بخسارة فاقت المليار ليرة سورية للعام الماضي 2017 تبدو الشركة العامة للسكر في حمص كعجوز تلفظ أنفاسها الأخيرة وخاصة أن الصدأ بدا يزحف على كامل خطوط الإنتاج، والشركة التي تعاني المخازين الكبيرة وعدم قدرتها على منافسة المنتجات المثيلة في السوق المحلية تبحث في أروقة الحكومة واللجنة الاقتصادية عن حلول سريعة للمخازين التي تدنت أسعارها عن القيمة الحقيقية لتكلفتها بكثير، وصار شبح الخسائر يلاحقها سنوات قادمة، عدا عن التغير في مواصفات السكر الخام الذي يبلغ 15 ألف طن، والذي ينتظر دوره في التصنيع النهائي وانتظار استجرار الشركة السورية للتجارة التي تراه هي الأخرى عبئاً ثقيلاً وتجارة شبه خاسرة.
بانتظار تصريف المخزون
المهندس محمد نبيل العطائي مدير معمل السكر قال:إن المعمل متوقف من بداية العام الحالي/2018 وحتى تاريخه حيث تتوفر كمية من السكر الخامي بحدود/15/ ألف طن سيتم تصنيعها بعد أن يتم استجرار كامل كميات السكر الأبيض الموجودة في مستودعاتنا من قبل المؤسسة السورية للتجارة، وقد بلغت الكميات المستجرة من مادة السكر الأبيض كمية بحدود/8944.655/ طناً من بداية التشغيل وحتى تاريخه/ وستتم إعادة تشغيل المعمل في حال الانتهاء من استجرار كامل الكمية المصنعة من السكر الأبيض والبالغة حدود/9620/ طناً، وعن السكر الخام قال: إنه يمكن أن يفقد بعض مواصفاته ويتفكك جزء منه نتيجة العوامل الجوية، ورأى العطائي أن الصعوبات في معمل السكر تتلخص في نقص العمالة وخاصة الفنيين والإنتاجيين عدا عن قدم الآلات، ومؤخراً قمنا بتحديث قسم الفارزات والمصافي، وهناك مشاريع لتحديث قسم الطبخ والغربلة والتجفيف، ويوجد مشروع لتحديث وحدة إزالة اللون.
عزوف التجار عن الشراء
المهندس أحمد العثمان مدير معمل الكحول قال: إن المادة الأولية اللازمة لتشغيل المعمل/الميلاس/ متوافرة لدينا ولكن ضمن الظروف التسويقية الضئيلة للمنتج ونتيجة للظروف الراهنة التي يمر فيها بلدنا فإن مبيعاتنا من مادة الكحول الطبي قد تراجعت كثيراً بسبب توقف الكثير من المنشآت التي تستجر المادة وبسبب فرض رسم إنفاق استهلاكي كبير على المادة والبالغ /20%/ لذلك فإن الإنتاج مرتبط بالطلب على المنتج، وإن عزوف التجار عن الشراء بحجة بحثهم عن الكحول المطلق هي حجة واهية وذلك من أجل استيراده أو تهريبه، والمعمل ينتج كحولاً طبياً درجته 96 في المئة عند درجة الحرارة 20 طبقاً للمواصفة السورية، وكانت الطاقة اليومية للمعمل هي 11 طناً من الكحول الطبي و1.2 طن كحول صناعي كمنتج ثانوي إضافة لغاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يستخدم في إطفاء الحرائق وفي المشروبات الغازية وفي صناعة السكرية (عملية الكربنة)، وأضاف العثمان: يبلغ المخزون من الكحول الطبي بحدود 700 طن يتضمنه 300 طن مخزون استراتيجي إضافة لـ 28 طناً من الكحول الصناعي يتم بيعه.
تشرين