أكد رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين علي عيسى، أنه على الرغم من قلة الأمطار الهاطلة حتى الآن وعلى الرغم من سوداوية الصورة التي قدمتها نشرات مراقبة الجفاف، إلا أن الزراعات البعلية للمحاصيل الاستراتيجية من قمح وشعير لم تتأثر حتى الآن بهذه الظروف المناخية التي تسود القطر ولاسيما مناطق الاستقرار الأولى والثانية والثالثة التي تزرع عادة بالزراعات الاستراتيجية من قمح وشعير وشوندر وقطن.
وأضاف عيسى، أن انحباس الأمطار يمكن أن يؤثر في المحاصيل الزراعية في مناطق الاستقرار الثالثة والرابعة ولاسيما أن دراسات البحوث الزراعية والاستراتيجية التي تقوم عليها وزارة الزراعة منذ أكثر من25 عاماً ارتكزت على دراسة منطقة الاستقرار الرابعة لوقف الزحف الصحراوي الذي بدأ يهددها.
وبين جدول تتبع زراعة محصول القمح للموسم الحالي حتى تاريخ بداية الشهر الحالي في مديرية الإنتاج الزراعي في وزارة الزراعة، وفقاً لجريدة تشرين، أنه بلغت مساحة الزراعة المروية 561264 هكتاراً وبنسبة 66%، في حين بلغت مساحة الزراعة البعلية 630410 هكتارات وبنسبة 75% وإجمالي المساحات المزروعة 1191674 هكتاراً وبنسبة 70% كما بلغت مساحة الزراعة المروية لمحصول الشعير للتاريخ نفسه 47660 هكتاراً وبنسبة 60%، ومساحة الزراعة البعلية 1108817 هكتاراً وبنسبة 80%، في حين كان الإجمالي 1156477 هكتاراً وبنسبة 79%.
وذكرت نشرة مراقبة حالة الجفاف لشهر كانون الأول عام 2013، أن زراعة المحاصيل الشتوية استمرت في بعض المناطق، وأن نسبة تنفيذ الخطة الزراعية لمحصول القطن كانت ضعيفة، ولاسيما في حلب بسبب الظروف الراهنة، وكانت المراعي الطبيعية محدودة وتكاد تكون معدومة في أغلب مناطق البادية، ولاسيما في ديرالزور، ووضع المواشي جيد بشكل عام، وكانت المخزونات المائية للسدود في المحافظات الساحلية والوسطى والقنيطرة مقبولة إلى جيدة لمثل هذه الفترة من السنة، في حين كانت ضعيفة في محافظة السويداء، وشهدت درجات الحرارة المسجلة في شهر كانون الأول انخفاضاً أدنى من المعدل الشهري بحوالي 0,46 حتى 2,6 درجة مئوية في كل المحافظات.
وأشارت نشرة مراقبة حالة الجفاف لشهر كانون الثاني لعام 2014، إلى أن الهطلات المطرية كانت ضعيفة جداً في أغلب المحافظات، إذ لم تتجاوز بالمتوسط 10% من معدل الهطول المطري لشهر كانون الثاني باستثناء المناطق الشمالية الشرقية لمحافظة الحسكة، إذ كانت الكميات الهاطلة مقبولة، وأظهرت الصور الفضائية الملتقطة لهذا الشهر تراجعاً كبيراً في الغطاء النباتي في جميع المحافظات، ولاسيما الساحلية والوسطى والجنوبية.
وأوضحت النشرة، انتهاء زراعة المحاصيل الشتوية في أغلب المناطق وهي في طور الإنبات والنمو الخضري لكن يخشى في حال استمرار انحباس الأمطار إلحاق الضرر بالمحاصيل الزراعية، ولاسيما أن المراعي الطبيعية في أغلب مناطق البادية محدودة بسبب انحباس الأمطار وبرودة الطقس، واعتماد أغلب المربين حالياً على تقديم الأعلاف، مع العلم أن وضع المواشي جيد بشكل عام والمخزونات المائية للسدود في المحافظات الساحلية والوسطى والقنيطرة مقبولة إلى ضعيفة لمثل هذه الفترة من العام، في حين كانت ضعيفة جداً في السويداء، وسجلت درجات الحرارة في هذا الشهر ارتفاعاً أعلى من المعدل الشهري بحوالي 1,04 حتى 2,56 درجة مئوية في كل المحافظات، كما أن جميع المحافظات حصلت على درجة الإنذار من حيث كمية الأمطار الهاطلة ونسبة تحقيق المعدل لشهر كانون الثاني، إذ لم تتجاوز كميات الأمطار 50% من المعدل السنوي العام وهناك تدنٍ كبير بالنسبة للمحافظات الساحلية المعروفة بغزارة الأمطار.
ولفت عيسى، إلى أن وزارة الزراعة أنشأت مشروع الحزام الأخضر الذي يمتد من السويداء جنوباً إلى القامشلي شمالاً في منطقة الاستقرار الرابعة، وبعرض 30كيلومتراً، مع الأخذ في الحسبان ظروف الطقس والبيئة ونوعية التربة والأشجار المناسبة لهذه المنطقة، ولاسيما أن هذا المشروع يمكن أن يخفف ويحدّ من ظاهرة الاحتباس للأمطار والجفاف لوجود غطاء نباتي من الأشجار.