيار
وتابع هانسن: في الأسبوع الأول من العام الجديد غُيِّرَت الهاوية المالية الأميركية المخيفة التي سحقت الأسعار خلال شهر ديسمبر لتحل محلها ما اختار البعض أن يسميه «الانهيار المالي». حيث توصلت الأطراف المعنية إلى اتفاق بشأن الميزانية الأميركية في آخر لحظة.
ولكن مع وجود الكثير من القضايا المثيرة للجدل والخلاف مثل إيجاد التمويل اللازم - وهي مسألة لم تحل بعد - فإن السوق بقيت تعاني من حالة عدم الاستقرار والارتياح مما يعني أن الانتعاش الكبير قد دام أقل من 48 ساعة. وسوف يواجه الرئيس الأميركي المزيد من المشاحنات المالية مع الكونغرس خلال الأسابيع المقبلة، حيث إن سقف الديون سوف يحتاج إلى أن يُرفع مرة أخرى، لأن مستوى الديون لا يزال في ارتفاع مستمر.
في أعقاب ذلك مباشرة، فاجأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسواق بالإعراب عن بعض وجهات النظر المتشددة، أطلقها في تقرير اجتماع لجنة السوق المفتوحة الاتحادية الذي انعقد في شهر ديسمبر لمناقشة السياسة الفدرالية. في هذا الاجتماع أبدى بعض الأعضاء قلقاً متزايداً إزاء الآثار الجانبية، مثل الاستقرار المالي والتوسع المستمر في الميزانية العمومية للبنك المركزي.
رأى بعض الأعضاء أنه سيكون من المناسب إبطاء أو حتى وقف شراء المزيد من الأصول قبل نهاية عام 2013. كان هذا العلامة الأولى الدالة على أن القلق الذي بات يتزايد الشعور به خارج مجلس الاحتياطي الاتحادي لعدة أشهر قد أصبح يُشْعَرُ به في نفس مجلس الاحتياطي الفدرالي ويجعل العام 2013 عاماً أكثر إثارة للاهتمام، باعتبار أن الأسواق سوف تضطر إلى فك رموز شفرة الآثار المترتبة على التحول بعيداً عن المال الرخيص.
نظرة على 2012
وقال هانسن: في ما يتعلق بالأداء في عام 2012. أنهى الصندوقان الأساسيان للسلع المرتبطان ارتباطاً مباشراً بمؤشّر الأسهم دون تغيير إلى حد كبير هذا العام، وهي نتيجة مخيبة للآمال للمستثمرين الذين يشترون فقط مقارنة مع فئات الأصول الأخرى.
وخاصة الأسهم. أسفر تصحيح رئيسي في الحبوب مثل الذرة والقمح وفول الصويا خلال شهر ديسمبر عن عائدات مخفضة كثيراً بالنسبة لقطاع الحبوب، لكنها ما زالت قادرة على التغلب على الخسائر التي شهدتها في السلع الاستوائية كالبن والسكّر والكاكاو، وخاصة من الانخفاض البالغ الثلث في القهوة، ليصل ترتيب إجمالي الأرباح في قطاع الزراعة إلى المركز الثاني.
وأضاف: على الرغم من الانتعاش الجيد الذي شهدته مختلف المعادن الصناعية خلال الربع الأخير من السنة والذي كان يحركه تحسن توقعات الطلب الصيني - أنهى القطاع إجمالاً في المركز الثالث متقدماً عن قطاع الطاقة الذي تكبد خسائر نتجت في المقام الأول عن الأداء السلبي لخام غرب تكساس الوسيط والغاز الطبيعي الذي فقد 30 بالمائة. في صدارة المركز نجد المعادن الثمينة ليس بسبب الأداء الفردي الكبير، ولكن يرجع ذلك بدرجة أكبر إلى حقيقة أن جميع المكونات الأربعة حققت مكاسب، خاصة الفضة والبلاتين.
المعادن الثمينة
وقبيل انتهاء عام 2013 وُوجهت المعادن الثمينة بعدة عقبات، ما يجعل هذا العام عام تحول محتمل بعد اثني عشر عاماً متتالياً من العوائد الإيجابية. كان الشيء الأكثر إضراراً هو أخبار بشأن عدم الارتياح داخل لجنة السوق المفتوحة الاتحادية الأميركية في ما يتعلق بمدة برنامج شراء الأصول الحالية. سوف يساعد تحسن البيانات الأميركية الاقتصادية المستمر على إنشاء توقعات متعلقة بالأسواق بشأن موعد توقف التسهيل الكمي، وهذا سوف يزعزع الثقة في أوساط المستثمرين في المعادن الثمينة.
