مع انقطاع الكهرباء المستمر في المنازل عادت المكواة الأثرية القديمة التي تعمل على الفحم للظهور مجدداً كبديل عن المكواة التي تعتمد على الكهرباء، التي باتت شبه غائبة بفعل التقنين الطويل والمستمر.
ونقل موقع "أثر برس" المحلي عن أحد أصحاب محال الكوي في ريف دمشق، أنه "في كل صباح كل يوم يسخن مكواة الجمر على منقل الفحم أو موقد الغاز، ويجلس بانتظار إحضار الزبائن لملابسهم، ليقوم بكّيها، بعدما أصبحت مكواته العاملة على الكهرباء قابعة في زاوية المحل يتراكم عليها الغبار".
في حين يقول أبو محسن (70 عاما)، إنه "لم يستسلم لظروف المعيشة الصعبة والأوضاع الاقتصادية القاسية فقرر العمل بأدوات قديمة ورثها عن أجداده. مضيفاً: "مهنتي بالأساس تعتمد على الكهرباء من حيث الغسيل والكوي، لكن الكهرباء لا نراها إلا في المناسبات، وفي حال جاءت لا تكون أكثر من ساعة وصل مقابل 5 قطع بحكم أننا في ريف دمشق".
ولفت إلى أن "مكواة الفحم هي من الأدوات لم تستخدمها الجدات فقط، بل جدات الجدات، وتعد من القطع الأثرية، ولكن اليوم عاد لاستخدامها لتأمين قوته اليومي، وهي لا تختلف عن تأثير المكواة الكهربائية التي لم يعد يستعملها أحد في هذه الأيام، ولكن يجب استخدام مرش خاص للماء، ليتم البخ على قطعة القماش وهذا ما يوفر لها البخار الذي كانت مكواة الكهرباء توفره بضغطة بالإصبع على أحد الأزرار".
وتابع أنه "مع انعدام الكهرباء والوقود أصبح من واجبنا إيجاد البدائل بهدف الاستمرار". مبيناً أن "أكثر من 40 في المئة من العاملين في مهنة الكي أغلقوا محالهم واتجهوا إلى العمل في مصالح أخرى لا تحتاج إلى كهرباء".
ويعاني الكثير من أصحاب الحرف والمهن التي تعتمد على الكهرباء والمحروقات في سوريا للاستمرار في عملهم، لتأمين رزقهم، في ظل أزمة وقود خانقة وتقنين جائر للكهرباء والذي بات يهدد بتوقف أعمالهم ويعرضهم لخسائر مادية كبيرة.
ويحاول السوريون بشكل مستمر بالبحث عن بدائل لمشكلات جديدة باتت تثقل كاهلهم، سببها انقطاع الكهرباء وفقدان الوقود، فاستعاض بعضهم عن البراد بالنملية، وعادوا لاستخدام أواني الفخار في حفظ الماء البارد في الصيف.
من أجل الطبخ عاد السوريون لاستخدام مواقد التشغيل البدائية "البابور" والتي يتم تشغيلها باستخدام مادة (الكاز)، كبديل عن أسطوانات الغاز التي باتت شبه مفقودة، في حين عادت النساء إلى عصر ما قبل الكهرباء في تخزين مؤونة الشتاء من الخضراوات الصيفية.