
اقترحت وزارة الصناعة على الحكومة فصل الارتباط ما بين شركات السكر ووزارة المالية واعتبار هذه الشركات وحدة اقتصادية مستقلة تعمل وفق معايير الربح والخسارة، بشرط أن تقوم المالية بتقديم الدعم للجهات المستحقة بما فيها الفلاحين والمؤسسة الاستهلاكية دون أن يدخل حساب هذا الدعم في تكلفة التصنيع، وهذا يعني وقف دعم هذه الشركات من صندوق الدين العام وتركها للمنافسة.
وجاء هذا الاقتراح نظراً للمعاناة السنوية في عدم كفاية الطاقات الإنتاجية للشركات المصنعة للشوندر واستمرار.
من جهتها رأت الصناعة أن إضافة خطوط تكرير إلى الشركات الحالية المنتجة للسكر سوف ينعكس اقتصادياً على تخفيض تكلفة الإنتاج في هذه الشركات ويرفع العائد الاقتصادي المحقق من عملية التصنيع، لاسيما أن تكرير 500 طن سكر خام في كل شركة من الشركات الأربع التابعة للمؤسسة يومياً سيحقق 384 ألف طن سكر إضافية و4 آلاف طن ميلاس كحد أدنى.
وأكدت ضرورة استيراد السكر الخام دون النظر إلى الفارق الاقتصادي بين سعري السكر الأبيض والخام لأنه مهما بلغ الفارق الاقتصادي فلن يتجاوز التكاليف الثابتة التي تتحملها الشركات في حال توقفها عن الإنتاج.
كما قدرت تكلفة التطوير في الشركات المذكورة بـ638 مليون ليرة علماً أنه يمكن استرداد رأس المال المستثمر خلال عام واحد في حال تم تأمين السكر الخامي للعمل طوال أيام السنة.
ودعت الصناعة إلى أهمية إدخال مادة السكر الخامي ضمن عملية تصنيع الشوندر في الشركات التابعة، مشيرة إلى أن تكرير 100 ألف طن سكر خام بتكلفة لا تتجاوز 1500 ليرة للطن يحقق وفراً لا يقل عن 250 مليون ليرة سنوياً.
ومن الجدير ذكره أن الوزارة كانت قد أشارت إلى أن مردود السكر الأبيض الناتج عن عملية التصنيع منخفض نسبياً نظراً لارتباطه مباشرة بدرجة الحلاوة المركزة في محصول الشوندر وسعر طن الشوندر المدعوم المسلم للفلاح يصل إلى أكثر من 4 آلاف ليرة للطن في حين أن سعره في الدول المجاورة وبنفس المواصفات السورية لا يتجاوز 2000 ليرة وتنبأت الوزارة بأن رفع أسعار الفيول سيرفع تكلفة التصنيع للكغ الواحد إلى 69.4 ليرة،أما في حال تحرير سعر الفيول ستصل التكلفة إلى 8730 ليرة سورية كحد وسطي لإنتاج الطن الواحد.
وارتأت الوزارة ضمن مذكرتها ضرورة إعادة النظر بالسياسة السعرية المتبعة في احتساب سعر طن الشوندر السكري المستلم من الفلاح ولاسيما أن هذه السياسة ترتبط بالسعر العالمي وبدرجة الحلاوة مؤكدة أن يصبح التسعير اقتصادياً بالنسبة للشركات المصنعة.
كما يذكر أن صناعة السكر في سورية من الشوندر السكري ترجع إلى عام 1948 حيث أقيم أول معمل للسكر في مدينة حمص بطاقة 1200 طن وتكرير 300 طن من السكر الخام الأحمر يومياً.