وانطلق الذهب في السنة الجديدة بانتعاش مستوحى من اتفاق الميزانية الأميركية، ولكن في غضون 48 ساعة هبط إلى أدنى مستوى بلغه منذ أغسطس 2012، وبات منذئذ في انزلاق متواصل من سعر الذروة الذي كان عليه في أكتوبر أي تقريباً 1800 دولار / أونصة.
كان مستثمرو المنتجات المتداولة في سوق الأسهم الذين حل عليهم العام الجديد وهم يحتفظون بكميات قياسية من الذهب - والذين كانوا قد استخدموا حتى الآن عمليات التصحيح ليراكموها - قد سحبوا يوم الخميس 327000 أونصة - وهو أكبر تراجع يحدث في يوم واحد منذ 26 سبتمبر وفقاً لبلومبرغ.
وقال أول هانسن: من الناحية الفنية، عاد الذهب مجدداً إلى منطقة الـ 1630 دولاراً / أونصة، حيث ارتفع ارتفاعاً مفاجئاً في أغسطس الماضي بعد بضعة أشهر من التداول الجانبي. تزامن هذا المستوى مع حركة سعر سهمه أو ورقته المالية بعكس الاتّجاه السابق بواقع 61.8٪ الخاصة بالانتعاش الذي شهده من شهر مايو إلى شهر أغسطس.
كما أن المزيد من الضعف تحت هذا المستوى سيعيد المنطقة المقبلة للدعم عند بلوغ السعر 1590 دولاراً / أونصة. يصر مستثمرو وتجار الذهب ويعتقدون أن ارتفاع الأسعار خلال العام هو على وشك أن يواجه تحدياً كبيراً في الأسابيع المقبلة، لأن الحركة الحالية لأسعار الأوراق المالية قد تدل على أن ارتفاعاً كبيراً قد بات محققاً، وهو ارتفاع يحتمل ألا نشهده مرة أخرى لبعض الوقت.
وتابع: في الوقت الراهن على الرغم من أننا ما زلنا نعتقد أن التحرك الحالي هو مجرد تصحيح، نظراً لحقيقة أن تحركات السوق خلال الأسبوعين الأولين من العام الجديد تكون في الغالب خاطئة. ولكن إذا تحطم الرقم القياسي لأدنى سعر للذهب والبالغ 1525 دولاراً / أونصة، فإننا سوف نواجه وضعاً جديداً، ونتيجة لذلك سيتعين علينا أن نخفض توقعاتنا للعام 2013 بشأن متوسط السعر للمعدنين الذين استقرا حالياً عند 1840 و34 دولاراً للأونصة على التوالي.
النفط الخام
ارتفع سعر خام برنت إلى أعلى حد من حدود نطاق سعره الحالي مدعوماً بعدة عوامل ليس أقلها تحسن توقعات النمو في كل من الولايات المتحدة الأميركية والصين، على الرغم من ارتفاع الدولار. جاء المزيد من الدعم من التقلص المستمر في سوق الصفقات الفورية التي شهدت العلاوة المؤجلة للنفط الخام في السوق الفورية خلال الأشهر الثلاثة لتنتقل إلى 2.8 دولار للبرميل.
إنتاج أوبك
انخفض إنتاج أوبك من النفط في ديسمبر إلى أدنى مستوى بلغه خلال سنة وفقاً لمسح أجرته رويترز. وكان الانخفاض البالغ أكثر من 1.1 مليون برميل يومياً من ذروة الإنتاج التي شهدناها في شهر أبريل بسبب تراجع الإمدادات من إيران، والآن بات في أدنى مستوى له منذ عام 1988، بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية على إيران بينما خفضت كل من العراق والمملكة العربية السعودية الإنتاج وسط تباطؤ الطلب العالمي.
هذا يؤكد الحالة الراهنة للسوق العالمية التي تبدو متوازنة بشكل جيد وهذا من شأنه، إذا استثنينا أي حدث جيوسياسي، أن يحافظ على السعر في نطاقه السعري على المدى القريب. يبدو الارتفاع المتزايد منحصراً فوق 115 دولاراً للبرميل بينما يمكن أن نجد الدعم في 109.40 و107.50.
أكبر انخفاض للغاز الطبيعي في 3 سنوات
أدت وفرة الغاز الطبيعي الأميركي في مخازن التخزين الموجودة تحت الأرض جنباً إلى جنب مع إطلاق تقارير في مطلع شهر يناير بشأن احتمال أن يكون الشتاء أكثر اعتدالاً إلى تدني أسعار الغاز إلى الهاوية يوم الأربعاء الماضي. خلال دقائق نزلت عقود فبراير بنحو 9% وهو الهبوط الأكبر خلال ثلاث سنوات بالغاً 3.05 قبل استعادة نصف ما كان قد فقده.
