تقرير فرح العمار
وصل ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق السورية إلى مستويات غير مسبوقة، رافقه تدني ملحوظ في جودة العديد من المنتجات الغذائية.
المستهلك السوري كما العادة مغلوب على أمره، ففي ظل خروج العديد من منشآت صناعة المواد الغذائية من الخدمة ومحدودية الشركات المتبقية بالإضافة لعدم وجود منافس أجنبي، يجد السوريين أنفسهم مجبرين على استهلاك منتجات ذات جودة منخفضة.
موقع بزنس2بزنس سورية أجرى استطلاع رأي لرصد آراء المستهلكين السوريين، وضم الاستطلاع رأي المستهلك بجودة بعض المنتجات كالمعلبات والمربيات والبسكويت والشوكولاتة والمشروبات الغازية، وذلك من حيث السعر والجودة والتغليف.
90% غير راضين عن الجودة والسعر
أظهرت نتائج الاستطلاع أن نسبة 90% من العينة التي شملها الاستبيان ترى أن جودة الصناعات الغذائية السورية منخفضة، كما ترى أن سعر هذه المنتجات مرتفع قياساً بتكاليف إنتاجها.
فيما أشارت نسبة 10% من العينة إلى وجود بعض الشركات التي تحترم العميل وتقدم له منتج ذو جودة عالية بسعر مقبول.
وعزا المشاركين تدني جودة المنتجات الغذائية وارتفاع سعرها إلى العديد من الأسباب، أهمها جشع المنتجين حيث يتم تقليل الكمية والوزن لتزداد الأرباح، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الصرف وأزمة تأمين المحروقات، وضعف القوة الشرائية للناس وإنعدام المنافسة.
وأكد البعض أنه عند فتح أول باب للمنافسة مع المنتجات العالمية ستتدمر الصناعة المحلية على الفور لعدم استطاعتها على المنافسه بالجودة والنوعية والسعر.
منتجو المواد الغذائية: الغالي سعره فيه!
من جانب آخر، أكد مدير التسويق في شركة ديلارا للمواد الغذائية، ابراهيم راجح، وجود تباين في جودة المنتجات الغذائية لكن هذا يقتصر على الورشات الصغيرة، لأن الشركات الكبيرة تهتم برأي العميل للحفاظ على استمرارية عملها، وأي شركة تريد أن تستمر يجب أن تحافظ على جودة منتجاتها مهما كان السعر حتى لو كانت تقدم المنتجات بشكل مجاني!
وبين راجح أن السعر يلعب دور أساسي بالنسبة للجودة، لأن المواطنين يمكنهم أخذ منتج رخيص وسيء ولكن لن يستفيدو منه ولكن من يريد منتج جيد يجب أن يكون له سعر عالي، وهذا السعر مقترن بتكاليف الإنتاج العالية وعملية الإستيراد وغلاء الشحن الذي أصبح 5 أضعاف السعر السابق، وتأمين المواد الأولية وزيادة أجور العمال وهذا كله مرتبط ببعضه.
وتابع راجح: "يوجد في الأسواق السورية منتجات تستحق أسعار أعلى من ما يتم بيعها به، وبالمقارنة مع دول الجوار نجد أن أسعار هذه المنتجات أرخص من الدول المجاورة جميعها وذلك حسب متوسط الدخل في هذه الدول".
وفيما يخص جودة المنتجات التي يتم تصديرها، وهل تختلف عن جودة المنتجات الموجودة في الأسواق السورية، قال راجح إن جودة المنتجات التي يتم تصديرها تكون بنفس جودة المنتجات في الأسواق السورية، وسواء في الأسواق السورية أم الخارجية يتم تحليل المنتجات في مخابر خاصة لقياس جودتها، ومن يقول أن مواصفات المنتج تختلف عند التصدير فهذا الكلام غير سليم لأنه بأي صناعة يوجد درجة أولى ودرجة ثانية ودول الخارج يطلبون منتجات بدرجة أولى وعلى فرق سعر الصرف يكون النوع الأول بالنسبة لدول الخارج رخيص وهذا ما تسعى إليه أي شركة تريد أن تصدر منتجاتها للخارج، وأحياناً يكون التصدير ليس لربح مادي وإنما بغرض الإنتشار وأخذ قاعدة للمستقبل للعمل عليها".
نبيع بسعر أقل من التكلفة
بدورها، قالت مديرة شركة موري كارتال، إيمان أمين: " الأسعار لدينا ليست مرتفعة بالنسبة لجودة المواد لدينا، الجودة عالية جداً والشوكولا التي نستخدمها 90% قريبة من النوتيلا ومصنوعة من البندق الطبيعي".
وأشارت إلى أن الأسعار لدينا قريبة لأسعار المنتجات الأخرى المنافسة في السوق وأحياناً تكون أقل وأحياناً نقوم بتنزيل المنتج بسعر أقل من تكاليف الإنتاج بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وهو نوع من أنواع الدعاية والتسويق.
تنافسية عالية
من جانبه، أكد مدير شركة بادنجكي للمنتجات الغذائية والشيبس، هاني بطرس، وجود العديد من الشركات المتخصصة بنفس المنتجات، فعلى مستوى الأرز، يوجد أكثر من نوع منها السوري والمصري والإسباني.
وعزا بطرس ارتفاع الأسعار إلى عدم وجود استقرار في التسعير وحيث أغلب الصناعيين وأصحاب المصانع ليس لديهم ثبات على سعر، واستقرار هذا السعر يكون عندما تعود عجلة الإنتاج السورية كالسابق وبعدها يصبح التسعير واحد ولا يوجد تخبط في الأسعار وتبدأ حينها الأسعار بالإنخفاض.
موقع بزنس2بزنس| فرح العمار