أدى التوسع السكاني والصناعي إلى دخول خطوط التوتر العالي ومحطات التحويل إلى المدن ومحيطها وذلك لتأمين الطاقة الكهربائية اللازمة بأقل ضياعات ممكنة،كما أن زيادة محطات الاتصال الخليوية من حيث العدد والكثافة قي وحدة المساحة أدى إلى ضرورة البحث وقياس مستوى الإشعاع الكهرطيسي في التجمعات السكانية القريبة من خطوط نقل الطاقة ومحطات البث الخليوي والتأكد من مدى مطابقتها للمعايير التي أوصت بها الجهات الدولية
وبالتالي اتخاذ الإجراءات المناسبة في حالة تجاوز معايير الإشعاع الحدود المسموح به ، وحرصاً من وزارة الدولة لشؤون البيئة على حماية صحة المواطن والبيئة من الأخطار التي قد تسببها هذه الإشعاعات تنفذ الوزارة خلال خطتها الخمسية الحادية عشر مشروع لدراسة تأثير الحقول الكهرطيسية على الصحة العامة من خلال فريق عمل وطني وضمن منهجية عمل الدراسات العلمية البيئية .
الدكتورة كوكب داية وزيرة البيئة أوضحت أن المشروع يهدف إلى دراسة الآثار الناتجة عن عملية نقل الطاقة وخصوصاً تحديد وحصر ومراقبة أهم الأمراض الناتجة عن الحقول الكهرطيسية المتشكلة،وإدخال البعد البيئي في مثل هذه الأنواع من الأنشطة حرصاً على صحة الإخوة المواطنين وسلامة البيئة.
وبينت د.داية ان المشروع سيقوم بتقدير الحمولة الضائعة الناتجة عن عملية نقل الطاقة (مقدار الفاقد في خطوط النقل) ، وبالتالي حصر المناطق الأكثر إشعاعا ًوالأمراض الناتجة عن ذلك ، إضافة إلى توفير قاعدة بيانات كافية عن الأمراض الناتجة عن الحقول الكهرطيسية .
ومن الجدير بالذكر أن المشروع الذي ستقوم به وزارة البيئة ، يضم مشاركين عن جهات وطنية من الهيئة العامة للاستشعار عن بعد ، وجامعة دمشق (كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية ) و هيئة الطاقة الذرية ،والمؤسسة العامة لنقل وتوليد الطاقة الكهربائية .