أفادت دراسة قام بها طلاب تخرج من قسم العلوم البيئية في جامعة دمشق، أن ما يستهلكه العمود الكهربائي الواحد المُخصّص للإنارة، يوازي استهلاك منزلين مجهزين بكامل الأجهزة الكهربائية.
وكشفت الدراسة التي نشرتها صحيفة “الوطن” المحلية، أنَّ نسبة التلوّث الضوئي في شوارع عدد من المحافظات السورية عالية، وهذا ما تؤكده نتائج بعض الدراسات والإحصائيات التي أجريت من قبل خبراء في سورية.
وأفادت الدراسة، أنَّ كمية الكهرباء المستهلكة في مصباح كهربائي باستطاعة 100واط ساعي تحتاج إلى340 كغ من الفحم الحجري و900 كغ من الأوكسجين الجوي سنوياً لتوليدها في المحطات الحرارية، وينتج عن ذلك1.25 طن من ثاني أوكسيد الكربون المُلوّث للجو، ما يعني أنّه كلما زادت ساعات التشغيل ستزداد التكلفة ويزداد استنفاد الوقود الأحفوري الذي تعتمد عليه سورية كمصدر لتوليد الطاقة الكهربائية، وبالتالي سيزداد انطلاق غاز ثنائي أكسيد الكربون الذي يؤدي لزيادة خطر الاحتباس الحراري.
واستخدمت الدراسة برنامج خاص DIALUX، لحساب كمية الإنارة وتقدير مستوى التلوّث الضوئي ونسبة الضوء الصاعد للسماء، وطبقته في عدة شوارع في عدد من المدن المختلفةِ في المعطيات والبيئات، إذ اكتشفت العديد من الأخطاء التصميمية والتنفيذية والتي يجب معالجتها للحد من التلوّث الضوئي وتخفيف الحوادث والمساعدة على ترشيد استعمال الطاقة الكهربائية، وتخفيف الاستهلاك إلى نسبة قد تصل إلى 50% من قيمته الحالية.
وأوضحت نتائج الدراسة، أنه إذا تمّ التوسع في الدراسة مستقبلاّ وتطبيقها بالشكل الصحيح يمكن تخفيض نسبة التلوث الضوئي بمقدار 80%، كما أنه يجب على المسؤولين والمختصين في أمور تخطيط إنارة الشوارع أن يأخذوا مشكلة التلوّث الضوئي بعين الاعتبار عند تصميم الإنارة، وهذا يتطلب دراسات موسعة ومتعمقة في مجال الإنارة الخارجية وخاصة أعمدة الإنارة في الشوارع، ومن الفوائد المرجوة للمشروع فتح بوابة جديدة لدراسة الإنارة الداخلية أيضاً وترشيد الطاقة.
وأوصت الدراسة بضرورة تصحيح اتجاه الإنارة والتغطية المراعية لحقوق الآخرين، وحل مشكلة وهج السيارات داخل المدن عن طريق تشغيل مصابيح الضباب التي تعطي ضوءاً أقل.
ومن الحلول السريعة التي يمكن القيام بها وضع حساسات الحركة في إنارة المنزل الخارجية والحدائق العامة ليلاً، وعلى البلديات والمؤسسات دراسة ذلك وفرضه على المواطنين، وضرورة إغلاق المحلات التجارية عند الثانية عشرة ليلاً لأن بقاءها طوال الليل يؤدي إلى سلوكيات سلبية عديدة.
يشار إلى أن الدراسة تندرج ضمن إطار المراقبة البيئية لمعالجة موضوع الإنارة الضوئية الكهربائية، لكونها أحد المصادر المهمة لاستهلاك الطاقة الكهربائية والتي تؤدي استخداماتها الخاطئة إلى مضارٍ بيئيّة تندرج تحت مسمى التلوّث الضّوئي، وإلى مشاكل اقتصادية ومالية وتقنية، تعالج في إطار مشاكل هدر الطاقة.