بعد أيام من رفع سعر البنزين وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، اشتكى عدد من المواطنين، من عودة استغلال سائقي التكسي، وكذلك أصحاب السيارات الخاصة الذين قاموا بتحويل سياراتهم الخاصة إلى سرفيس للاماكن التي يقل فيها الميكرو باص، مثل منطقة ضاحية قدسيا.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أصدرت الأسبوع الماضي قراراً يقضي برفع سعر ليتر البنزين من 100 ليرة إلى 120 ليرة سورية.
السائقون باشروا باستغلال رفع أسعار البنزين، ليرفعوا التسعيرة، فسائق التكسي أصبح يطلب 200 ليرة كحد أدنى للمكان القريب، في حين رفع أصحاب السيارات الخاصة الذين حولوا سياراتهم إلى سرافيس صغيرة التسعيرة إلى 225 – 250 ليرة، بعد أن كانت حوالي 150 ليرة.
وقال (أسامة مدرس)، إن في ظل عدم توافر السرافيس وباصات النقل الداخلي فإنني مضطر لركوب التكسي أو السيارات الخاصة للوصل إلى بيتي أو مكان عملي، موضحاً أنه قبل رفع سعر البنزين كان يدفع حوالي 300 ليرة يومياً كأجور مواصلات ولكن اليوم وبعد رفع سعر البنزين، سيكلفني ذلك أكثر من 500 ليرة سورية، ما يعني أنني خسارة حوالي نصف مرتبي على المواصلات.
الأزمة ستزيد
توضح (هدى موظفة)، "أنه مع رفع سعر البنزين من المرجح توقف العديد من السائقين سواء لسيارات التاكسي أو من حول سيارته الخاصة للعمل عليها للنقل الركاب، للتوقف عن ذلك لارتفاع سعر البنزين والذي يترتب عليه رفع التسعيرة، الأمر الذي سيقلل عدد الركاب، واتجاههم الى وسائل النقل الأخرى، ما يعني تضاعف الأزمة على السرافيس وباصات النقل الداخلي".
هذا وأكد وزير النفط والثروة المعدنية سليمان العباس، أن البنزين لا يزال مدعوماً ولو بمبلغ قليل يصل إلى 4 ليرات سورية لليتر الواحد رغم رفع سعره إلى 120 ليرة لليتر، مضيفاً أنه لن يؤثر على الشريحة الواسعة من المواطنين، وإنما على الشريحة المتوسطة وما فوق، ومن يملك سيارة باستطاعته تحمل هذا العبء.
أين التكسي سرفيس؟
محافظة دمشق وعدت بإدخال منظومة جديدة لحل أزمة النقل واستغلال السائقين وذلك من خلال التاكسي سرفيس، حيث قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق هيثم الميداني في تصريح سابق، إن نحو 600 إلى 700 تكسي ستبدأ عمل منتظم تحت تسمية سرفيس تكسي.
وتخصص محافظة دمشق لإنشاء خطوط سير منتظمة لسيارات الأجرة العامة تكسي، عبر إحداث منظومة نقل سرفيس، وذلك لتسهم بالتخفيف من أزمة النقل بدمشق.
ووعد الميداني بزوال مشكلة النقل في الوقت القريب بفضل الجهود المميزة التي تبذلها كل الجهات وعلى جميع الصعد التنظيمية والإدارية والفنية، آملاً أن تتمكن محافظة دمشق من تحقيق مشاريعها الكبرى للنقل الجماعي من خلال التوسع بالنقل السككي والمترو وتنفيذ "اللاين باص"، وإدخال الباصات العاملة على الغاز وسيارات الكهرباء بالمدينة القديمة وذلك لتوفير النقل الآمن والسريع والمريح للمواطن وللمحافظة على البيئة والمظهر الحديث واللائق بدمشق.
هذا وستجني وزارة النفط الممثلة بالشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية نحو 4.64 مليار ليرة سورية كعائد وسطي خلال 7 أشهر من مبيعات البنزين في دمشق فقط، وذلك بعد أن تم رفع سعر لتر البنزين مؤخراً من 100 ليرة إلى 120 ليرة.
ماذا سيحدث إذا رفع سعر المازوت؟
مصادر مطلعة في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أوضحت في تصريحات لوسائل إعلامية أن هناك دراسة لرفع سعر لتر المازوت وأسطوانة الغاز.
ويرى مراقبون إن ذلك إن لن يؤثر فقط على أزمة النقل، وإنما أيضاً على كافة مناحي الحياة، رفع سعر البنزين سوف يتسبب بموجة غلاء في الأسعار المتفاقمة أصلاً على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد.
وذكر مراقبون، أن موجة غلاء مرتقبة في الأسعار بشكل عام وخاصة في أجور النقل وتعرفة التكاسي بشكل خاص، بعد أن أقرت الحكومة السورية رفع أسعار البنزين من 100 ليرة إلى 120 ليرة، في الوقت الذي يعاني فيه السوريون بشكل عام ارتفاع أسعار المحروقات.
وكانت بيانات صادرة عن الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية "محروقات "، أظهرت أن استهلاك البنزين في سورية انخفض من 367 مليون لتر خلال الربع الاول من 2013، إلى 286 مليون لتر خلال نفس الفترة من العام الحالي، بنسبة انخفاض وصلت إلى 21% وبكمية 80 مليون لتر.