ومع الطقس المعتدل المتوقع خلال الأيام المقبلة، يمكن أن يقل الطلب عن القاعدة الموسمية، وبالتالي رفع محتمل لمستوى الغاز الموجود في المخازن عندما يبدأ موسم الضخ خلال شهرين. ساعدت المستويات المرتفعة من الغاز الطبيعي في المخازن الموجودة تحت الأرض بعد الشتاء المعتدل الذي شهدته البلاد في العام الماضي على تراجع الأسعار، قبل أن يؤدي تحول رئيسي من الفحم إلى الغاز إلى استقرار الأسعار. سوف تُبْقِي المخاوف بشأن تكرار ما حدث التجار يبحثون بعصبية عن التغيرات في توقعات الطقس خلال الأسابيع المقبلة.
تذبذب حاد لأسعار المعدن الأصفر في تداولات الأسبوع الماضي
قال تقرير اقتصادي متخصص ان سعر الذهب شهد تذبذبا حادا في الاسواق العالمية خلال تداولات الاسبوع الماضي يتراوح بين أعلى مستوى له عند 1694 دولارا للاونصة وادنى مستوى عند 1630 دولارا.
واضاف التقرير الصادر عن شركة (سبائك الكويت) لتجارة المعادن الثمينة ان اسعار الذهب «ترنحت» كثيرا خلال الاسبوع بتأثير من الاخبار القادمة من الولايات المتحدة الامريكية وملف (الهاوية المالية) الذي أثر كثيرا على شهية المستثمرين سواء بالشراء او البيع.
واوضح ان ارتفاع اسعار الذهب في بداية الاسبوع نحو 1694 دولارا للاونصة كان مرتبطا بضعف قيمة العملة الخضراء وتحول السيولة الى الملاذ الآمن الاقوى مع زيادة الطلب لجني ارباح على المدى القصير.
وبين التقرير ان «الحال انقلب رأسا على عقب» في تداولات الخميس الماضي حيث صعد سعر صرف الدولار الى اعلى قمة له امام سلة العملات الاوروبية وعلى رأسها اليورو فهوى سعر الذهب الى ادنى مستوياته بعد ان كسر حاجز الدعم عند 1630 دولارا للاونصة مؤكدا ان ذلك لا يتناسب مع توقعات اكثر المستثمرين تشاؤما خصوصا وان الاسعار كانت مرتفعة بداية الاسبوع.
وافاد بان اسعار الذهب اعتادت على الصعود مع بداية كل عام ولكن ما جعله يتراجع بشدة هو التقارير الامريكية الرسمية التي كشفت عن امكانية الاستغناء عن خطط التيسير الكمي نهاية عام 2013 «وبالطبع فان مثل هذه الاخبار تكون في مصلحة العملة الامريكية على حساب المعادن الثمينة».
وقال التقرير ان البيانات الاقتصادية الامريكية لعبت دورا مهما في نزول اسعار المعدن الاصفر لاسيما ان سوق العمل هناك استطاع استحداث 155 الف وظيفة جديدة حيث خفض ذلك نسبة البطالة الى 8ر7 بالمئة.
واضاف ان الثقة عادت بعض الشيء الى اسواق الذهب لينهي تداولاته على مستوى 1650 دولارا للاونصة في ظل توقعات باستمرار ارتفاعاته نحو سعر 1700 دولار خلال الاشهر القادمة «لان الاقتصاد الامريكي لا يزال يعاني حالة عدم الاستقرار حتى وان تم الاتفاق بشكل جزئي لتأجيل حل موضوع الهاوية المالية».
واوضح ان الفضة كانت اكثر حدة في تحركاتها عن باقي المعادن الثمينة وذلك خلال تداولات الاسبوع الماضي حيث جنى المضاربون ارباحا مضاعفة بعد صعود الاونصة الواحدة بنسبة 5ر45% بداية الاسبوع عند مستوى 31.4 دولارا.
واشار الى ان تداولات يوم الجمعة الماضي شهدت هبوط اسعار الفضة نحو مستوى 29.4 دولارا للاونصة بنسبة هبوط بلغت 2% عن سعر الافتتاح وانهت تداولات الاسبوع عند مستوى 29.9 دولارا «وتصب اغلب التوقعات على ارتفاعات اكثر حدة في الايام المقبلة خصوصا ان الفضة تبتعد كثيرا عن اعلى مستوى حققته في ابريل 2011 عندما لامست مستوى 49 دولارا للاونصة».
وبين التقرير ان حركة الاسعار لباقي المعادن الثمينة تحسنت بشكل ملحوظ لاسيما سعر البلاتينيوم الذي اغلق على سعر 1557 دولارا للاونصة بارتفاع قدره 38 دولارا عن اسعار بداية الاسبوع اما البلاديوم فظل مستقرا على اسعاره في تحرك ضئيل مكتفيا بالاغلاق عند 686 دولارا للاونصة.